Investing.com - تراجعت شهية المخاطرة عالميًا بعد اجتماعات البنوك المركزية وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الذي وضع نبرة للبنوك المركزية الكبرى والتي اقتفت أثره. وتسببت كلمات الفيدرالي الأمريكي في إعادة المكاسب لعوائد سندات الخزانة مما رفع الدولار وتسبب في تراجع الأسهم عالميًا.
جاءت اليوم أيضًا بيانات أمريكية، مبيعات التجزئة، والتي تراجعت بأكثر مما هو متوقع، وجاءت بيانات طلبات إعانة البطالة أفضل من المتوقع أيضًا، مدعمة قول جيروم باول، محافظ الفيدرالي، بأن سوق العمل شديد القوة، ولا يبدو بأنه سيتراجع في أي وقت قريب. وكلمات باول تدل على أن الفيدرالي سيبقي السياسة النقدية مشددة للغاية لحين هدوء سوق العمل، وارتفاع البطالة.
الأسهم الأمريكية
يتراجع الآن مؤشر داو جونز الأمريكي بنسبة 2.55%، متراجعًا 870 نقطة، فيما يتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 3.33%، ويسجل إس آند بي 500 -وهو مؤشر أكبر 500 شركة مطروحة للتداول في الولايات المتحدة، تراجعًا بـ 2.65%.
وكانت الأسهم الأمريكية في حالة حمى شرائية عقب بيانات التضخم لشهرين الموضحة لتراجع التضخم عن ذروته، وحديث باول في وقت سابق من شهر نوفمبر حول هبوط وتيرة رفع الفائدة.
وتدارك باول الخطأ هذه المرة، وحاول كل جهده أن يوضح للأسواق بأن الفيدرالي سيسير نحو معدل فائدة نهائي مرتفع عمّا كان متوقع مسبقًا، ولن تنخفض الفائدة في 2023 على الإطلاق، وربما يتجاوز معدل الفائدة النهائي 5%، والمعدل الآن 4.50% بعد رفعه الفائدة أمس بـ 50 نقطة أساس.
فهمت الأسواق كلمات باول هذه المرة بأن الطريق ما زال طويلًا وبأن الفيدرالي سيفعل المزيد حتى يتجاوز مرحلة التضخم، ولن يتراجع باول عن موقفه التشديدي في أي وقت قريب، وعلى أساسه بدأت التصفية من ليلة أمس، وعمقت الأسواق من خسائرها الآن.
البنوك المركزية الرئيسية
جاءت نبرات بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي مشابهة لما قاله باول، سنرفع الفائدة الآن بوتيرة أقل، ولكن الطريق طويل صوب محاربة التضخم المرتفع عند أعلى مستوياته على الإطلاق في القارة العجوز.
وتراجع الجنيه الاسترليني بحوالي 2% بعد قرار المركزي برفع الفائدة نصف نقطة أساس لـ 3.50%، وأوضحت نسبة التصويت وجود خلاف داخل لجنة السياسة النقدية إذ صوت 6-3 لصالح القرار.
أمّا الفيدرالي فقرر التراجع عن رفع الفائدة بـ 75 نقطة أساس ورفعها بـ 50 نقطة أساس فقط، وألمح للسوق احتمالية تجاوز مستوى 5% للفائدة النهائية، وهو مستوى لم تسمعه الأسواق منذ عام 2007.
وسيستمر الفيدرالي في رفع معدل الفائدة حتى لو وقع الاقتصاد في ركود.
ويحذر الخبراء المستثمرين ويطلبون منهم توخي الحذر، فالفيدرالي يحاول أن يهبط بالتضخم دون أن يدخل الاقتصاد في ركود، ولكن على الأرجح ستبوء المحاولات بالفشل، وسيدخل الاقتصاد بركود العام المقبل.
العملات
تراجع مؤشر الدولار، المتحكم الرئيسي بأسعار السلع والعملات الرئيسية والصغيرة، بأكثر من 7% خلال الربع الأخير من العام. ولكنه نجح اليوم في تجاوز خسائره العنيفة، وابتعد عن أدنى مستوياته في 6 أشهر بارتفاع عند مستوى 104.22، بنسبة ارتفاع بلغت 0.78%.
وتراجع اليورو 0.50% ولكنه يظل أعلى مستوى التكافؤ، عند 1.0627.
السلع ليست سعيدة
تراجع سعر الذهب اليوم بقوة ليفقد 1.58% ويسجل 1,778 دولار للأوقية بالمعاملات الفورية، بينما تراجع الذهب بالعقود الآجلة 1,789 دولار للأوقية بخسارة نسبتها 1.62%.
وتراجع النفط الخام اليوم 1.28% عند مستوى 81 دولار للبرميل لعقود برنت، وعقود خام غرب تكساس الوسيط سجلت 76 بتراجع نسبته 0.87%.