بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تقدم الدولار خلال الجلسة الأوروبية الأولى لهذا الأسبوع، ليتعافى من أدنى مستوياته في عدة سنوات، والتي كان قد سقط لها خلال الأسبوع الماضي، مع استمرار حالات الإصابة بفايروس كورونا في الارتفاع، وتوسع عمليات الإغلاق، مما يؤثر على الانتعاش الاقتصادي العالمي.
فعند الساعة 3:10 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (8:10 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تقدم {{8827|مؤشر الدولار}}، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.3٪ ليشير إلى 90.993، ويبدأ التعافي بعد أن كان قد سقط يوم الجمعة لأدنى مستوياته في عامين ونصف، عندما سجل 90.471.
وتراجع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات، {{1|اليورو/دولار}}، بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 1.2117، بعد أن كان قد وصل إلى 1.2177 يوم الجمعة، وهو سعر لم يسجله منذ أبريل 2018. أما {{3|الدولار/ين}} فلقد تداول بدون تغيير يُذكر، عند 104.11، وهو حال الدولار {{5|الأسترالي}} الحساس للمخاطر، والذي تداول هو الأخر بدون تغيير يُذكر عند 0.7420، بعد أن كان قد سجل أعلى سعر له في أكثر من سنتين خلال تداولات الأسبوع الماضي.
وكان حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، قد أصدر يوم أمس الأحد، قراراً يقضي من جديد بإغلاق أجزاء كبيرة من الولاية الأمريكية الأكثر اكتظاظاً بالسكان، بعد ارتفاع حالات الإصابة بالفايروس إلى مستويات قياسية في الولاية. فلقد أعلنت كاليفورنيا عن أكثر من 30 ألف حالة جديدة يوم أمس الأحد، وهو رقم قياسي للولاية. كما سجلت الولاية رقماً قياسياً جديداً لعدد المرضى الموجودين داخل المستشفيات، بينما أعلنت ولايات نيوجيرسي ونورث كارولاينا وفيرجينيا ووست فرجينيا أيضاً عن ارتفاعات قياسية في أعداد الإصابات اليومية.
ولم يكن الحال مختلفاً في عدة بقاع أخرى من العالم، حيث تسبب ارتفاع أعداد الإصابات في كوريا الجنوبية في فرض قواعد التباعد الاجتماعي المشددة في العاصمة سيول والمناطق المحيطة بها، والتي ستستمر حتى نهاية ديسمبر على الأقل. أما ولاية بافاريا في جنوب ألمانيا، فلقد أعلنت يوم أمس الأحد إنها ستفرض عمليات إغلاق أكثر صرامة بدءاً من يوم الأربعاء، وحتى الخامس من يناير.
وكان مدى التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الوباء، قد بدا واضحاً تماماً في بيانات سوق العمل الأمريكي، والتي صدرت يوم الجمعة.
فوفقاً للبيانات الرسمية، أضاف الاقتصاد الأمريكي 245 ألف وظيفة في القطاعات غير الزراعية في فترة الشهر التي يغطيها التقرير الشهري لمكتب إحصاءات العمل، والتي انتهت في منتصف نوفمبر. وهذا الرقم هو الأقل منذ شهر مايو، وهو أسوأ بكثير من توقعات المحللين الذين يتابعهم موقع Investing.com، الذين كانوا يترقبون إضافة 469 ألف وظيفة، وهو أيضاً أقل بكثير من رقم الشهر السابق والذي تم تعديله إلى 610 آلاف وظيفة، من الإصدار الأصلي البالغ 638 ألفاً.
كما أظهر التقرير أيضاً أن عدد الوظائف في قطاع التصنيع قد ارتفع بـ 27 ألف وظيفة فقط، مقارنة مع توقعات بإضافة 43 ألفاً، ورقم الشهر السابق والبالغ 33 ألف. إلا أن الرقم الإيجابي الوحيد في التقرير كان {{ecl-300||نسبة البطالة}}، والتي انخفضت بشكل أكبر من المتوقع، لتصل إلى 6.7٪، في هبوط مشجع من 6.9٪ في الشهر السابق. وكان المحللون يتوقعون تراجع نسبة البطالة إلى 6.8٪.
ولكن المكاسب التي حققها الدولار كملاذ آمن، بسبب هذه التفاصيل، كانت محدودة، وذلك وسط تزايد الثقة في أنه سيكون هنالك حزمة تحفيز جديدة لمساعدة الاقتصاد الأمريكي، حيث تتطلع مجموعة من ممثلي الشعب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى إقرار حزمة تحفيز بقيمة 908 بليون دولار هذا الأسبوع.
وعلى أجندة البنوك المركزية، يجتمع في وقت لاحق من هذا الأسبوع كل من البنك المركزي الأوروبي، وبنك الاحتياطي الفيدرالي لمناقشة السياسة النقدية. وسيعلن الاحتياطي الفيدرالي قراره في ختام اجتماع يستمر ليومين، مساء الأربعاء بتوقيت دولنا العربية، أما المركزي الأوروبي فسيعلن عن قراراته بعد ظهر الخميس. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يقرر كلاهما المزيد من إجراءات التسهيل الكمي عبر تعزيز حجم أو مدى برامج شراء الأصول لمساعدة الاقتصاد في كلا المنطقتين على التعافي من الأضرار الكبيرة التي ما زال وباء كورونا يتسبب بها في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو.
وبالنسبة لـ {{2|الباوند/دولار}}، فلقد تراجع بشكل ملموس، وبنسبة 0.9٪، ليتداول عند 1.3314، ويبتعد عن أعلى مستوى له في عامين ونصف، والذي كان قد سجله يوم الجمعة عند 1.3540. وأفتتح الجنيه تداولات الأسبوع على الجانب الضعيف، بعد تعثر المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي خلال عطلة نهاية الأسبوع، بسبب قضايا مثل حقوق صيد الأسماك في المياه المحيطة بالمملكة المتحدة، والمنافسة العادلة، وطرق حل النزاعات المستقبلية.
ومن المقرر أن يجري رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مكالمة مساء اليوم الاثنين، لكن يبدو أن هذه المفاوضات تسير نحو الهاوية، بعد أن تحدثت تقارير إخبارية عن استعداد جونسون لإنهاء المفاوضات.
وكان الجنيه الاسترليني قد حقق المكاسب خلال الأسابيع القليلة الماضية بسبب التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاقية تجارية، ولذلك، فإن الجانب السلبي لحركة العملة البريطانية، في حالة عدم التوصل إلى اتفاقية، سيكون كبيراً. وتأكيداً لذلك، ذكرت بلومبرج أن سوق الخيارات يشهد حالياً، أعلى مستوى شهده طوال العام، من مراكز الهروب من المخاطرة على الجنيه الاسترليني، مع وجود كميات كبيرة من خيارات البيع التي تنتظر تفعيلها في حالة انهيار المحادثات.
وتراجع الذهب اليوم مقابل الدولار الأمريكي وصولًا لـ 1,825 دولار للأوقية، ليرتد منها إلى 1,830 دولار للأوقية. وينتظر الذهب قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم غد. كما نراقب آخر أنباء حزمة التحفيز.
وتراجع نفط برنت هو الآخر بضغط من تزايد إصابات فيروس كورونا، وقوة الدولار الأمريكي، فيما تراجع الغاز الطبيعي بنسبة 5%.
وتراجعت الليرة التركية أيضًا أمام الدولار الأمريكي بضغط من إجراءات العزل، ومخاوف العقوبات من الولايات المتحدة وأوروبا.
مشروع قانون أمريكي قد يهدد بفرض عقوبات على تركيا، ويمثل خطرًا على الليرة التركية