الفيدرالي الأمريكي: التضخم ما زال يمثل مشكلة

Investing.com - عندما تم اختيار بيث هاماك العام الماضي لرئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، توقع أحد زملائها السابقين في وول ستريت أنها ستعمل بسرعة لوضع بصمتها على السياسة النقدية.

ولم تخيب هاماك التوقعات، حيث عارضت قرار الاحتياطي الفيدرالي الأخير بخفض أسعار الفائدة في اجتماعها الثالث فقط داخل البنك المركزي.

مشكلة التضخم ما زالت موجودة

وقالت هاماك في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال أجريت يوم الثلاثاء ونشرت اليوم الجمعة: "لا تزال لدينا مشكلة تضخم. لقد حققنا تقدمًا مذهلًا في هذا الأمر، لكن علينا الاستمرار لإكمال المهمة".

وأشارت إلى قرار خفض الفائدة في ديسمبر الماضي قائلة: "بالنسبة لي، كان الحديث في ديسمبر يتعلق بما إذا كان يجب اتخاذ هذا القرار الآن، أم يمكننا الانتظار والصبر لمعرفة ما سيحدث".

خلال فترة ما بعد الأزمة المالية في 2008-2009، كانت العلاقة بين الاحتياطي الفيدرالي ووول ستريت متوترة بسبب القرب المزعوم من المؤسسات المالية التي تم إنقاذها.

ولكن خلال العام الماضي، قام الاحتياطي الفيدرالي بترقية عدد من المسؤولين الذين لديهم خبرة طويلة في الأسواق المالية، ومن بينهم هاماك. تعكس هذه التعيينات جهود الاحتياطي الفيدرالي للبقاء على دراية بكيفية تأثير سياساته على الاقتصاد الأوسع، مع إعادة التفكير في الفرضيات القديمة حول أسعار الفائدة والتضخم.

صوتت هاماك لصالح خفض غير متوقع بمقدار نصف نقطة مئوية في سبتمبر، قائلة: "كنت أعتقد أن تخفيض 75 نقطة أساس على مدار العام هو الخطوة الصحيحة". وأجرى الاحتياطي الفيدرالي خفضًا ثانيًا بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر.

لكن بحلول ديسمبر، لم تجد أي مبرر لخفض إضافي. وقالت: "جميع البيانات جاءت أقوى".

خفض الفائدة

أوضحت هاماك أن الحجج المتعلقة بضرورة خفض الفائدة لأن الأسواق تتوقع ذلك لم تقنعها. وأضافت: "مجرد أن يكون شيء ما مسعرًا في السوق لا يعد سببًا كافيًا لتنفيذه".

يتسم الاحتياطي الفيدرالي بالسعي إلى الإجماع، ونادرًا ما تحدث معارضة في ظل قيادة جيروم باول. ومعارضة هاماك كانت الثانية فقط منذ منتصف عام 2022.

وأكدت هاماك أنها لم تتخذ القرار بسهولة، وأنها تشاورت مع باول وزملاء آخرين في الاحتياطي الفيدرالي. وتابعت: "كانت الرسالة التي تلقيتها داعمة. المعارضة تحدث، وهذا أمر مقبول، ولا يهم إذا كان اجتماعك الثالث. يجب أن تصوت بناءً على قناعاتك".

من المتوقع أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الأساسي ثابتًا في اجتماعه القادم بعد أسبوعين. وتشير أرقام التوظيف القوية الأخيرة إلى احتمال إبقاء الفائدة على حالها لفترة من الوقت.

وقالت هاماك: "يمكننا أن نكون صبورين للغاية" عندما يتعلق الأمر بخفض الفائدة. وأشارت إلى أن معدلات الفائدة المنخفضة للغاية التي كانت في العقد الماضي قد تبدو في المستقبل كاستثناء وليس القاعدة.

وترى أن الفائدة الحالية بالكاد تعتبر مقيدة. كما أشارت إلى أن التشديد الأخير في الأوضاع المالية، مثل ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل، يُعد مفيدًا في إكمال معركة الاحتياطي الفيدرالي ضد التضخم.

أمضت هاماك، البالغة من العمر 53 عامًا، ثلاثة عقود في شركة جولدمان ساكس، حيث كانت الخزانة العالمية خلال جائحة كوفيد-19. وقبل مغادرتها للشركة العام الماضي، كانت رئيسة مشاركة لمجموعة التمويل العالمية. كما ترأست لجنة استشارية للاقتراض من وزارة الخزانة الأميركية بين 2018 و2023.

تعيينات رؤساء البنوك الفيدرالية

في أعقاب الأزمة المالية، أصبح الاحتياطي الفيدرالي حذرًا من التصورات بوجود علاقات وثيقة مع وول ستريت. وتوقف عن دعوة اقتصاديي البنوك لحضور الندوة السنوية لبنك كانساس سيتي في جاكسون هول، وايومنغ.

في عام 2015، أثارت تعيينات مصرفيين من جولدمان ساكس (NYSE:GS) لرئاسة بنوك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس ودالاس ردود فعل عنيفة، خاصة من مجموعات الضغط الليبرالية.

بين عامي 2017 و2022، اعتمد الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير على الأكاديميين أو كبار القادة الداخليين لشغل المناصب العليا في بنوك الاحتياطي.

رؤساء بنوك الاحتياطي الفيدرالي الاثني عشر يتم اختيارهم من قبل مجالس إدارات تلك البنوك، التي تضم عادةً رجال أعمال أو قادة منظمات غير ربحية. وتحتاج التعيينات إلى موافقة مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي.

جميع الأعضاء الخمسة الذين انضموا لمجلس المحافظين منذ عام 2020 كانوا من الأكاديميين، مما يعكس التنوع في الآراء.

وقالت هاماك: "من المهم جدًا أن يكون لدينا 19 شخصًا مختلفًا في غرفة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، حيث يجلب كل منهم مجموعة مهارات مختلفة تمامًا".

وأضافت: "لا تريد أن تكون متشبثًا بالإيديولوجيا لدرجة أنك لا تنظر إلى الأشياء الفعلية التي تحدث في العالم". وأكدت: "لكن لا يمكنك الاعتماد فقط على الحدس. يجب أن يكون لديك بعض المبادئ الإرشادية".

في إطار تعزيز الخيارات الاستثمارية للمستخدمين، ومع بداية العام الجديد، أعلنت منصة InvestingPro عن إضافة استراتيجيتين جديدتين طال انتظارهما ضمن استراتيجيات ProPicks AI، وهما أفضل أسهم المالية والطاقة (SAFE10) ونجوم تاسي (TASI20)، المصممتان خصيصًا لتمكين المستثمرين من تحقيق أقصى استفادة من السوق السعودية.

يأتي هذا الإعلان في وقت مثالي مع انطلاق عروض رأس السنة على المنصة، حيث تقدم خصومات تصل إلى 50%، ما يجعل هذه الفرصة مغرية للغاية للمستثمرين.

اشترك الآن من هنا قبل فوات الآوان