باريس، 14 أبريل/نيسان (إفي): يدخل مرشحو انتخابات الرئاسة الفرنسية اليوم نهاية أسبوع حاسمة قبل انطلاق الجولة الأولى من السباق الرئاسي في 22 من الشهر الجاري، عن طريق لقاءات واجتماعات جماهيرية يسعون عبرها لتأكيد حصدهم الأصوات وإقناع الناخبين الذين لم يستقروا على مرشح بعد.
وستشهد العاصمة الفرنسية باريس غدا الأحد تركيزا خاصا من قبل المرشحين الأوفر حظا وهما المحافظ نيكولا ساركوزي الرئيس الحالي للجمهورية ومنافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يستعرض قوته في الهواء الطلق عن طريق لقاء جماهيري قالت وسائل الإعلام المحلية إنه الأكبر من نوعه قبل بدء الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة.
وقال هولاند الخميس الماضي "إنها ليست مسابقة ولن يصنع العدد الأكبر من المشاركين فارقا، بل عدد الناخبين"، رافضا فكرة الدخول في صراعات تجتذب الصحافة.
ولعل هذا السبب هو الذي دفع جميع الأحزاب لعدم الكشف عن عدد الأشخاص المسجلين سواء في لقاء الحزب الاشتراكي بإحدى حدائق العاصمة باريس أو في لقاء حزب (الجبهة الشعبية) المحافظ بقيادة ماري لوبان في ميدان (كونكورد) بوسط المدينة.
وذكرت صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية اليوم أن حزب الجبهة الشعبية يتطلع إلى جمع 80 ألف شخص من مناصريه بزيادة 30 ألف عن العدد الذي يعتزم الحزب الاشتراكي جمعه.
كما تشهد عطلة نهاية الأسبوع اجتماعات حاشدة لليسار بزعامة المرشح جان لوك ميلنشون ومرشحة الخضر إيفا جولي واليسارية المتطرفة ناتالي أرتود ومرشح الوسط فرانسوا بيرو ونيكولا دابون والتروتسكي فيليب بوتو والديجولي جاك شيميناد.
وبالرغم من كثرة عدد المرشحين إلا أن المنافسة الحقيقية تنحصر بين كل من ساركوزي وهولاند حيث كشف استطلاع رأي نشره أمس معهد (إيفوب) أن ساركوزي سيحصل على 28% من الأصوات في الجولة الأولى قبل أن يحصل على 46% من الأصوات في الجولة الثانية التي ستجرى في السادس من الشهر المقبل.
وفي المقابل أوضح الاستطلاع أن هولاند سيحصل على 27% من الأصوات ترتفع إلى 54% في الجولة الثانية والحاسمة.
وكانت الحرب المباشرة بين المرشحين قد بدأت على استحياء وبدون ذكر المنافسين بشكل شخصي، قبل أن تتصاعد حدتها بشكل ملحوظ مع تسارع وتيرة الأجندات الانتخابية ودخول الماراثون الرئاسي مراحله النهائية.
وأعرب ساركوزي عن قلقه من فوز هولاند بالرئاسة حيث توقع أن يكون مصير البلاد مثل إسبانيا أو اليونان، وهي التصريحات التي سخر منها هولاند في مقابلة مع صحيفة (ليبراسيون) قال خلالها إنه يشعر بأن تلك التصريحات لا تصدر سوى من شخص "غير مسئول".
وفي نفس السياق، أشارت استطلاعات رأي إلى أن نسبة الامتناع عن التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا، ستبلغ معدلا غير مسبوقا.
وتعد انتخابات الرئاسة هذا العام هي العاشرة في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة التي تأسست عام 1958 بنظام جمهوري بقيادة شارل ديجول.(إفي)