Investing.com - ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار في التعاملات الآسيوية المبكرة، اليوم الاثنين، بعد تصاعد الدعوات المطالبة باستقالة رئيسة الوزراء البريطانية "ليز تروس" بعد سلسلة من التحولات المدمرة على الميزانية "المصغرة" لحكومتها.
وصعد الجنيه الإسترليني بما يصل إلى 1.1 % بحوالي 1.13 دولار، اليوم الاثنين، بعد انخفاضه بنسبة 1.4% يوم الجمعة.
جاء الانتعاش في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار خلال التعاملات الآسيوية المبكرة بعد الدعوات المتزايدة من نواب محافظين وشخصيات أعمال لاستقالة تروس خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع سعي عدد من وزراء الحكومة لحشد الدعم للمنافسين المحتملين على القيادة.
وأعلنت تروس يوم الجمعة أن وزير الخارجية السابق جيريمي هانت سيصبح وزيرا جديدا لماليتها.
بينما أقرت ليز بأن الميزانية "المصغرة" للشهر الماضي والتي تحتوي على 45 مليار جنيه استرليني من التخفيضات الضريبية غير الممولة "ذهبت إلى أبعد من ذلك وأسرع مما كانت تتوقعه الأسواق".
استقالة بالقوة
قالت صحيفة "ديلي ميل" إن أعضاء بالبرلمان البريطاني سيحاولون الإطاحة برئيسة الوزراء ليز تراس هذا الأسبوع على الرغم من تحذير داوننج ستريت من أن ذلك قد يؤدي إلى إجراء انتخابات عامة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تكشف النقاب عنها أن أكثر من 100 عضو في البرلمان ينتمون إلى حزب المحافظين الحاكم مستعدون لتقديم رسائل بسحب الثقة من تراس إلى جراهام برادي رئيس لجنة حزب المحافظين التي تنظم انتخابات القيادة.
وقال التقرير إن النواب سيحثون برادي على إبلاغ تراس أن "وقتها انتهى" أو تغيير قواعد الحزب للسماح بالتصويت الفوري للثقة في قيادتها.
ماذا حدث للاسترليني؟
لكن الجنيه الاسترليني لا يزال منخفضًا بنحو 17%هذا العام، وحذر المحللون من أن سندات الحكومة البريطانية لا تزال معرضة للخطر بعد أن أنهى بنك إنجلترا يوم الجمعة برنامج شراء السندات، والذي كان يعمل على دعم السوق ودعم الجنيه.
كما خفض بنك Goldman Sachs يوم الأحد توقعاته للنمو الاقتصادي في المملكة المتحدة، وحذر من أنه يتوقع الآن ركود أكثر قوة.
توقعات
قال منصور محي الدين، كبير الاقتصاديين في بنك سنغافورة: "هناك توقع بأنه إذا تم إبعاد تروس، فسوف يكون ذلك بداية نهاية الأزمة في ظل هذه الكارثة المالية، وستكون الحكومة الجديدة قادرة على طمأنة الأسواق والجمهور".
لكنه أضاف: "أن انتهاء مشتريات بنك إنجلترا من الذهب يعني أنه إذا رفضت تروس الاستقالة، فإن الجنيه الاسترليني سيعكس مكاسبه".
ركود خطر
خفض محللو بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) من التوقعات الاقتصادية لبريطانيا بعد أن أقالت رئيس الوزراء ليز تروس كواسي كوارتنج من منصب وزير المالية.
وقال تقرير البنك: "مع تراجع زخم النمو الأضعف، والظروف المالية الأكثر تشددًا، وزيادة ضريبة الشركات اعتبارًا من أبريل المقبل، فإن الرؤية باتت أكثر تشاؤمًا للاقتصاد البريطاني".
وأضاف: "وبناءً على ما سبق فإننا نخفض توقعاتنا للنمو في المملكة المتحدة بشكل أكبر، ونتوقع الآن ركوداً أكثر خطورة".
وعدل بنك جولدمان ساكس توقعاته للناتج الاقتصادي في المملكة المتحدة لعام 2023 إلى انكماش بنسبة 1٪ من توقع سابق لهبوط الإنتاج بنسبة 0.4٪.
بينما توقع جولدمان ساكس التضخم الأساسي عند 3.1٪ في نهاية عام 2023، انخفاضًا من 3.3٪ سابقًا.
ماذا عن بنك إنجلترا؟
يرى محللو بنك جولدمان ساكس الآن أن تشديد بنك إنجلترا للسياسة النقدية بقوة أصبح أقل احتمالاً.
وتابع محللو جولدمان ساكس أن مسؤولي بنك إنجلترا يتطلّعون إلى زيادات بمعدل 75 نقطة أساس في كل من نوفمبر وديسمبر - بينما تقديراتهم السابقة كانت تُشير إلى 100 نقطة - على أن يلي ذلك زيادة بمقدار 50 نقطة أساس في فبراير و 25 نقطة أساس في مارس ومايو.
وأضاف محللو البنك أن المسؤولين في بنك إنجلترا قاموا بتخفيض توقعاتهم بشأن سعر الفائدة النهائي إلى 4.75% من 5%.
بينما استجابت رئيسة الوزراء للتأثير السلبي لميزانيتها "المصغرة" على الأسواق المالية، فتراجعت عن بعض خطط حكومتها في هذا الإطار، بما في ذلك إلغاء أعلى معدل لضريبة الدخل، ووقف الزيادة المخطط لها لضريبة الشركات.
عاجل: مكافأة لص بـ 50 مليون دولار
وعد هانت لا يكفي
أقر وزير الخزانة البريطاني الجديد، جيريمي هانت، بأن حكومة بلاده ارتكبت أخطاء عندما أعلنت في الشهر الماضي عن تخفيضات ضريبية دون توفير مصادر للتمويل. وقال إنه يجب الآن اتخاذ قرارات اقتصادية صعبة للغاية للخروج من الأزمة.
ووعد باستعادة الثقة في الاقتصاد ووضع سياسات مالية واضحة لتفادي أسابيع من الاضطرابات في السوق انعكست على الأوضاع السياسية داخل البلاد وأضرت بالحزب الحاكم وشعبيته.
وأيد هانت استراتيجية رئيسة الوزراء ليز تراس في إعطاء الأولوية للنمو، لكنه قال إن لا مفر من زيادة ضريبية في بعض النواحي. ووعد في الوقت نفسه بمساعدة العائلات والشركات المتعثرة خلال المحنة الحالية على حد وصفه.