بقلم جيفري سميث
Investing.com – الأسهم العالمية تسقط مع تزايد حدة الموجة الثانية من فايروس كورونا، والتي تهدد بفرض إجراءات إغلاق جديدة. مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) حققت بليون دولار كل أسبوع خلال الربع الثالث. تركيا تتجه نحو أزمة عملة جديدة، والنفط يسقط بشكل مخيف مع ارتفاع المخزونات الأمريكية ووسط بقية المخاوف. اليك ما تحتاج إلى معرفته حول الأسواق المالية لليوم الأربعاء 28 أكتوبر:
1. هبوط عالمي في الأسهم بقيادة الفايروس
سقطت أسواق الأسهم العالمية بشكل حاد، بعد أن شددت دول مختلفة القيود على النشاطات الاجتماعية والأعمال في محاولة لإيقاف الارتفاع المستمر في عدد الإصابات بفايروس كورونا.
وأشارت تقارير ألمانية مختلفة إلى أن المستشارة أنجيلا ميركل ستحاول التوصل إلى اتفاق حول إغلاق الحانات والمطاعم طوال شهر نوفمبر، وذلك في اجتماعها مع حكام الولايات، والمقرر أن يجري في برلين اليوم الأربعاء. وتأتي هذه الأخبار بعد أسبوعين فقط من قيام مجلس الخبراء الاقتصاديين بالحكومة الألمانية بمراجعة توقعاته للنمو وتخفيضها للعامين المقبلين.
وقاد مؤشر {{172|داكس}} الألماني سقوط الأسهم في القارة، بتراجع بنسبة 3٪ تقريباً، ليصل إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر. كما تراجع عائد السندات السيادية الألمانية لـ {{23693|سندات الـ 10 سنوات}} بمقدار 4 نقاط أساس، ليصل إلى -0.64٪، وهو أدنى مستوى للعائد منذ مارس. أما مؤشر {{40823|ستوكس 600}} الأوروبي الواسع النطاق، فلقد سقط بنسبة 1.8٪ ليصل إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر.
2. نتائج متألقة لمايكروسوفت
حققت مايكروسوفت بليون دولار في الأسبوع خلال الربع الثالث من العام، بدعم من موجة من الطلب على الاستضافة السحابية وأجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو.
فلقد أظهرت البيانات الفصلية للشركة ارتفاع الإيرادات بنسبة 12٪، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى زيادة بنسبة 48٪ في إيرادات خدمة الاستضافة السحابية التي تقدمها الشركة (أزور). وتسارعت وتيرة الاعتماد على الحوسبة السحابية بسبب الاتجاه إلى العمل عن بُعد والقيود المفروضة على التواصل الاجتماعي في الحياة الواقعية. كما حقق محتوى الألعاب، الذي يدور حول جهاز (أكسبوكس) ارتفاعا بالإيرادات بنسبة 30٪.
وكانت الشركة العملاقة التي تتخذ من ريدموند مقراً لها، أولى شركات ما يسمى بـ "جيجا كابس" التي تُعلن عن أرباح الربع الثالث، وذلك بعد جرس إغلاق جلسة يوم أمس الثلاثاء. ورغم كل هذه الإنجازات، تراجع السهم بنسبة 1.5٪ في تداولات ما بعد الاغلاق، بعد أن فشلت هذه الأرقام المتألقة في مطابقة توقعات المحللين للربع الحالي.
3. الأسهم الأمريكية تشارك العالم السقوط
تتحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم بتراجعات كبيرة، كما هي حال بقية الأسهم العالمية وسط تفاقم مخاوف الوباء من جديد في عدة مناطق من العالم، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا. فبحسب بيانات موقع (كوفيد تراكنغ دوت كوم) سجلت الولايات المتحدة 74 ألف حالة جديدة يوم أمس الثلاثاء، بينما ارتفعت حالات الإدخال إلى المستشفى بنسبة 50٪ مقارنة بالشهر الماضي، لتصل إلى 44 ألف حالة.
وعانت ولايات الغرب الأوسط الأعلى، التي تُعتبر "ساحات معارك" بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، من أعداد كبيرة من الإصابات. ويتضمن ذلك ولايات مثل ميشيغان وويسكونسن وأوهايو، والتي نجت إلى حد كبير من أول موجة من الوباء. وبحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز، بلغ عدد الوفيات المرتبطة بالفايروس منذ بداية انتشار الوباء في البلاد 227 ألف مواطن أمريكي، وهو الرقم الأكبر بين جميع دول العالم.
وعند الساعة 7:15 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:15 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، سقطت العقود الآجلة لمؤشر {{8873|داو جونز}} بـ 474 نقطة أو ما يعادل 1.8٪. أما العقود الآجلة لمؤشر {{8839|إس إن بي 500}} فلقد تراجعت بنسبة 1.4٪، وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر {{8874|نازداك 100}} بنسبة 1.1٪.
كما ارتفع مؤشر {{44336|فكس}}، أو ما يسمى بين المتداولين بـ "مؤشر الخوف"، بـ 5.7٪، ليصل إلى أعلى مستوياته في 3 أسابيع.
على جبهة البيانات الفصلية، ستعلن كل من بوينغ (NYSE:BA) (NYSE:MA)، وماستركارد (NYSE:MA)، وجنيرال إلكتريك (NYSE:GE) عن بياناتها قبل جرس الافتتاح، ضمن قائمة مليئة بالشركات. أما فيزا (NYSE:V) وجلعاد العلمية (NASDAQ:GILD)، فستعلن عن بياناتها بعد جرس الإغلاق.
4. تركيا تترنح نحو أزمة عملة جديدة!
تراجعت الليرة التركية إلى أدنى مستوى تاريخي جديد أمام الدولار، وذلك لليوم الخامس على التوالي، حيث فقد المستثمرون ثقتهم في قدرة البنك المركزي في البلاد على دعم عملته أمام العملة الأمريكية التي وجدت الطلب كملاذ آمن. وعند كتابة هذا التقرير، كان الدولار يسجل مكاسب كبيرة أمام {{18|الليرة}} بنسبة 1.4٪ خلال اليوم، ليحقق حتى الآن مكاسب ضخمة تزيد عن 20٪، منذ شهر أغسطس.
وتراجعت العملة بشكل أكثر حدة بعد أن أعلن البنك المركزي التركي عدم رفع أسعار الفائدة في اجتماع الأسبوع الماضي. ثم قام البنك اليوم برفع توقعات التضخم للعام الحالي إلى 12.1٪ من التوقعات السابقة والبالغة 8.9٪.
ولم تجد الليرة أي مساعدة في مواقف الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي بدا عازماً على معاداة جميع الشركاء الدوليين الأكثر أهمية لتركيا في سياستها الخارجية في الأسابيع الأخيرة. فلقد أغضبت تركيا الولايات المتحدة من خلال المضي قدماً بشراء أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية المتطورة، كما أنها أغضبت روسيا بدعمها لحرب أذربيجان على أرمينيا، حليفة روسيا، حول منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، وأثار الرئيس التركي التوتر بين بلاده والاتحاد الأوروبي في نزاع بشأن احتياطيات النفط والغاز الموجودة في شرق البحر المتوسط.
5. سقوط مدوي للنفط، وبيانات المخزون الرسمية على الطريق
سقط النفط بقوة خلال تداولات اليوم الأربعاء، ليستمر في تقلباته بعد الصعود الحاد الذي حققه يوم أمس الثلاثاء، وقبله الهبوط المخيف الذي شهدته الأسواق يوم الإثنين. وعادت الأسعار إلى سلوكها المفضل مع استمرار ذات المخاوف من أن تتسبب الموجة الثانية من وباء كورونا، والتي تضرب عدة مناطق في العالم حالياً، في تدمير الطلب على النفط من جديد. كما أضاف الارتفاع القوي في الإنتاج الليبي إلى الأسباب التي تثير القلق في أسواق الوقود، وتضغط على الأسعار إلى أسفل.
فعند كتابة هذا التقرير، تراجعت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة كبيرة بلغت 4.5٪ لتتداول عند 37.81 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تراجعت بنسبة 3.8٪ لتتداول عند 40.05 دولار للبرميل.
وبقي النفط تحت الضغط في الآونة الأخيرة بسبب المخاوف من أن انتشار الوباء من جديد في أمريكا الشمالية وأوروبا، قد يؤدي إلى تأخير موعد عودة النشاط الاقتصادي العالمي إلى مستوياته الطبيعية، وبالتالي انهيار الطلب على الوقود مرة أخرى كما حصل في الربع الثاني من العام. وبحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز، وصل عدد حالات الإصابة في العالم إلى حاجز الـ 44 مليون حالة اليوم، بينما بلغت الوفيات 1.17 مليون وفاة.
وكان معهد النفط الأمريكي API، وهو جهة خاصة غير رسمية، قد أصدر تقريره التقديري الأسبوعي المعتاد في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء. وأظهر التقرير ارتفاعاً كبيراً في {{ecl-656||المخزونات}} بلغ 4.577 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أكبر بكثير من التوقعات التي كانت تترقب ارتفاعاً بـ 1.2 مليون برميل. كما أظهر التقرير ارتفاع مخزونات {{ecl-657||البنزين}} كذلك في الأسبوع المذكور.
وكأن الأسواق ليس لديها ما يكفي من أسباب القلق، أضاف النفط القادم من ليبيا، سبباً أخر لذلك. فلقد نقلت بلومبرج عن مسؤول مطلع قوله إن الدولة الشمال إفريقية قد رفعت إنتاجها ليصل إلى أكثر من 700 ألف برميل يومياً، منذ يوم الاثنين. ويتوقع المحللون أن يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من مليون برميل يومياً خلال شهر من الآن. ومما يُصعب من ذلك، أن الدولة العضو في أوبك، معفاة من الالتزام بقيود الإنتاج التي أقرتها مجموعة أوبك+ الأوسع، ويمكنها الانتاج بكامل طاقتها بدون أي قيود.
وتغلبت مخاوف النفط الليبي (السلبية للأسعار) على أخبار وصول إعصار زيتا إلى منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط (الإيجابية للأسعار)، مما تسبب في إغلاق منصات الحفر والمصافي (SE:2030) هناك.
ويترقب المتداولون في أسواق النفط التقرير الأسبوعي المعتاد لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA، وهي جهة رسمية حكومية، والذي سيصدر عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:30 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون أن يُظهر التقرير ارتفاع {{ecl-75||مخزونات النفط الخام}} بمقدار 1.230 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.