Investing.com - ماذا بعد النزول دون مستويات الـ 10 ليرة / دولار، لطالما كانت تلك المستويات بعيدة عن التصور رغم بعض التوقعات المتشائمة.
وقالت مؤسسة MUFG التابعة لبنك بنك طوكيو ميتسوبيشي يو إف جي بأن الليرة التركية ستواصل الهبوط لـ 9.55 ليرة تركية لكل دولار خلال عام من الآن.
وأضافت المؤسسة في وقت سابق بيد أنه في ظل التطورات الحاصلة ربما نرى الليرة أدنى مستويات الـ 10 ليرة/ دولار.. وهذا ما قد حدث
عملتان رقميتان ستنفجران ارتفاعا، 100%
الليرة الآن
تم مشاهدة الليرة التركية خلال تعاملات الجمعة الماضية أدنى مستويات الـ 10 للمرة الأولى في تاريخها لتسجل مستوى متدني جديد هو الأدنى على الإطلاق.
ونزلت الليرة التركية إلى مستويات 10.0280ليرة/ دولار، قبل أن تقلص جانبا من تراجعاتها لتغلق بنهاية تعاملات 12 نوفمبر عند مستويات 9.9751 ليرة / دولار.
ولم ترتفع الليرة مقابل الدولار منذ بدأ شهر نوفمبر الجاري سوى جلستان بينما خسرت ما يقرب من 0.4 ليرة / دولار منذ بدأ الشهر بتراجع 4.5%.
وجاءت الليرة كأسوأ عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار منذ بداية العام حيث تراجعت في حدود 9% خلال أكتوبر و35% منذ بداية العام.
الذهب التركي
وبالمثل حدث الأمر ذاته مع الذهب الذي يشهد إقبالا كبيرا من جانب الأتراك للتحوط من انهيار الليرة المتهالكة.
حيث صعد جرام الذهب التركي إلى مستويات قياسية جديدة متجاوزا مستويات الـ 600 ليرة/ جرام للمرة الأولى في تاريخه.
وتم مشاهد الذهب عند مستويات 601.282 ليرة / جرام خلال تعاملات 12 نوفمبر بينما أغلق عند مستويات 599.151 ليرة / جرام للمرة الأولى في تاريخ الذهب التركي.
ولم ينخفض الذهب مقابل الليرة منذ بدأت تداولات نوفمبر الجاري سوى في جلسة واحدة يوم 3 نوفمبر بينما ارتفع منذ بدأ الشهر بأكثر من 50 دولار.
هل يتوقف الانهيار؟
ولتحديد مدى قدرة الليرة على التماسك ولملمة أشلائها المتناثرة يجب النظر إلى عاملين، أولهما قوة الدولار، الثاني العوامل الداخلية...
الدولار
يأتي تراجع الليرة تزامنا مع ارتفاع مؤشر الدولار الرئيسي إلى أعلى مستوياته منذ يوليو 2020 وسط اشتعال المخاوف بشأن التضخم العالمي، تزامنا مع تصريحات مسؤولي الفيدرالي بشأن موعد تحريك الفائدة.
وارتفع مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية إلى أعلى مستوياته في أكثر من عام عند 95.1 بزيادة 0.22%.
يرى محللون بنك اتش اس بي سي HSBC، أن الدولار الأمريكي أمامه مجال للارتفاع حيث أن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في الخفض التدريجي لأصوله هذا الشهر.
حيث قال ريتشارد كلاريدا أن الاقتصاد الأمريكي تحول هذا العام من التعافي إلى الانتعاش لكن معدل التضخم سيواصل الارتفاع وفق التوقعات.
ويتداول مؤشر الدولار الرئيسي قرب أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام وتحديد منذ ديسمبر 2020 أعلى مستويات 95 بفضل توجهات وتصريحات الفيدرالي الأمريكي.
عاجل: الليرة التركية تنهار، أدنى مستوى على الإطلاق
الضغوط الداخلية
انخفض مؤشر ثقة المستهلكين انخفض 3.6% إلى 76.8 نقطة في أكتوبر، وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2009 في ظل استمرار زيادة التضخم.
وأظهرت بيانات، الأسبوع الماضي ارتفاع التضخم في تركيا أقل بقليل من المتوقع إلى 19.58% على أساس سنوي في سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2019، مما يكبد العوائد الحقيقية المزيد من الخسائر بعد أن خفض البنك المركزي سعر الفائدة إلى 18%.
وقال إريك أريسبي، المدير البارز المعني بالشأن التركي في وكالة فيتش، لرويترز إن تخفيف الإجراءات النقدية كان خطوة سابقة لأوانها، ويبدو أنها جاءت بدافع سياسي دون أن تترك للبنك المركزي الهامش المطلوب لحماية الليرة المتعثرة.
قال بنك جيه بي مورجان يوم الخميس إنه يتوقع أن يخفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة 100 نقطة أساس أخرى في نوفمبر ورفع توقعاته للتضخم بشكل حاد.
وقال ياركين سيبيشي من جيه.بي مورجان في مذكرة للعملاء "مثل هذا التيسير الأولي يشير إلى أن خفض التضخم بطريقة سريعة ليس من أولويات السياسة".
وأضاف "نخشى ألا تؤدي هذه الخطوة إلا إلى تعزيز ضغوط الأسعار فقط وعدلنا توقعاتنا للتضخم إلى 19.9 في % لهذا العام وإلى 16.4 في % في 2022".
عملة رقمية تكتسح شيبا ودوجكوين.. تخيل!
قرار الفائدة
وصف مسؤول في وكالة التصنيف الائتماني فيتش الخفض الكبير المفاجئ لأسعار الفائدة في تركيا بأنه "خطوة أخرى في الاتجاه الخاطئ" وإن الوكالة تراقب مدى الضرر الذي قد يلحقه هذا الإجراء بتمويل البنوك والشركات.
وقال إريك أريسبي، المدير البارز المعني بالشأن التركي في وكالة فيتش، لرويترز إن تخفيف الإجراءات النقدية كان خطوة سابقة لأوانها، ويبدو أنها جاءت بدافع سياسي دون أن تترك للبنك المركزي الهامش المطلوب لحماية الليرة المتعثرة.
وخفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي إلى 16 % من 18 % يوم الخميس الماضي على الرغم من أن التضخم وصل إلى ما يقرب من 20%، مما أطلق شرارة موجة من عمليات البيع السريعة لليرة التي انخفضت قيمتها إلى مستويات قياسية جديدة.
وقال أريسبي "بالنسبة لنا، ينصب التركيز الآن على معرفة إلى أي مدى يمكن أن تفضي هذه الخطوة في الاتجاه الخاطئ للسياسة (النقدية)، أو هذا التيسير النقدي السابق لأوانه، إلى تمويل خارجي مخفض للاقتصاد، خاصة بالنسبة للبنوك والشركات".
ما القادم؟
وترى مؤسسة MUFG التابعة لبنك بنك طوكيو ميتسوبيشي يو إف جي بأن الليرة التركية ستواصل الهبوط لـ 10 ليرة تركية لكل دولار خلال عام من الآن.
وصف مسؤول في وكالة التصنيف الائتماني فيتش الخفض الكبير المفاجئ لأسعار الفائدة في تركيا بأنه "خطوة أخرى في الاتجاه الخاطئ" وإن الوكالة تراقب مدى الضرر الذي قد يلحقه هذا الإجراء بتمويل البنوك والشركات.
قال Piotr Matys ، محلل العملات البارز في InTouch Capital في لندن: "يعلم الجميع أنه لا ينبغي عليهم خفض أسعار الفائدة أكثر، وفي الواقع يجب عليهم رفع أسعار الفائدة".
وأضاف محلل العملات البارز: "لا علاقة للتخفيض بالأساسيات، إنها مجرد وظيفة تدخل سياسي".
وقال ماتيس: "سيتعلم طلاب الاقتصاد عن CBRT لسنوات قادمة حيث سيتم استخدامه كمثال لإظهار أهمية وجود بنك مركزي مستقل يتمتع بمصداقية قوية".
وقال إبراهيم أكسوي، كبير الاقتصاديين في إسطنبول في HSBC Asset Management Turkey : "على الرغم من انخفاض الليرة منذ أوائل سبتمبر، من المرجح أن يختار البنك المركزي خفضًا آخر من خلال التركيز على التباطؤ في القروض التجارية.