طرابلس، 15 سبتمبر/أيلول (إفي): أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم من طرابلس أهمية اعتقال العقيد معمر القذافي، في زيارة جاءت بشكل مفاجىء والتقى خلالها أيضا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وأعضاء المجلس الانتقالي الليبي.
وكانت العاصمة الليبية طرابلس شهدت اجراءات أمنية مشددة قبل وصول الزعيمين حيث رصدت (إفي)اغلاق كل المداخل في محيط كيلومتر حول الفندق المخصص لاقامتهما مع التحقق من هوية أي شخص بالجوار، كما لوحظ داخل المنشآت التابعة للفندق وجود عدد كبير من عناصر الأمن الفرنسية والبريطانية.
يشار إلى أن فرنسا وبريطانيا كانتا القوتين الرئيسيتين في العملية العسكرية الداعمة لثوار ليبيا والتي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي، وهو الأمر الذي دفع سكرتير المجلس الانتقالي خالد الترجمان إلى اعتبار أن ساركوزي لديه الحق ليكون أول رئيس في العالم تستقبله ليبيا، لأنه لولا دور فرنسا، فإن بنغازي وسكانها لم يكونوا سيتمكنوا من نشر الثورة في كل أنحاء البلاد.
ودعا ساركوزي، في مؤتمر صحفي عقب وصوله للعاصمة الليبية حيث اجتمع برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وأعضاء المجلس الانتقالي الليبي، الدول التي يختبىء بها المسئولون عن جرائم الحرب في ليبيا إلى التعاون في عملية تسليمهم.
وقال الرئيس الفرنسي "إن الأمر ليس تصفية حسابات بل فقط تطبيق قواعد القانون الدولي" فيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبت في ليبيا.
ومن جانبه اعترف كاميرون بأن "الانتهاء من خوض المعارك مع قوات القذافي التي تقاوم لا يزال بعيدا".
وقال رئيس الوزراء البريطاني "لا تزال هناك مناطق تحت سيطرة القذافي ولا نعرف أين يوجد".
ومن ناحية أخرى وجه أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي الشكر إلى التحالف الدولي وبالأخص فرنسا وبريطانيا على "المساعدة المالية والعسكرية"، حيث قال رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس محمود جبريل أن النصر لم يكن سيتحقق لولا مساعدة الحلفاء.
وأشار المسئول إلى أن دول التحالف أقدمت على المشاركة في المهمة لـ"دوافع إنسانية وليس مصالح سياسية".
وشكر المجلس فرنسا على تعهدها باعادة انشاء المدارس ومراقبة الحدود الجنوبية للبلاد، وبريطانيا على فك الحظر عن 684 مليون يورو من الأموال الليبية المصادرة وذلك لاستخدامها في تطهير الألغام.
وخلال المؤتمر الصحفي قال ساركوزي أنه طالما "ظل السلام مهددا" فستبقى فرنسا بجوار الشعب الليبي، معربا عن أمله في أن "تصبح سوريا أيضا دولة حرة في يوم من الأيام".
وقال الرئيس الفرنسي أنه "من المهم أن يفهم أي ديكتاتور أنه لن يوجد ولو مكان واحد في القرن الـ21 يتاح له خلاله التمتع بافلاته من العقاب".
واصطحب ساركوزي معه في زيارته إلى فرنسا وزير خارجيته آلان جوبيه والمفكر برنار هنري ليفي، فيما اصطحب كاميرون معه أيضا وزير خارجيته ويليام هيج.
ومن المقرر أن يتوجه ساركوزي وكاميرون بعد ذلك إلى بنغازي حيث سيوجهان خطابا للشعب الليبي من ميدان الحرية.(إفي).