Investing.com - قالت الحكومة الأرجنتينية، أمس الخميس، إن صندوق النقد الدولي طلب خفض قيمة عملة البلاد "البيزو" بنسبة "100%"، قبل أن يتفق الجانبان على خفض بنسبة 18% فقط في وقت سابق من هذا الأسبوع.
اقرأ أيضًا: توقعات هامة من الفيدرالي الأمريكي تكشف عن مسارات الفائدة
جاءت هذه التصريحات على لسان وزير الاقتصاد "سيرجيو ماسا"، وكررتها المتحدثة باسم الحكومة، أمس الخميس.
وتعكس مطالب صندوق النقد الضغوط المتزايدة على اقتصاد البلاد والعملة الأرجنتينية، حيث تراجع البيزو إلى 350 للدولار الواحد يوم الإثنين، في حين يتداول في السوق الموازي بالقرب من مستوى 800 للدولار.
اقرأ أيضًا: شركة عقارات عملاقة تعلن إفلاسها رسميًا.. وعدوى الانهيار قد تنتشر
ضغوط لتعويم العملة
ووسط محادثات لتسريع الحزمة التمويلية من صندوق النقد الدولي البالغة 44 مليار دولار، كانت هناك ضغوطًا من الصندوق للسماح لسعر الصرف الرسمي بالانخفاض لسد الفجوة مع أسعار السوق الموازية، والتي يُنظر إليها على أنها انعكاس حقيقي لقيمة العملة. ما يعني خفض البيزو بنسبة 50% أو بقول آخر: "زيادة قيمة الدولار أمام العملة الأرجنتينية بنسبة 100%".
وقال "ماسا"، وهو المرشح الرئاسي عن الائتلاف الحاكم، في وقت متأخر من يوم الأربعاء: "الاتفاق الذي توصلنا إليه، والذي سيعني أنه في الأسبوع المقبل سيكون لدينا ما يقرب من 8 مليارات دولار في صورة مدفوعات، ينص على خفض يقترب من 20% في قيمة العملة".
ومن المتوقع أن يجتمع مجلس إدارة صندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل للتصديق على المراجعات الأخيرة للبرنامج التمويلي الأرجنتيني، والذي يسمح بالمدفوعات التي تحتاجها البلاد للوفاء بالتزاماتها.
أثار التضخم الذي يزيد عن 113٪ الغضب في البلاد وسط أزمة في تأمين تكاليف المعيشة، مما أدى إلى نتيجة مفاجئة في الانتخابات التمهيدية الأسبوع الماضي حيث احتل الليبرالي الراديكالي خافيير ميلي المركز الأول. فيما ستجرى الانتخابات العامة في تشرين الأول/أكتوبر القادم.
اقرأ أيضًا: صدور بيانات التضخم الأوروبية.. الذهب يحافظ على مكاسبه واليورو مستقر
إلغاء العملة المحلية
وفي الوقت نفسه، يقترح ميلي إنهاء العمل بالعملة المحلية بصورة نهائية. حيث قال إن على الدولة تبني الدولار الأميركي رسمياً للقضاء على التضخم الذي وصل لخانة المئات.
إذا فاز ميلي بالرئاسة في أكتوبر القادم ونفذ تعهده، ستصبح الأرجنتين أكبر اقتصاد يتجه للدولرة في العالم. وفقاً لصندوق النقد الدولي، يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للأرجنتين نحو خمسة أضعاف نظيره الإكوادوري، الذي يُعد الأكبر بين سبعة دول ذات سيادة تبنّت الدولار.
وقالت ديانا موندينو، وهي عالمة اقتصاد وأستاذة مالية مترشحة لعضوية الكونغرس تحت راية ميلي: "الدولرة تحدث بالفعل. حيث إن الأرجنتينيون يدخرون بالدولار ويرفعون حجم معاملاتهم بالدولار".
تبنى ميلي علانية خطة للدولرة تقدم بها إميليو أوكامبو، وهو سليل عائلة أرجنتينية شهيرة حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية بوث للأعمال بجامعة شيكاغو، وعمل مصرفياً في بنك "سالومون براذرز" (Salomon Brothers) الاستثماري في نيويورك خلال التسعينيات.