Investing.com - بالتزامن مع وصول مستويات التضخم في تركيا لمستويات غير مسبوقة، خاصة بعد قرار خفض الفائدة من قبل المركزي التركي، تتوالى تحذيرات المؤسسات الاقتصادية الدولية من خطر انهيار الليرة التركية واستمرار مسلسل التضخم المتنامي في البلاد.
وفي الوقت نفسه، تواصل الليرة التركية مسلسل سقوطها المستمر في الآونة الأخيرة بعد قرار المركزي التركي بتخفيض سعر الفائدة، وذلك في ظل قوة الدولار الجامحة التي طغت على جميع العملات بعد زيادة الفائدة الأمريكية.
عاجل: "بايدن يتوسل للسعودية واتضح أنه أحمق للغاية".. أوبك تثير غضب مذيعة أمريكية
الليرة الآن
سقطت الليرة التركية الآن بالقرب من أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار الأمريكي الذي شهد ارتفاعات جنونية وغير مسبوقة الأسابيع الأخيرة، وحتى بعد تراجعه عن ذروته في الأيام الماضية لم تحقق الليرة أي نجاحات أو تستفيد من تراجعات الدولار عمومًا.
سجلت الليرة التركية خلال تعاملات، اليوم الجمعة، مستويات الـ 18.5812 والتي تعد بالقرب من أدنى على مستوى على الإطلاق للعملة التركية.
لا بد من رفع الفائدة.. وتغيير سياسة الخفض
يرى المسؤولون في تركيا أن سياسة خفض الفائدة - بما فيهم الرئيس أردوغان - ستساعد على خفض التضخم الأشهر المقبلة، فيما يتوقع الاقتصاديون ارتفاع التضخم وتهاوي الليرة في العام المقبل.
وحذر جي بي مورجان (NYSE:JPM) المسؤولين في تركيا من أن التضخم سيظل عند مستويات بالغة الارتفاع حتى تصبح السياسات النقدية تقليدية، في إشارة إلى أن المركزي التركي عليه أن يسير على نهج البنوك المركزية الأخرى وزيادة أسعار الفائدة.
قال البنك أيضًا إن قوى الركود العالمي وتأثيرها على السلع ووتيرة انخفاض الليرة ستكون ضمن العوامل الرئيسية التي ستساهم في ارتفاع التضخم.
كما يتوقع أن يواصل البنك سياسته التيسيرية، حيث أفاد بأن قرارات السياسات النقدية أصبحت منفصلة عن أساسيات الاقتصاد الكلي، وأصبحت غير متصلة بالسيطرة على التضخم المتنامي في البلاد، وبالتالي سيتسمر التضخم في الارتفاع وستستمر الليرة في السقوط.
بينما يتوقع جولدمان ساكس (NYSE:GS) أيضًا أن يواصل البنك المركزي سياسة خفض الفائدة ولن يغيرها في الوقت القريب، حيث يتوقع البنك أن يخفض البنك الفائدة بنحو 100 نقطة أساس كل شهر حتى نهاية العام الجاري.
عاجل: الدولار يتقلب بعنف بفعل سلبية البيانات.. هل تحطمت آمال خفض الفائدة؟
خفض الفائدة
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق، إن تركيا ستواصل خفض أسعار الفائدة وليس رفعها، مكرراً وجهة نظره غير التقليدية القائلة إن انخفاض أسعار الفائدة سيؤدي إلى انخفاض التضخم وزيادة الإيرادات والتصدير، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على الليرة التركية الفترة المقبلة.
وقال أردوغان في مقابلة تلفزيونية، أن البنك المركزي سيواصل خفض أسعار الفائدة، ويجب أن يكون معدل الفائدة في البلاد من خانة واحدة بحلول نهاية.
وخفض البنك المركزي التركي على نحو غير متوقع سعر الفائدة 100 نقطة أساس مرتين في الشهرين الماضيين، لينزل بها إلى 12 %، على الرغم من تجاوز التضخم 80% في أغسطس.
ووفقًا لتصريحات أردوغان فإن أسعار الفائدة يجب أن تنخفض 3% في أقل تقدير كي تصل إلى المعدلات التي يرمي إليها الرئيس التركي أردوغان عند مستويات 9% مقابل 12 % الأسعار الحالية.
اشتعال التضخم
أعلن معهد الإحصاء التركي، الاثنين الماضي، عن معدل التضخم في تركيا لشهر سبتمبر، والذي ارتفع بنسبة 3.08 %، وارتفع مؤشر أسعار المنتجين المحليين بنسبة 4.78 % على أساس شهري في سبتمبر.
ووصل مستوى التضخم في تركيا إلى 83.45 % أساس سنوي، عند أعلى مستوى له في 24 عاما.
وكانت آخر قراءة معلنة لمعدل التضخم في 5 سبتمبر الماضي، عند 80.21 في المئة في أغسطس، بعد أن قرر البنك المركزي خفض سعر الفائدة بشكل غير متوقع الشهر الماضي، لكن البيانات ظلت دون التوقعات.
بيانات سلبية
ومنذ أيام صدرت بيانات الميزان التجاري التركي والتي شهدت تسجيل تركيا عجزًا يعد الأعلى في تاريخ تركيا حيث بلغ العجز 11.19 مليار دولار، وذلك بعد أن سجل 10.69 مليار دولار الشهر الماضي.
ووفقًا للبيانات التاريخية تعد بيانات العجز التجاري خلال أغسطس الماضي هي الأعلى في تاريخ تركيا، حيث ارتفع العجز التجاري في تركيا ووصل لأعلى مستوياته في التاريخ مسجلاً ارتفاعًا قدره 160%، وفقًا لجهاز الإحصاء التركي.