بكين، 8 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): افتتح الرئيس الصيني هو جينتاو اليوم الخميس المؤتمر الـ18 للحزب الشيوعي الحاكم الذي من المقرر أن يسلم خلاله منصبه كأمين عام للحزب إلى شي جين بينج.
وأمام أكثر من ألفين و260 مندوبا من الحزب تجمعوا في قصر الشعب ألقى هو جينتاو خطابا استمر ساعة ونصف أحصى فيه الرئيس المشكلات التي تواجهها الصين اعتبارا من اختلال التوازن الاقتصادي بين المناطق الحضرية والريفية وحتى القضايا البيئية.
ودعا هو البلاد إلى بذل المزيد من الجهد لتتحول الصين إلى "قوة بحرية" في ظل التوترات التي تشهدها مع دول مجاورة بشأن النزاع على عدة جزر.
وفي هذا الصدد، قال "علينا أن نزيد من قدرتنا على استغلال الموارد البحرية وحماية الحقوق والمصالح البحرية بحزم".
وأضاف أن الصين عليها التعجيل بتحديث دفاعها الوطني وقواتها المسلحة "من أجل تلبية احتياجات التنمية الوطنية" و"التأكد من ان الجيش يمكنه القيام بمهمته التاريخية في هذا القرن الجديد".
وابرز هو، الذي سيترك أيضا رئاسة البلاد في مارس/آذار 2013 على الرغم من احتمالية حفاظه على القيادة العليا للجيش، أن القوات المسلحة "عليها تحسين قدرتها على الوفاء بسلسلة أعمال عسكرية وخاصة القدرة على الفوز بحروب محلية في عصر التكنولوجيا".
ودخلت الصين خلال الأشهر الماضية في نزاع دبلوماسي مع اليابان بسبب السيادة على جزر دياويو (المعروفة باسم سينكاكو في اليابان) والتي تديرها طوكيو وتطالب بكين بسيادتها.
ومن ناحية اخرى، اتخذت مكافحة الفساد حيزا كبيرا من خطاب هو، حيث حذر من أن الفساد يهدد الحزب الشيوعي والدولة.
وقال هو في هذا الصدد "إذا فشلنا في أن نتعامل بشكل جيد مع هذه المسألة (الفساد) فانها قد توجه ضربة قاتلة إلى الحزب وربما تتسبب في انهيار الحزب وسقوط الدولة".
ووفقا لاستطلاعات الرأي، يعتبر الصينيون أن الفساد هو أكبر تهديد على الاستقرار الاجتماعي للبلاد.
ويعقد المؤتمر بعد تصديق الحزب على قرار طرد مسئول الحزب السابق في مدينة تشونجتشينج، بو شيلاي، الذي كان مرشحا لشغل أحد المراكز المتقدمة في قيادة الحزب والدولة.
وكانت الحكومة الصينية قد وجهت لبو في سبتمبر/أيلول الماضي عدة تهم من بينها الفساد، كما حكم على زوجته بالاعدام مع ايقاف التنفيذ بتهمة قتل رجل الأعمال البريطاني نيل هيود العام الماضي.
وفي إشارة واضحة إلى بو، قال هو جينتاو "سنعاقب بلا هوادة أي شخص يتورط في الفساد ايا كانت سلطته أو منصبه، طالما انتهك نظام الحزب وقوانين الدولة".
كما دعا قادة الحزب إلى "الانضباط الذاتي والسيطرة على أقاربهم ومعاونيهم دون السماح مطلقا بمنح امتيازات".
وعلى الرغم من أن استطلاع للرأي اجري بين المدن الصينية الرئيسية ونشرته أمس صحيفة (جلوبال تايمز) اظهر ان سبعة من كل 10 مواطنين يرون ضرورة في أن تخضع الحكومة لمزيد من الرقابة من جانب الشعب، أكد هو جيناتو أن الاصلاحات الحالية لا تتضمن تغييرات في نظام الحزب السياسي الواحد.
ومن ناحية أخرى، قال الرئيس الصيني أن الهدف الحالي هو تحويل البلاد إلى "مجتمع يتمتع برخاء معتدل" بحلول 2020 ، ما يتوجب مضاعفة إجمالي الناتج المحلي ودخل الفرد مقارنة بعام 2010.
ويمثل المؤتمر الذي سيختتم في 14 من الشهر الجاري بداية ترك هو جينتاو للسلطة، حيث سيسلم خلال المؤتمر منصبه كأمين عام للحزب إلى شي جين بينج،الذي سيخلفه أيضا في رئاسة البلاد العام المقبل. (إفي)