يوشك منحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية، وهو مؤشر لسوق السندات يتم مراقبته عن كثب، على إنهاء أطول وأهم انعكاس له في التاريخ. وقد أثارت هذه الظاهرة، التي غالبًا ما يُنظر إليها على أنها نذير ركود، مناقشات حول قوتها التنبؤية الحالية. تقليديًا، يشير منحنى العائد المقلوب، حيث تتجاوز عوائد الديون قصيرة الأجل عوائد السندات طويلة الأجل، إلى حدوث انكماش اقتصادي في تسع من أصل عشر حالات على مدار السبعين عامًا الماضية، وفقًا لدويتشه بنك.
وعلى الرغم من الاتجاهات التاريخية، إلا أن بعض استراتيجيي السوق، بما في ذلك فيل بلانكاتو من أوسايك، ينظرون إلى المشهد الاقتصادي الحالي بشكل مختلف، مما يشير إلى أن الركود قد لا يكون وشيكًا. وتُعد مرونة سوق العمل عاملاً مساهماً في هذا التفاؤل، حيث تُظهر المؤشرات الأخيرة قوة الاقتصاد على الرغم من علامات التباطؤ.
يتوقع الاقتصاديون الذين تم استطلاع آرائهم مؤخرًا أن يستمر الاقتصاد الأمريكي في التوسع خلال العامين المقبلين. بالإضافة إلى ذلك، في وقت سابق من هذا العام، أعرب غالبية خبراء استراتيجيات السندات عن رأيهم بأن منحنى العائد قد لا يكون مؤشرًا موثوقًا على حدوث ركود.
وأشار لورانس جيلوم من شركة LPL Financial (NASDAQ:LPLA) إلى أن عودة منحنى العائد إلى الميل الطبيعي الصاعد لا يدل على حدوث ركود، بل هو تصحيح من حالته المقلوبة. وقد انعكس المنحنى، الذي يقارن بين عوائد سندات الخزانة لأجل عامين وعشر سنوات، منذ أوائل يوليو 2022، متجاوزًا الرقم القياسي المسجل في عام 1978. جاء هذا الانعكاس في أعقاب رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الذي بدأ في مارس 2022 بهدف السيطرة على التضخم.
وقد انحدر المنحنى مؤخرًا، مع تضييق الفرق بين عوائد السنتين وعوائد الـ 10 سنوات (منحنى 2/10)، كما هو موضح في بيانات Tradeweb. في يوم الأربعاء، وصل المنحنى إلى سالب 14.5 نقطة أساس، وفي يوم الجمعة، وصل إلى سالب 18.5 نقطة أساس. يحدث هذا التغيير عادةً عندما تتوقع السوق أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بسبب تباطؤ الاقتصاد، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الديون قصيرة الأجل أكثر من السندات ذات الآجال الأطول.
ومع ذلك، يحذر بعض المحللين، بما في ذلك جيم ريد، الخبير الاستراتيجي لدى دويتشه بنك، من أن إعادة انحدار منحنى العائد قد سبق تاريخيًا حدوث ركود. ففي كل من فترات الركود الأربع الأخيرة (2020، و2007-2009، و2001 و2001، و1990-1991)، تحول منحنى 2/10 إلى موجب قبل بداية الركود، مع وجود فترة متغيرة تتراوح بين شهرين إلى ستة أشهر بين الانعكاس وبداية الركود.
وسلط جورج سيبولوني من شركة Penn Mutual Asset Management الضوء على أهمية انحدار منحنى العائد الحالي، مشيرًا إلى أنه غالبًا ما يسبق التحديات الاقتصادية.
رؤى InvestingPro
في الوقت الذي لا يزال فيه سلوك منحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية موضوعًا للنقاش بين الاقتصاديين واستراتيجيي السوق، من الضروري النظر في المقاييس المالية المختلفة التي يمكن أن توفر سياقًا إضافيًا للمناقشة. وفقًا لموقع InvestingPro، هناك بعض المخاوف بشأن الصحة المالية والأداء المستقبلي للشركات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بسوق السندات.
تشير إحدى نصائح InvestingPro إلى أن الشركة المعنية تعاني من ضعف هوامش الربح الإجمالية. قد يكون هذا عاملاً حاسمًا يجب أخذه في الاعتبار، خاصةً عند تقييم التأثير المحتمل للانكماش الاقتصادي الذي يشير إليه منحنى العائد المقلوب. قد تكون الشركات ذات هوامش الربح الضعيفة أكثر عرضة للخطر في بيئة الركود.
تشير نصيحة أخرى من InvestingPro إلى أن التقييم يشير إلى ضعف عائد التدفق النقدي الحر، مما قد يثير قلق المستثمرين الذين يبحثون عن شركات ذات قدرات قوية على توليد النقد. في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، مثل تلك التي ألمح إليها منحنى العائد المقلوب، يصبح عائد التدفق النقدي الحر مقياسًا أكثر أهمية للمرونة المالية للشركة.
وبالانتقال إلى البيانات في الوقت الفعلي، نرى أن القيمة السوقية للشركة تبلغ 300.77 مليون دولار أمريكي، مما يضعها في شريحة الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة في السوق. غالبًا ما تُظهر أسهم الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة تقلبات أعلى ويمكن أن تكون أكثر حساسية للتحولات الاقتصادية، مما يجعل انعكاس منحنى العائد عاملاً مهمًا محتملًا لأداء هذه الشركة في المستقبل.
من المقاييس البارزة الأخرى هي عائد توزيعات الأرباح، والذي يبلغ 5.66% اعتبارًا من عام 2024، مع تاريخ انتهاء آخر توزيعات أرباح في 26 يونيو 2024. قد يكون هذا العائد المرتفع جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الدخل، لا سيما إذا كانوا يعتقدون أن الشركة قادرة على الحفاظ على توزيعات الأرباح في ظل المناخ الاقتصادي الصعب.
أخيرًا، تكشف بيانات أداء السعر عن صورة مختلطة. فبينما شهدت الشركة عائدًا إجماليًا للسعر لمدة أسبوع واحد بنسبة -0.65% وعائدًا إجماليًا للسعر لمدة شهر واحد بنسبة -2.55%، فإن إجمالي العائد السعري لمدة 6 أشهر كان إيجابيًا بنسبة 4.02%، وبلغ إجمالي العائد السعري منذ بداية العام حتى تاريخه 14.01%. تشير هذه الأرقام إلى أنه على الرغم من الانخفاضات الأخيرة على المدى القصير، إلا أن الشركة أظهرت مرونة على مدى فترة أطول.
بالنسبة للقراء المهتمين بإجراء تحليل أكثر تعمقًا، هناك نصائح إضافية متاحة من InvestingPro يمكن أن توفر المزيد من الأفكار حول الصحة المالية للشركة ومركزها في السوق. استخدم رمز القسيمة PRONEWS24 للحصول على خصم يصل إلى 10% على اشتراك سنوي Pro واشتراك سنوي أو نصف سنوي Pro+، واستكشف المجموعة الكاملة من النصائح ونقاط البيانات التي يمكن أن تفيدك في قراراتك الاستثمارية.
ساهمت رويترز في هذا المقال.تم ترجمة هذه المقالة بمساعدة برنامج ذكاء اصطناعي بعد مراجعة أحد المحررين.. لمزيد من التفاصيل يُرجى الرجوع للشروط والأحكام الخاصة بنها