غرناطة، 5 ديسمبر/كانون أول (إفي): يكشف كتاب "Tribus, armas y petroleo¨ أو "قبائل.. أسلحة.. ونفط" النقاب عن الخطر الذي تمثله ما أسماها بـ"جيوش الظل" التي ما زالت موجودة وبإمكانها زعزعة الاستقرار في ليبيا وتحويلها إلى "دولة فاشلة"، وفقا لما ذكره خيسوس خيل فوينسانتا، أحد مؤلفيه، في تصريحاته لـ(إفي).
وأوضح فوينسانتا، الذي وقع مع أليخاندرو لوركا وآرييل خوسيه جيمس هذا الكتاب المطبوع في دار نشر (ألجون) بمدينة غرناطة جنوبي إسبانيا، أن هانيبال، الابن الخامس للعقيد الراحل معمر القذافي و"أحد أكثرهم خطورة"، ما زال يمارس أنشطته.
ويبحث المؤلفون في هذا الكتاب الوضع الحالي في ليبيا والذي ينعكس فيه الدور "الأساسي" الذي تلعبه القبائل في تنمية البلاد.
وأشار فوينسانتا إلى أن "ما لا يقل عن 12 قياديا بجيش القذافي قد نجوا، ويملكون أيضا أسلحة متقدمة".
وأفاد أيضا بأن ثمة خطر من أن تشكل هذه القوى مقاومة عنيفة وتتسبب في "حرب عصابات في الصحراء تحركها مختلف الدول".
ولهذا السبب، يعتبر فوينسانتا أنه "من الضروري" التركيز في الحصول على تلك الأسلحة ويفكر في أنه ينبغي على الغرب المشاركة في هذه المهمة ولا يعلن تحت أي ظرف أن قضية ليبيا "قد تم حلها" أو "ينحي جانبا" ما يحدث في البلاد.
كما شدد مؤلفو الكتاب على أهمية القبائل في الإدارة الداخلية لليبيا و"ضرورة" التفاوض معهم من أجل تحقيق الاستقرار وتفادي نشوب مواجهات جديدة.
وفي هذا الصدد، ذكر فوينسانتا بأن اثنتين من كبرى القبائل التي كانت تؤيد القذافي وهما المقارحة وورفلة تضمان أكثر من مليون ونصف شخص، بما يعني 17% من عدد السكان في ليبيا ولهذا "لا يمكن إغفالها".
وفسر بأنه "إذا تمكن المجلس الوطني الانتقالي من ضم القبائل الرئيسية إلى جانبه، سينجح في التقدم"، مشيرا إلى أنه يوجد 140 قبيلة موجودة في البلاد بينها 20 ذات ثقل، مضيفا أن القذافي أثبت "براعته" في هذا العمل وبذلك تمكن من الاستمرار في حكمه.
وقال هذا الخبير في العالم العربي إن المقارحة وورفلة تحديدا كان لديهما "قطعة كبيرة من الكعكة" مع القذافي وستطالبان بتوزيع "مناصب سلطة ونفط" عليهما، معتبرا أنه "لا يوجد طريق آخر" وإرساء "ديمقراطية على الطراز الغربي في الوقت الحالي ليس ممكنا".
وأشار المؤلفون إلى أنه "من المرجح أن تدخل ليبيا في جدل عنيف إلى حد ما بسبب عملية تعيين المناصب العامة الجديدة بدافع المصالح الخاصة".
وعلى الرغم من ذلك، لفت فوينسانتا أيضا إلى أنه توجد بالفعل قطاعات من السكان وخاصة في الجانب الشرقي للبلاد، "ليست انتهازية وترغب في حقيقة الأمر في اتباع نماذج العالم الغربي وتطمح إلى تشكيل حكومة أفضل".
وأبرز أنه لا يوجد في ليبيا تقليد ديمقراطي كما هو الحال في مصر أو دول عربية أخرى، ولكنها ستنطلق "من الصفر" مما قد يمثل أيضا نقطة لصالحها بعدم معاناتها من المشكلة التي تواجه مصر ببقاء مسئولين من الحكومة السابقة.(إفي)