FXNEWSTODAY - وسط مخاوف من تفاقم ركود الاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة، بسبب تباطؤ وتعثر الأنشطة الاقتصادية فى الصين، لكن بعد "التوقف المتشدد" الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أصبح يمثل التهديد الأكبر فى معظم أنحاء العالم.
لمح الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي إلى وجود زيادة إضافية فى أسعار الفائدة الأمريكية قبل نهاية هذا العام، مع تقليص التخفيضات المتوقعة سابقًا فى أسعار الفائدة خلال عامي 2024 و2025 نقطة أساس.
وعليه بات واضحاً أن أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة يرجح أن تبقي مرتفعة فى ضوء تراجع خطر الركود الاقتصادي و التضخم الذي يظهر علامات أنه باق لفترة طويلة.
وهذا الأمر يبدو أنه غير مرحب بيه فى أسواق المال العالمية، والتي كانت تنتظر وجود تخفيضات مبكرة فى أسعار الفائدة الأمريكية بداية من أواخر العام الجاري.
بدأ التجار والمستثمرون إلى حد ما فى استيعاب أن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية قد يظل ثابتاً عند مستواه الحالي عند 5.50% وهو الأعلى خلال 22 عاماً، إلى النصف الثاني من العام المقبل على الأقل.
ومجلس الاحتياطي الفيدرالي المتشدد سوف يجبر دول كثيرة فى أنحاء العالم "نامية ومتوسطة الدخل" على تأجيل خططها لخفض أسعار الفائدة، حتى لو كان ذلك سوف يؤدي إلى كبح النمو الاقتصادي.
وذلك لأن خفض أسعار الفائدة مبكرًا فى تلك الدول سوف يؤدي إلى إطلاق موجة تدفقات خارجة لرأس المال من شأنها أن تزعزع الاستقرار المالي.
قوة الدولار الأمريكي
قرارات الاحتياطي الفيدرالي تؤثر بأشكال مختلفة على الدول النامية ومتوسطة الدخل، ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية يزيد من جاذبية الاستثمارات بالدولار الأمريكي.
فيسحب ذلك الأموال من أسواق تلك الدول ويتسبب بانخفاض قيم عملاتها، كما يعقد هذا الوضع الضغوط التضخمية ويزيد من صعوبة سداد السندات المقومة بالدولار الأمريكي.
الاقتصادات الناشئة
تظهر البيانات الأخيرة لصندوق النقد الدولي أن الاقتصادات الناشئة والنامية تنمو الآن بمعدلات تمكن مقارنتها بنظيراتها في الاقتصادات المتقدمة.
وكانت الاقتصادات الناشئة تتفوق على الاقتصادات المتقدمة بشكل واضح خلال أغلب الفترات منذ بداية القرن الحالي، لكن الوضع تقارب بسبب أسعار الفائدة المرتفعة لكبرى البنوك المركزية العالمية.
وتلك الدول أمام معضلة كبيرة حاليًا فبعد أن كانت مصدر جذب قوي للاستثمارات المالية قبل فترة أسعار الفائدة العالمية المرتفعة، أصبحت تبذل جهودًا مضاعفة سواء للاحتفاظ بالاستثمارات القائمة أو جذب أي رؤوس أموال جديدة.
التباطؤ الصيني
تباطؤ الأنشطة الاقتصادية فى الصين يؤدي دون شك إلى ضغوط سلبية على عدد ليس بالقليل من الاقتصادات، خاصة تلك الناشئة فى آسيا، والتي تواجه دولها بالفعل الآن طلباً ضعيفاً على صادراتها.
يتسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني في تداعيات على المستوى الدولي، حيث يتسارع خروج المستثمرون الأجانب من الأسهم القيادية الصينية منذ أشهر، وقد لعب ذلك دوراً في أطول فترة مسجلة من التدفقات الخارجة من الأسهم الصينية.
الصين نفسها هي إحدى الدول المتأثرة بشدة بأسعار الفائدة الأمريكية المرتفعة، حيث يدافع بنك الشعب الصيني بقوة عن اليوان على نحو متزايد، إذ يطرح البنك الدولار للبيع بغرض دعم اليوان ويحذر من أنه سيفرض عقوبات على المضاربين.
التهديد الأكبر
قال العضو المنتدب في مجموعة الأسواق الناشئة بشركة تي سي دبليو غروب "دايفيد لوفينغر": من حيث مسألة ما هو التهديد الأكبر للاقتصاد العالمي؟إن الجواب يقيناً هو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فرغم القلق من تباطؤ الاقتصاد الصيني غير أنه ليس بضخامة ما كان عليه فى 2008 و 2020.