Investing.com - يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى إلى إنعاش الليرة التركية بصفة خاصة واقتصاد بلاده على وجه العموم. وعدلت وكالة فيتش التصنيف الائتماني النظرة المستقبلية الخاصة بتركيا إلى سلبية وأكدت تصنيفها عند (-bb).
وبينما يواجه أردوغان رفضا وتعثرا على صعيد العلاقات مع جيرانه الأوروبيين، في أزمة كادت أن تبلغ حد طرد 10 سفراء غربيين بينهم الولايات المتحدة. وأبلغ مجلس أوروبي معني بحقوق الإنسان تركيا إنه يعد مذكرة "مخالفة إجراءات" لعدم إطلاقها سراح رجل الأعمال المسجون عثمان كافالا، في خطوة قد تؤدي إلى تعليق عضوية أنقرة في المجلس.
وفي المقابل من التعثر في العلاقات الأوروبية تبرز بقوة توجهات الإدارة التركية في تحسن العلاقات مع دول الخليج بقيادة المملكة وكذلك مع الجانب المصري.
الليرة الآن
وبينما يزور أردوغان الدوحة الآن تتأرجح الليرة التركية بين مستويات 13.89 ليرة / دولار ومستويات 13.677 ليرة / دولار. بينما تتراجع الليرة التركية خلال تلك اللحظات بنسبة تبلغ حوالي 0.51% نزولا إلى مستويات 13.7725 ليرة / دولار.
وباتت الليرة التركية أسوأ عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار بعد التراجع منذ أعلى مستوى مقابل الدولار في فبراير من مستويات 6.8882 ليرة / دولار إلى 13.9745 ليرة دولار في تعاملات الجمعة الماضي. ومنذ بداية نوفمبر الماضي وحتى الآن لم ترتفع الليرة سوى خلال 5 جلسات فقط بينما انخفضت في 25 جلسة.
وإذا استمرت وتيرة تراجعات الليرة جنبا إلى جنب مع تدخلات أردوغان وخفض جديد متوقع في الفائدة منتصف الشهر الجاري ربما نرى الليرة وقد تجاوزت مستويات 15 ليرة/ دولار قبل نهاية 2021.
زيارة جديدة
وأعلنت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتوجه إلى قطر، الاثنين، في زيارة رسمية تستغرق يومين، استجابة لدعوة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. وقالت الرئاسة التركية، إن أردوغان سيشارك في الدوحة، باجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين في نسخته السابعة.
وأضاف البيان أن اجتماع اللجنة الاستراتيجية سيعقد برئاسة أردوغان وأمير قطر، بمشاركة الوزراء المعنيين من كلا البلدين، وعلى هامش الاجتماع، سيعقد الزعيمان لقاء قمة. وتعتبر هذه القمة الـ 29 بين الرئيس التركي وأمير قطر خلال 70 شهرًا، وهو رقم قياسي في تاريخ العلاقات بين البلدين، وربما في تاريخ العلاقات الدولية.
الإمارات
ومنذ أيام استقبلت أنقرة للمرة الأولى ولي عهد أبوظبي للمرة الأول بعد غياب 9 سنوات وأسفرت الزيارة عن توقيع اتفاق تبادل بين المركزي التركي والمركزي الإماراتي. هذا بخلال إعلان الإمارات تدشين صندوق استثمارات ضخم بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في قطاعات الاقتصاد التركي.
ووصف الرئيس التركي الزيارة الإماراتية بالتاريخية وقال أن بلاده ستحذو الحذو ذاته مع المملكة العربية السعودية ومصر.
السعودية ومصر
وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حرص أنقرة على الارتقاء بالعلاقات مع دول الخليج، متوقّعاً أن تشهد العلاقات مع السعودية ومصر تطورات قريباً. و قال إن العلاقات مع مصر متواصلة على مستوى الوزراء، مضيفاً أن خطوة التقارب التي اتّخذها مع أبو ظبي تاريخيّة، وقد تمّ التوصّل من خلالها إلى اتفاق مبدئيّ على استثمارات تقدّر بأحد عشر مليار دولار.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس خلال مقابلة أجرتها معه قناة "تي آر تي1" الحكومية. وقال الرئيس إردوغان: "سنعمل على الارتقاء بالعلاقات مع السعودية إلى مكانة أفضل".
وفيما يخص العلاقات مع مصر، أكد أنها متواصلة على مستوى الوزراء و"يمكن أن تحدث تطورات مختلفة للغاية في هذا الخصوص أيضاً".
محاولات فاشلة
وقرر المركزي التركي الأسبوع الماضي التدخل بشكل رسمي من أجل إنقاذ الليرة ووقف نزيفها عن طريق عمليات بيع للعملات النقدية للمساعدة في وقف الخسائر القوية التي تتعرض لها الليرة التركية. وأصدر المركزي التركي بيانًا صحفيًا رسميًا أعلن فيه ذلك وبالفعل لساعات قليلة نجح المركزي التركي في عكس اتجاه حركة الليرة التركية وتحولها للإيجابية وهبطت أدنى مستويات الـ 12.5 ليرة / دولار.
ولم تستمر فاعلية خطة المركزي التركي طويلًا حيث قام أردوغان بعدها بساعات بالتصريح بأنه سيستمر في خفض أسعار الفائدة وأن وصول التضخم إلى مستويات الـ 20% أمر يعد من السهل معالجته. ولم تستبشر الأسواق بهذه التصريحات فتباطئ معدل ارتفاع الليرة التركية.
إلا أنها تحولت للسلبية بشكل كامل مرة آخرى عندما قرر الرئيس التركي، قبول استقالة وزيرة الخزانة التركي، الذي يعد آخر متشدد في صفوف الحكومة.
هبوط وشيك
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم السبت، إنه يأمل في استقرار أسعار صرف العملات الأجنبية في فترة وجيزة. وتعهد أردوغان مجددا بخفض أسعار الفائدة بعد هبوط تاريخي في الليرة التركية بلغت خلاله مستويات متدنية على نحو قياسي.
وأضاف الرئيس التركي في كلمة للحضور في مدينة سيرت بشرق البلاد "بإذن الله سنحقق استقرار أسعار الصرف خلال فترة وجيزة". وتابع أردوغان: "أسعار الفائدة مرض يجعل الثري أكثر ثراء والفقير أكثر فقرا".
بيانات صادمة
وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن التضخم في تركيا ارتفع بأكثر من المتوقع إلى 21.31 % على أساس سنوي في نوفمبر، وهو أعلى مستوياته في ثلاث سنوات. وقال معهد الإحصاء التركي إن أسعار المستهلكين ارتفعت 3.51 %على أساس شهري، مقارنة مع توقعات استطلاعات الرأي أجرته عند 3% وتوقعات قراءة سنوية عند 20.7%.
وأظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المنتجين ارتفع 9.99% على أساس شهري في نوفمبر مسجلا زيادة سنوية 54.62 %. وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، منذ أيام قبول استقالة لطفي إلفان، آخر مسؤول داعم لتشديد السياسة النقدية في الحكومة التركية.
وعين الرئيس التركي، نور الدين النبطي وزيرًا للخزانة والمالية خلفًا للطفي إلفان، وذلك في أعقاب تهاوي الليرة وهبوطها 27% الشهر الماضي وحده. ويمثل رحيل إلفان أحدث حركة ضمن عملية الإحلال والتبديل التي يقوم بها الرئيس التركي في المناصب الاقتصادية الكبرى في تركيا، والتي شملت إقالة أردوغان على نحو مفاجئ ثلاثة محافظين للبنك المركزي في آخرين عامين ونصف العام.
قال محللون اقتصاديون إن حالة عدم الاستقرار التي تكتنف السياسات رفعت التضخم ، ودفعت الاحتياطي الرسمي من النقد الأجنبي إلى التراجع وأفقدت الليرة ثلثي قيمتها في أربع سنوات. وأكد المحللون أن تلك تحركات يُنظر إليها على أنها هزت مصداقية صنع السياسات في تركيا.
متابعة توقعات وأهم بيانات تركيا: هل ينتظر سعر صرف الليرة التركية مزيد من التدهور؟
ماذا ينتظر الذهب؟ اقرأ: 6 أسباب أثرت على أسعار الذهب بالسلب، مع توقعات الأسبوع القادم