Investing.com – بينما كان لا يفصلها عن القرار الحاسم سوى بضعة دقائق معدودات.. وكان السؤال الأبرز هو، هل تتجه إلى مستويات جديدة بعدما تجاوزت الـ 15، هل يستمر الانهيار بعد هذا القرار؟!
بيد أن قرار المركزي التركي بخفض أسعار الفائدة مرة أخرى قضى على الآمال المتبقية بشأن تماسك الليرة، ليأتي القرار متفقا مع التوقعات بخفض بواقع 100 نقطة أساس نزولا إلى 14%.
وبهذا الخفض الجديد ترتفع تخفيضات الفائدة في تركيا منذ سبتمبر الماضي إلى 500 نقطة أساس دفعة واحدة، لتنخفض الليرة من مستويات 8.3 ليرة/ دولار مطلع سبتمبر الماضي بأكثر من 88%.
لا شك أن الليرة التركية تعيش أسوء أيامها.. بعدما كانت منذ أشهر ليست بالبعيدة كانت الليرة واحدة من أقوى عملات الأسواق الناشئة، باتت الآن لا حول لها ولا قوة..
وبينما يشكل احتمال تشديد السياسة النقدية الأمريكية ضغوطا على عملات الأسواق الناشئة مثل الليرة التركية، وعقب مفاجآت الفيدرالي الأمريكي التي لا تتوقف.
يبدو أن الليرة التركية تعيش الدقائق التالية على المحك، بعد قرار المركزي التركي بشأن أسعار الفائدة التي تهدد الليرة التركية برؤية مستويات لم يكن أسوأ المتشائمين يتوقع يوما رؤيتها.
عاجل: البنك المركزي التركي يفجر قرار الفائدة
الليرة بعد القرار
وهوت الليرة عقب قرار خفض الفائدة بأكثر من 5% وصولا إلى مستويات 15.6150 ليرة / دولار لتسجل مستوى قياسي جديد وتقف على بعد خطوات من مستويات الـ 16.
بينما قفز الذهب إلى مستويات الـ 900 ليرة/ جرام بارتفاعات تخطت الـ 7% حيث يتهافت عليه المستثمرين تحوطا من الانهيار العنيف الذي تشهده عملة البلاد.
الليرة قبل القرار
ونزلت الليرة التركية قبل القرار إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق متجاوزة الـ 15 ليرة / دولار، لتصل إلى مستويات 15.2880 ليرة /دولار بتراجع يقترب من 3%.
ومنذ بداية العام ارتفع الدولار مقابل الليرة من مستويات 7.4 ليرة / دولار وصولا إلى المستويات الحالية بزيادة تتجاوز الـ 100%.
وفي المقابل زاد الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق وصولا إلى مستويات 877.853 ليرة / جرام بزيادة تقترب من 5% بمكاسب تجاوزت الـ 40 ليرة خلال تلك اللحظات.
ويقترب الذهب من الارتفاع في حدود 100% منذ بداية العام حيث زاد من مستويات 454 ليرة/ جرام مطلع العام الجاري وصولا إلى المستويات القياسية الحالية.
توقعات
وأظهر استطلاع رويترز أنه على الرغم من ارتفاع التضخم متجاوزا 21% ما زال من المتوقع أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة الأساسي مئة نقطة أساس إلى 14 % في اجتماعه لوضع السياسات في وقت لاحق يوم الخميس.
ومن بينما من المتوقع تخفيض البنك المركزي التركي لمعدل الفائدة بـ 100 نقطة أساس وصولًا لـ 14% وفق متوسط توقعات 22 محلل أجرت عليهم بلومبرج استقصاءًا للرأي.
وقال الاقتصادي التركي جولديم أتاباي من اسطنبول أناليتيكس "هناك تجربة جارية وأردوغان هو من يقود هذه التجربة، أسعار الفائدة ستخفض قدر الإمكان".
وخفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي 400 نقطة أساس إلى 15 % منذ سبتمبر تنفيذا لخطة أردوغان التي تعطي الأولوية للصادرات والإقراض على الرغم من انتقادات اقتصاديين ومشرعين معارضين لهذه السياسة باعتبارها متهورة.
وقال البنك المركزي، الذي يستهدف معدل تضخم خمسة بالمئة، إن ضغط التضخم مؤقت وضروري لزيادة النمو الاقتصادي وتحقيق التوازن في ميزان المعاملات الجارية.
وتأثرت الليرة كذلك بقرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) يوم الأربعاء إنهاء برنامج شراء السندات التحفيزي في مارس وتوقعه رفع الفائدة الأمريكية ثلاث مرات في العام المقبل.
عاجل: الليرة التركية على بعد خطوة من مستويات الـ 15.. هل يتوقف الهبوط؟
تدخل لم يمنع الانهيار
ورغم تدخلات المركزي التركي مباشرة في أسواق الصرف، إلا أنها باءت جميعها بالفشل في ظل إصرار المسؤولين الأتراك على المضي قدما في سياسة خفض الفائدة.
وقرر البنك المركزي التركي التدخل في أسواق الصرف مرة أخرى منذ أعلن عن قرار التدخل المباشر لمنع انهيار الليرة.
وأعلن البنك المركزي التركي تدخله المباشر في سعر النقد الأجنبي، منذ أيام مبررًا ذلك بأنه يحاول السيطرة على تشكلات أسعار الصرف غير الصحية.
وقال المركزي التركي في بيان صحفي إنه تدخل بشكل مباشر في السوق دعمًا للاتجاه البيعي لعملات النقد الأجنبية، لمنح المزيد من القوة لليرة التركية أمام الدولار الأمريكي واليورو.
عاجل: عملات رقمية تنقذ الأتراك من انهيار الليرة
بفعل فاعل
ويبدو أن كافة المسؤولين الاتراك باتو يتبنون سياسة الرئيس أردوغان التي تدعم النموذج الاقتصادي الجديد الذي يراه الرئيس، حيث يؤكد ان بلاده في حرب اقتصادية.
وقال وزير المالية والخزانة التركي نور الدين نبطي: أقولها بكل وضوح تركيا لا تتعرض لهجوم خارجي، هناك من يقوم بالتلاعب والمضاربة من الداخل، البنك المركزي يتحرك بشكل مضاد لتحركاتهم.
وأضاف وزير المالية: "لن نتراجع عن سياسة الفائدة المنخفضة، سوف ننجح في هذا، وستكون هناك زيادة كبيرة في الأجور".
ويرى أردوغان أن الفائدة المرتفعة شيطان، وأن تركيا تخوض حرب اقتصادية جديدة حيث طالب الأتراك بالصبر على نموذجه الاقتصادي الجديد.
ودافع أردوغان عن قرار خفض الفائدة وأن تركيا ستنجح في السيطرة على التضخم المرتفع من خلال الفائدة المنخفضة، حيث تم خفض الفائدة نحو 400 نقطة أساس منذ سبتمبر.
ومؤخرًا أقال أردوغان ثلاثة من مسؤولي المركزي التركي، بينما عين وزير مالية جديد نور الدين النبطي، بدلا من لطفي إلفان آخر المعارضين لسياسة أردوغان بخفض الفائدة.