بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تراجع الدولار خلال الجلسة الأوروبية لليوم الأربعاء، مع تزايد حالة الثقة التي تعيشها الأسواق بخصوص حزمة التحفيز الأمريكية التي يقترب حجمها من تريليون دولار، وبدء استخدام اللقاحات على أرض الواقع، مما دفع المتداولين بعيداً عن عملات الملاذ الآمن التي من ضمنها الدولار، ونحو عملات المخاطر.
فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.2٪ ليشير إلى 90.812، ويبقى قريباً من أدنى مستوى له في عامين ونصف، والذي كان قد سجله يوم الجمعة عند 90.471.
وتقدم الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات، اليورو/دولار، بنسبة 0.3٪ ليتداول عند 1.2132، ويبقى قريباً من أعلى سعر للعملة الموحدة منذ أبريل 2018، والذي كانت قد سجلته يوم الجمعة عند 1.2177. ومن المقرر أن يجتمع البنك المركزي الأوروبي ECB يوم غد الخميس، لأخر مرة في عام 2020 الذي لن يُنسى، وذلك لمناقشة السياسة النقدية.
ويُتوقع على نطاق واسع أن يقرر البنك زيادة حجم ونطاق برنامج شراء السندات التحفيزي. كما سيتطلع المستثمرون إلى معرفة ما سيقوله البنك المركزي (أو ما سيفعله) بخصوص سعر صرف اليورو، الذي ارتفع بنسبة 8٪ خلال عام 2020، وأصبح الآن يتداول، وبثبات، فوق حاجز الـ 1.20 دولار، والذي كان يُنظر إليه سابقاً على أنه "عتبة الألم".
وفي تقرير لبنك (آي إن جي)، قال المحللون: "نظراً لتوقعات الأسواق التي تنتظر المزيد من التسهيل الكمي من طرف البنك المركزي الأوروبي، ونظراً للتراجع الهيكلي في سعر صرف الدولار الأمريكي، سيكون من الصعب على المركزي الأوروبي أن يقف في وجه الرياح ويحاول ترويض ارتفاع اليورو".
ومن أخبار العملات الرئيسية الأخرى، ارتفع الدولار/ين بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 104.23، أما الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر، فلقد قفز بنسبة 0.5٪ ليتداول عند 0.7445.
ويواصل المستثمرون التفاؤل بالتقدم الذي تم إحرازه في حزمة المساعدات والتحفيز الجديدة التي يبدو أن قيمتها أصبحت الآن 916 بليون دولار، والتي قدمها وزير الخزينة الأمريكي ستيفن منوتشين إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. وكان منوتشين قد أعلن عن حجم الحزمة في تغريدة له عبر تويتر يوم أمس الثلاثاء، وهو ما جاء أعلى قليلاً من حزمة الـ 908 بليون دولار التي كانت قد اقترحتها مجموعة من ممثلي الشعب من الحزبين، خلال الأسبوع الماضي.
كما أشار زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إلى رغبته في تنحية بعض القضايا التي تمنع إقرار الحزمة جانباً، وهو ما يُعتبر تنازلاً استراتيجياً يهدف إلى التوصل إلى اتفاق.
ومع بقاء يومين فقط على الموعد النهائي المحدد في 11 ديسمبر لتجنب إغلاق أعمال الحكومة الفيدرالية، ساعدت هذه التطورات الأخيرة على رفع الآمال في أن الجمهوريين والديمقراطيين سيتوصلون إلى توافق في الآراء قبل هذا الموعد النهائي، حتى مع استمرار معارضة الديمقراطيين لإصرار ماكونيل على حماية أصحاب العمل من الدعاوى القضائية المرتبطة بإصابة الموظفين بفايروس كورونا. وكان الرئيس ماكونيل قد انتقد مطالب الديمقراطيين بتقديم المساعدات للسلطات الحكومية والمحلية في المناطق التي يسيطر عليها الديمقراطيون، والتي هي برأيه خطة إنقاذ لهذه الحكومات المتعثرة مالياً.
وعلى جبهة اللقاح، أصبحت بريطانيا يوم أمس الثلاثاء، أول دولة غربية تبدأ برنامجاً وطنياً للتطعيم ضد الفايروس. واستخدمت السلطات البريطانية لقاح BNT162b2 الذي تم تطويره بجهود مشتركة بين شركة فايزر (NYSE:PFE) الأمريكية وشركة بيو إن تيك الألمانية، بعد أن كانت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في البلاد قد منحته تصريحاً مؤقتاً للاستخدام الطارئ خلال الأسبوع الماضي.
وعلى الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، ستجتمع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA يوم غد الخميس لمناقشة إعطاء موافقتها للقاح فايزر/بيو إن تيك. وكان وزير الخدمات الصحية والإنسانية، أليكس عازار، قد قال في وقت سابق إنه إذا منحت إدارة الغذاء والدواء الموافقة على الاستخدام الطارئ خلال الاجتماع، فقد يبدأ توزيع اللقاح في غضون 24 ساعة بعد ذلك. وأضاف عازار أنه سيكون بمقدور جميع الأمريكيين الذين يرغبون في تلقي المطعوم الحصول عليه بحلول الربع الثاني من عام 2021. وكانت الـ FDA قد أصدرت يوم أمس الثلاثاء تقريراً من نحو 100 صفحة، قدمت فيه تحليلاً لنتائج تجارب اللقاح المذكور، وخلص التقرير إلى القول بأن اللقاح "يتمتع بالمعايير الدوائية (SE:2070) المحددة مسبقاً للنجاح"، وهو ما أثار التوقعات بأن إدارة الغذاء والدواء ستمنحه الترخيص بالاستخدام الطارئ خلال اجتماع يوم غد.
وساعدت هذه الأخبار على تهدئة مخاوف المستثمرين، بعد أن أدى الارتفاع الحاد في إحصاءات الوباء إلى إعلان كل من ولاية كاليفورنيا وألمانيا وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ عن إجراءات مشددة في الأيام الأخيرة. ووفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز، تجاوز عدد حالات الإصابة العالمية 68.1 مليون حالة، منها أكثر من 15.1 مليون في الولايات المتحدة.
وتقدم الباوند أمام الدولار بنسبة 0.2٪، ليتداول عند 1.3382 مع استمرار ترقب التطورات في مفاوضات البريكزيت. ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لتناول العشاء معاً مساء اليوم الأربعاء، في محاولة لإيجاد حلول للقضايا العالقة التي تعيق التوصل إلى اتفاقية تجارية بين الطرفين.
وساعدت التقارير الإخبارية التي صدرت يوم أمس الثلاثاء، وذكرت بأن الحكومة البريطانية قد أسقطت فقرات مثيرة للجدل في مشروع قانون السوق الداخلي، في تفاؤل الأسواق، بعد أن فسر المستثمرون ذلك على أنه إشارة إلى أن لندن ترغب بالوصول إلى اتفاقية تجارية بدرجة أكبر مما يعترف به جونسون.
ومن أخبار العملات الأخرى، اخترق اليوان الصيني المتداول خارج البلاد Offshore حاجز الـ 6.50 أمام الدولار، للمرة الأولى في عامين ونصف، بعد أن ذكرت تقارير إخبارية أن الرئيس المنتخب جو بايدن قد نفى الحديث عن رغبته في متابعة سياسة فصل الاقتصادين الأمريكي والصيني. ولكن ورغم ذلك، لم تتمكن العملة الصينية من الثبات فوق هذا المستوى المرتفع.