Investing.com – أكد رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي الموقف الحمائمي للسلطة النقدية الأوروبية اليوم الخميس، مشددأً على الحاجة إلى تسهيلات "كبيرة جداً"، بينما أشار إلى أن النقاش حول برنامج التسهيل الكمي يجب ان يحدث خلال فصل الخريف.
وكما كان متوقعاً، أبقى البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة عند مستوياتها القياسية المنخفضة دون تغيير، ولم يعلن عن أي إجراءات جديدة، وذلك كما أعلن قبل قليل في ختام أجتماع السياسة النقدية والذي إستمر ليومين، إلا أنه ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية رفع ميزانية برنامج شراء الأصول.
فلقد أعلن البنك المركزي الأوروبي في وقت سابق اليوم الخميس أنه قد أبقى على مستوى سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، عند مستوى تاريخي منخفض يبلغ 0.00٪. وكانت الأسواق تتوقع أن يبقي البنك على هذا السعر دون تغيير.
كذلك، أعلن البنك الإبقاء على معدل الفائدة على الودائع عند مستواه البالغ -0.4٪ دون تغيير، وهو ما جاء مطابقاً لتوقعات الأسواق. كما أبقى البنك كذلك سعر الفائدة على الإقراض الهامشي بدون تغيير هو الأخر عند مستوى 0.25٪.
وقال البنك المركزي الأوروبي في البيان المرافق للقرار إنه يتوقع أن تبقى أسعار الفائدة "عند مستوياتها الحالية" لفترة طويلة من الزمن، ولفترة تتجاوز وبكثير الأفق الزمني لبرنامج شراء الأصول.
وكرر البنك كذلك ما كان قد قاله سابقاً من أن حجم برنامج شراء الأصول سيبقى عند 60 بليون يورو حتى نهاية العام الحالي "أو أبعد من ذلك، إذا إضطر الأمر".
كما ذكر البيان أنه "اذا اصبحت التوقعات غير مؤاتية، او إذا اصبحت الظروف المالية غير مناسبة لتحقيق مزيد من التقدم نحو تعديل دائم فى مسار التضخم فان مجلس البنك سيكون مستعداً لزيادة حجم برنامج التسهيل الكمي، و/او مدته".
وستبلغ قيمة برنامج شراء السندات ما قيمته 2.3 تريليون يورو مع بحلول نهاية هذا العام، حيث ساهمت أسعار الفائدة السلبية والقروض المجانية للبنوك في ارتفاع حجمه.
ويحاول دراغي تحقيق التوازن عن طريق إعداد الأسواق المالية لمرحلة التخفيض التدريجي لحجم البرنامج، دون أن يتسبب ذلك في خلق "نوبة رعب" يمكن أن تؤثر على الأسواق.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي تبع صدور قرار المركزي الأوروبي، أكد دراغي أن المخاطر على التوقعات الاقتصادية "متوازنة على نطاق واسع"، وأكد مجددا أن "مؤشرات التضخم الرئيسية قد تراجعت بسبب تراجع أسعار الطاقة" في حين بقيت مؤشرات التضخم الأساسية عند مستويات "منخفضة".
وأضاف الرئيس: "لذلك، لا تزال هناك حاجة إلى درجة كبيرة جداً للتسهيل النقدي، حتى يتسنى بناء ضغوط تضخمية بشكل تدريجي، حتى ترتفع مؤشرات التضخم الرئيسية على المدى المتوسط".
واختتم دراجي كلمته بتكرار دعوته إلى إجراء إصلاحات هيكلية "كبيرة"، واقترح أن تكثف السياسات المالية الجهود الرامية إلى تحقيق ظروف أكثر ملاءمة للنمو في قطاع المالية العامة.
وبعد أن كان اليورو قد وصل إلى أدنى مستوياته اليوم بعد دقائق من صدور قرار البنك، إرتفعت العملة الأوروبية الموحدة بقوة وسجلت أعلى مستوياتها لليوم خلال المؤتمر الصحفي.
وخلال فترة الأسئلة من قبل الصحفيين، أشار دراغي إلى أن البنك المركزي الأوروبي لم يعقد محادثات حول إمكانية إجراء تغييرات على برنامج التسهيل الكمي.
واضاف أنه لا يوجد "موعد محدد" للقيام بذلك، الا انه توقع ان تكون هذه المناقشات "في فصل الخريف".
ولا يوجد اجتماع مقر على أجندة البنك خلال شهر آب/أغسطس القادم، حيث سيعقد إجتماع السياسة النقدية المقبل للبنك المركزي الأوروبي يوم السابع من شهر أيلول/سبتمبر.
ومن غير المحتمل أن يعلن رئيس البنك المركزي الأوروبي عن أي تغييرات جريئة في السياسة النقدية قبل ظهوره في مؤتمر (جاكسون هول) السنوي، والذي سيستضيفه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في أواخر شهر آب/أغسطس القادم.
وكانت صحيفة (وول ستريت جورنال) قد ذكرت الأسبوع الماضي أن دراغي قد يستخدم خطابه المقرر في (جاكسون هول) للإشارة إلى أن اقتصاد منطقة اليورو المتعافي قد أصبح الآن أقل اعتمادا على التحفيز النقدي.
وفي آخر مرة تحدث فيها هناك، وكان ذلك في عام 2014، كان خطاب دراغي إعلاناً لبدء برنامج التسهيل الكمي.
وبعد إنتهاء جلسة الأسئلة والأجوبة من المؤتمر الصحفي، تداول اليورو/دولار عند 1.1555 من 1.1485 قبل بدء المؤتمر الصحفي، بينما تداول اليورو/باوند عند 0.8904 من 0.8870.
أما في أسواق الأسهم، فلقد بقيت مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية مرتفعة بعد إعلان هذه الحزمة من القرارات، حيث إرتفع مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.73٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.68٪، في حين تقدم مؤشر كاك 40 الباريسي بنسبة 0.50٪، أما مؤشر فوتسي 100 اللندني فلقد أبقى على مكاسب قدرها 0.66٪.