بقلم بيتر نيرس
Investing.com – إنها الجمعة السوداء، لكن موسم التسوق سيكون مختلفاً مع احتمالية حصول الجزء الأكبر من المبيعات عبر الإنترنت. تعليق الاندماج المصرفي في إسبانيا، بينما من غير المرجح أن تشعر أسترازينيكا بالكثير من الحب مع عودة وول ستريت للعمل بعد عطلة عيد الشكر. النفط يقدم اداءً متبايناً، مع بدء العد التنازلي لاجتماعات منظمة أوبك ومجموعة أوبك+. الجنيه الاسترليني يتمسك بالقوة، والأسهم الأمريكية على طريق المزيد من الأداء الإيجابي الذي أظهرته مؤخراً. اليك ما تحتاج إلى معرفته حول الأسواق المالية لليوم الجمعة 27 نوفمبر:
1. جمعة سوداء مختلفة هذا العام
إنه يوم الجمعة السوداء، وهو تقليدياً أكثر أيام التسوق نشاطاً في الولايات المتحدة، ولكن في عام 2020، ستكون الأمور مختلفة.
كانت صور المتسوقين الذين يقاتلون للوصول إلى المتاجر بحثاً عن الصفقات الرخيصة، هي العنصر الأساسي في القنوات الإخبارية لسنوات، ولكن القيود المفروضة لمحاربة الوباء، أجبرت المتاجر على تحويل معظم عمليات الشراء إلى الإنترنت.
فلقد بدأ العديد من بائعي التجزئة الرئيسيين، الذين تضرروا بشدة من الوباء، في تقديم عروض الجمعة السوداء المثيرة في وقت أبكر بكثير من المعتاد، بعد أن تعلموا من أمازون (NASDAQ:AMZN) التي قامت بالحدث التسويقي السنوي لها (برايم داي) في منتصف أكتوبر، من أجل استقطاب أكبر قدر ممكن من التسوق المرتبط بالعطلات.
ولا يزال من المحتمل أن يشكل هذا الموسم فترة مزدهرة لكبار تجار التجزئة، حيث يتوقع الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة زيادة مبيعات التجزئة خلال موسم العطلات في الولايات المتحدة بنسبة تتراوح بين 3.6٪ و 5.2٪ عن مستويات عام 2019، بإجمالي بين 755.3 بليون دولار إلى 766.7 بليون دولار، ليتفوق هذا الموسم على متوسط الزيادة السنوية على مدى السنوات الخمس الماضية، والتي تبلغ 3.5٪.
2. بنكBBVA وبنك ساباديل يوقفان محادثاتهما
سقط سهم بانكو ساباديل (MC:SABE) بنسبة 12٪ بعد انهيار مفاوضات الاندماج مع بنك BBVA (MC:BBVA) بعد أسبوعين فقط من إعلان البنكين الإسبانيين عن خططهما. ويبدو أن الخلاف كان حول قيمة الصفقة، التي كان من شأنها أن تؤدي إلى وجود بنك بقيمة سوقية تبلغ حوالي 27.5 بليون يورو (33 بليون دولار تقريباً).
وأعلن بنك BBVA، ثاني أكبر بنك في إسبانيا، إنه ليس في عجلة من أمره لتوسيع نطاق عملياته، نظراً لأنه يمتلك بالفعل حصة سوقية تبلغ 15٪ من السوق الإسبانية، بينما أعلن ساباديل إنه سيطلق استراتيجية جديدة لإعطاء الأولوية للأعمال المحلية.
وكانت البنوك الأوروبية بشكل عام قد تعرضت لضغوط كبيرة، بعد أن أضافت التحديات المالية المحيطة بوباء كورونا إلى معاناتهم. ويُنظر إلى عمليات الاندماج في القطاع المصرفي في المنطقة على أنه الطريق الذي يجب أن تتخذه البنوك للمضي قدماً. فحتى قبل هذه الصفقة، أعلن كل من كايزابانك وبانكيا عن خطط للاندماج، في صفقة من شأنها إنشاء أكبر بنك محلي في إسبانيا، بقيمة سوقية تقارب الـ 17 بليون يورو.
3. الأسهم الأمريكية تعود من عطلة عيد الشكر
تتجهز الأسواق الأمريكية لفتح أبوابها على ارتفاع اليوم الجمعة، على الرغم من أنه من المرجح أن تكون المكاسب محدودة مع استعداد السوق للإغلاق في وقت أبكر من المعتاد في استمرار لعادات الاحتفال بعطلة عيد الشكر.
فعند الساعة 6:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:30 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، تقدمت العقود الآجلة لمؤشر {{8873|داو جونز}} بـ 62 نقطة أو ما يعادل 0.2٪، أما العقود الآجلة لمؤشر {{8839|إس إن بي 500}}، فلقد ارتفعت بـ 7 نقاط أو 0.2٪، بينما تقدمت العقود الآجلة لمؤشر {{8874|نازداك 100}} بمقدار 46 نقطة أو ما يعادل 0.4٪
وكانت أخبار لقاحات الكورونا الإيجابية، وعودة اليقين إلى المشهد السياسي في البلاد، قد تسببت في تحقيق مكاسب قوية لـ وول ستريت، حيث لامس مؤشر {{169|داو جونز}} مستوى الـ 30,000 نقطة للمرة الأولى في تاريخه خلال هذا الأسبوع.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد أجاب على سؤال لأحد الصحفيين يوم أمس الخميس عما إذا كان سيغادر منصبه إذا صوت المجمع الانتخابي لصالح بايدن، حيث رد الرئيس بالقول: "بكل تأكيد سأغادر، أنت تعرف أنني سأغادر". ومن المقرر أن يدلي أعضاء المجمع الانتخابي بأصواتهم رسمياً في 14 ديسمبر لتصبح نتيجة الانتخابات رسمية. ويُمثل هذا الرد من قبل الرئيس ترامب إشارة أخرى إلى عودة الحياة إلى طبيعتها في الدوائر السياسية الأمريكية.
ويُتوقع أن يجد سهم أسترازينيكا (LON:AZN) الأضواء مسلطة عليه، عندما يتم افتتاح الجلسة بعد أن قال منصف السلاوي، رئيس عملية (وورب سبيد) التابعة للحكومة الأمريكية، ضمن البرنامج المكلف بتمويل تطوير اللقاحات، أن المجموعة الثانية من المتطوعين الذين تمت التجارب عليهم، والتي أظهرت درجة أعلى من الفعالية مقارنة بالمجموعة الأولى، قد اقتصرت على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عاماً. وتُظهر كل الإحصاءات الخاصة بفايروس كورونا، أن هذه الفئة العمرية أكثر مقاومة للمرض في كل الأحوال، أو على الأقل أكثر مقاومة للأعراض الشديدة للمرض. وتسببت هذه التصريحات في القاء الشكوك حول لقاح الشركة.
4. الباوند يحتفظ بقوته، حتى الآن
لا يزال الجنيه الإسترليني بالقرب من أعلى مستوياته في 3 أشهر أمام الدولار الأمريكي، على الرغم من مراجعة الإنفاق السنوي "المروعة" التي قدمها وزير المالية البريطاني ريشي سوناك قبل يومين.
وكشف سوناك عن الحالة الضعيفة للمالية العامة في البلاد، قائلاً إن بريطانيا تستعد لاقتراض ما يقرب من 400 بليون جنيه إسترليني (533 بليون دولار) هذا العام، أي ما يعادل 19٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وهذه أعلى نسبة في تاريخ البلاد فيما يتعلق بأوقات السلم. وأضاف الوزير أن الاقتصاد البريطاني سينكمش بنسبة 11.3٪ في 2020، وهو أكبر انكماش في أكثر من 300 عام.
ومع ذلك، لا يزال الجنيه الإسترليني قوياً نسبياً مع استمرار الأسواق في توقع حدوث تقدم في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث يسافر كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه إلى لندن في وقت متأخر من اليوم الجمعة، لاستئناف المفاوضات، مع محاولة الجانبين حل الخلافات حول صيد الأسماك وسياسات المنافسة.
وفي تقرير لبنك (آي إن جي)، كتب المحللون: "مرة أخرى، تبدو العملة البريطانية أمام لحظة (تحقيق النجاح أو السقوط في الفشل)، مع وجود مخاطر هبوط غير متكافئة في حالة عدم وجود التوصل إلى اتفاقية تجارية. ولكن يبقى التوقيت هو علامة الاستفهام الكبيرة".
5. عقود النفط في تسلك طرقاً مختلفة بعد المكاسب الحادة الأخيرة
أختلط أداء النفط خلال جلسة اليوم الجمعة، مع استمرار التفاؤل بارتفاع الطلب على الوقود في ظل التوقعات بطرح وشيك للقاح واحد على الأقل، ومن جهة أخرى، استمرار المخاوف حول قرار أوبك المرتقب، حيث أصبح هنالك إشارات على انشقاق داخل المنظمة. وبقيت أحجام التداول محدودة في ظل غياب كبار المستثمرين الأمريكيين عن السوق بسبب عطلة عيد الشكر.
فعند كتابة هذا التقرير، تقدمت العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.8٪ لتتداول عند 48.16 دولار للبرميل. وعلى العكس تماماً من ذلك، تراجعت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 0.8٪ لتتداول عند 45.34 دولار للبرميل. وتميز هذا الأسبوع بتداول أسعار برنت وغرب تكساس معاً فوق حاجز الـ 45 دولار للبرميل، للمرة الأولى منذ شهر مارس عندما انتشر الوباء لأول مرة خارج الصين.
وكانت أسعار النفط قد تراجعت خلال الليلة الفائتة، وانخفضت من أعلى مستوياتها في ثمانية أشهر، في ظل أنباء عن خلاف في داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بشأن استمرار تطبيق القيود المفروضة على الانتاج حالياً، والتي ستنتهي مع أخر أيام العام الحالي.
ووصل الخلاف بين الدول الأعضاء في أوبك إلى درجة الغليان مع ارتفاع أسعار النفط، حيث حثت بعض الدول على العودة وبسرعة إلى حصص الإنتاج السابقة، والتي كانت بالطبع أكبر من حصص الإنتاج الحالية. وتشعر الدول الأعضاء في أوبك، التي يعتمد اقتصاداتها على النفط بشكل رئيسي، بالضيق بسبب انخفاض الأسعار إلى جانب حصص الإنتاج المقيدة، وترغب هذه الدول في أنتاج المزيد من النفط بينما ترتفع الأسعار في الوقت الحالي.
على الرغم من المعارضة الداخلية في المجموعة، من المتوقع أن تحافظ أوبك وحلفاؤها في المجموعة الأوسع أوبك+ على سقوف الإنتاج بعد تاريخ انتهاء القيود الحالية، لـ 3 أشهر على الأقل. وسيتم تحديد المواعيد الدقيقة في الاجتماع العادي الـ 180 لمنظمة أوبك والاجتماع الوزاري الـ 12 لمجموعة أوبك+، يوم الإثنين القادم 30 نوفمبر، ويوم الثلاثاء القادم 1 ديسمبر، على التوالي.
كما قد يعاني جانب العرض من السوق من المزيد من المشاكل، حيث تعني الأسعار الحالية أن شركات إنتاج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة قد أصبحت قادرة على تحقيق الأرباح مرة أخرى، وهو ما سيغري المزيد من منتجي القطاع بالعودة للعمل. وكان إنتاج النفط من الصخر الزيتي في البلاد قد توقف خلال الفترة التي كانت أسعار النفط فيها منخفضة للغاية، وذلك لأن تكاليف انتاج النفط بهذه الطريقة أعلى بكثير من تكاليف الإنتاج النفط بطرق الحفر التقليدية.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن التفاؤل المستمر بشأن العودة إلى الظروف الاقتصادية الطبيعية بعد التخلص من وباء كورونا قدم الدعم بشكل كبير للأسعار التي وصلت إلى مستويات لم تصل لها في عدة أشهر. وتستمر الأخبار الإيجابية على جبهة اللقاحات في تقديم هذا الدعم للسوق، مع وجود العديد من هذه اللقاحات الآن على المسار الصحيح لبدء تسليمها للسلطات المختصة في المستقبل القريب.