موسكو، 9 أبريل/نيسان (إفي): انتقد ممثل المجلس الوطني السوري المعارض في موسكو، محمود حمو، اليوم الزيارة التي يجريها وزير الخارجية السوري وليد المعلم وشكك في نية الكرملين لمواصلة دعم نظام بشار الأسد.
وقال حمو في تصريحات لوكالات الأنباء الروسية "السلطات السورية تمر بموقف صعب للغاية بسبب موقفها. إنها تحتاج لمساعدة من روسيا، وهو ما يحدث".
وأضاف المعارض "أعتقد أنهم في موسكو حاليا يتفهمون أن السلطات السورية ليست قادرة على تنفيذ أي خطة، سواء دولية أو عربية".
وأوضح أنه يرى أن زيارة وزير الخارجية السوري لموسكو تأتي من أجل "التعهد لروسيا باتخاذ إجراءات جديدة، وأنهم سينفذون خطة المبعوث الدولي كوفي أنان، وأنهم يرغبون في السلام والحوار السياسي".
وشدد "نرى أنها تمثل زيارة هامة بالنسبة لسوريا، نظرا لأن مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان تبدو أنها تسير تجاه الفشل بسبب السلطات السورية".
وأكد أن المعارضة "مستعدة لتنفيذ خطة أنان بشكل كامل"، وأن نظام بشار الأسد "يبحث عن أعذار للتراجع عن التزاماته ومن أجل كسب الوقت".
وأبرز "لا ننتظر نتائج جيدة من هذه الزيارة. ونرى أنه ليس من اللازم أبدا استقبال وزير الخارجية السوري لأن حكومة دمشق إجرامية وكاذبة".
وتجيء الزيارة بعدما اشترطت دمشق الأحد لتنفيذ خطة السلام المقدمة من أنان والمكونة من ست نقاط، بينما سحب القوات من المدن ووقف إطلاق النار، ضمانات مكتوبة ممن تسميها "جماعات إرهابية" بأنها ستوقف العنف من جانبها.
وتحدد خطة أنان العاشر من الشهر الجاري كأقصى موعد لوقف الحكومة السورية عملياتها ضد المعارضة ووقف استخدام الآليات الثقيلة، إضافة إلى بدء سحب القوات الحكومية من المدن. وتدعو كذلك المعارضة السورية لوقف كل أعمال العنف خلال 48 ساعة بعد وفاء الحكومة بالتزاماتها.
ومن المقرر أن يقدم أنان تقريرا لمجلس الأمن يوم بعد غد الأربعاء يوضح فيه مدى التزام دمشق في المهلة الأولى لوقف العنف.
وكانت الحكومة السورية قد تعهدت في 25 مارس/آذار الماضي بالالتزام بخطة السلام التي اقترحها أنان والتي تتضمن كذلك الإفراج عن المعتقلين السياسيين والسماح بدخول الصحفيين والمساعدات الإنسانية.
وتشهد سوريا أزمة سياسية منذ أكثر من عام حين بدأت احتجاجات شعبية ضد الرئيس بشار الأسد للمطالبة بإصلاحات سياسية في ظل حراك "الربيع العربي" الذي امتد لدول أخرى بالمنطقة.
وقوبلت هذه الاحتجاجات بقمع من قوات النظام، ما أدى إلى مقتل أكثر من تسعة آلاف شخص وفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة، بينما حمل النظام السوري "جماعات إرهابية مسلحة" مسئولية العنف الدموي الذي يجتاح البلاد منذ منتصف مارس/آذار 2011.
وتعارض روسيا إلى جانب الصين صدور أي قرار أممي ضد دمشق، واستخدمتا بالفعل حق الفيتو في مناسبتين سابقتين في هذا الصدد. (إفي)