كاراكاس، 26 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): وطد الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد سبل التعاون بينهما عبر توقيع مجموعة من الاتفاقيات في العاصمة كاراكاس، خلال زيارة الأخير للبلد اللاتيني الذي وصف العلاقات الثنائية بـ"النموذجية".
ووقع الرئيسان الاتفاقيات في قصر الرئاسة الفنزويلي، واعتبرا "اتهامات العنف" الموجهة للبلدين بأنها "مزحة"، مؤكدين على أن الاتفاقيات ترمي إلى "خلق حياة"، كما أدانا في الوقت نفسه "امبراطورية اليانكي" (الولايات المتحدة) التي تعمل على "خلق صراعات وازمات على مستوى العالم".
وعلق شافيز على ادعاءات العنف الموجهة للبلدين، بقوله: "الحق ان اتهامات العنف الموجهة إلينا تبدو مجرد مزحة، وسنعمل على مواجهة إمبراطورية الشر".
جاءت تصريحات شافيز وأحمدي نجاد ردا على تصريحات المتحدث الرسمي باسم الخارجية الامريكية لان كيللي والذي ذكر قبلا انه ينتظر من كاراكاس ان تعرب لنجاد عن "قلق المجتمع الدولي من البرنامج النووي الايراني، ودعم طهران للإرهاب وتراجع حقوق الانسان بها".
من جانبه، ذكر الرئيس الإيراني ان الخطر الأول يتمثل في الترسانات النووية والكيميائية، فضلا عن "التهديدات المتتالية بالغزو العسكري"، في اشارة للحرب على افغانستان والعراق.
وأشار أحمدي نجاد إلى أنه إذا رغبت الولايات المتحدة بالفعل في التصدي للارهاب فيجب عليها ان تقوم بتسليم "زعيم الإرهابيين في القارة اويس بوسادا كاريليس".
فيما قال شافيز، موجها حديثه إلى أوباما: "نذكر الرئيس الحائز على جائزة نوبل للسلام ان ان لدى بلاده الارهابي الذي زرع قنبلة في الطائرة الكوبية التي قتل فيها 73 شخصا، فضلا عن التعذيب والقتل الذي قام به في فنزويلا".
وتخلل اللقاء، الذي دام ثلاث ساعات، إدانة من يوجهون الاتهامات الى البلدين في اشارة صريحة لما اطلقا عليه "امبراطورية اليانكي" (الولايات المتحدة)، مبرزين انهما يعملان من اجل صالح شعبيهما.
واشار شافيز في اللقاء ان عدد الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين وصل الى 129 اتفاقية تعاون ثنائي، فضلا عن بحث 68 اتفاقية جديدة، كما استعرض الزعيمان مجموعة من المشروعات السكنية التي بنيت بالتعاون مع الجانب الايراني، وافتتاح مقر صندوق التعاون الثنائي، والمقرر ان يصل الى مليار دولار بحلول عام 2010.
وكان أحمدي نجاد قد وصل إلى كاراكاس مساء الثلاثاء والتقى بشافيز الاربعاء في اطار زيارته الرابعة لفنزويلا منذ ان تولي السلطة عام 2005.
واستقبل شافيز ضيفه في القصر الرئاسي بكاراكاس، قائلا "مرحبا بك إيها القائد الرفيق"، قبل أن يطلق على ضيفه الإيراني لقب "مصارع ضد الإمبريالية".
وكان الرئيس الفنزويلي قد كشف أنه قام بزيارة خاطفة إلى هافانا التقى خلالها بالزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي كلفه، على حد قوله، بإيصال "عناق" خاص إلى أحمدي نجاد.
وشبه شافيز التواجد القوي للولايات المتحدة في إيران قبل قيام الثورة الإسلامية عام 1979 بنفس الحال الذي كانت عليه البرازيل قبل تولي لولا دا سيلفا الحكم، وبوليفيا قبل وصول إيفو موراليس إلى الرئاسة.
ومن جهته، أعرب أحمدي نجاد عن سعادته بالجلوس بجوار "أخيه الشجاع شافيز"، مشيرا إلى أن الرئيس الفنزويلي "يقاوم كالجبال ضغوط الإمبريالية والاستعمار".
وقال إن "الشعبين الفنزويلي والإيراني صديقان في خندق الصراع ضد الإمبريالية، لقد تم تشكيل جبهة تواجه غطرسة الإمبريالية العالمية".
وأشاد الرئيس الإيراني بما وصفه بثورة أمريكا الجنوبية التي تسير شعوبها نحو استعادة كرامتها، حسبما يرى.
وفي نفس السياق، انتقد شافيز إسرائيل بوصفها "ذراع القتل للإمبراطورية الأمريكية"، علما بأن بلاده لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب منذ طرد السفير الإسرائيلي في يناير/كانون ثان الماضي احتجاجا على العملية العسكرية في قطاع غزة التي خلفت أكثر من ألف و400 قتيل فلسطيني.(إفي)