Investing.com - من المتوقع أن تفقد السندات بالليرة التركية جاذبيتها في الأشهر الستة المقبلة على الأقل، وفقًا لكريستيان دي كليمنتي، مدير إدارة ديون الأسواق الناشئة في "أليانس بيرنستين" (AllianceBernstein)، وذلك بسبب التضخم المرتفع وتدهور العملة.
يأتي ذلك بالتزامن مع تخفيض الحكومة توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي للبلاد عام 2025، معلنة أنها ستضطر لتقديم تنازلات مؤقتة على مستوى النمو لكبح التضخم. حيث خفضت الحكومة توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2024 من 4.5% إلى 4%. ولا يزال هذا أعلى بكثير من التوقعات البالغة 3% التي ظهرت في استطلاع أجرته "بلومبرغ" لنحو 26 اقتصادياً. كما تم تخفيض توقعات النمو لهذا العام إلى 3.5% مقارنة بالتوقعات السابقة البالغة 4%.
وفي عرض للبرنامج في أنقرة، أوضح وزير المالية محمد شيمشك أن التأثيرات السلبية المحتملة على النمو نتيجة سياسات كبح التضخم ستكون مؤقتة، مؤكداً أن الأولوية الآن هي خفض التضخم إلى ما دون 10% والحفاظ عليها عند هذا النطاق.
تقلبات وشيكة
أوضح دي كليمنتي أن شركته لم تضف الكثير من سندات الليرة عبر منصاتها للدخل الثابت، نظرًا للتوقعات بتقلبات في تركيا خلال الربعين القادمين، وسط مخاوف من انخفاض أسعار الفائدة والتيسير النقدي المبكر الذي قد يُضعف العملة.
ورغم انخفاض التضخم في تركيا إلى 52% سنويًا في أغسطس نتيجة ارتفاع تكاليف الاقتراض إلى 50%، ما أضعف الطلب، إلا أن هذا الرقم لا يزال بعيدًا عن الهدف الرسمي للبنك المركزي. كما أن الليرة تراجعت بأكثر من 13% هذا العام، مما يجعلها من أسوأ العملات أداءً خارج أميركا اللاتينية.
وأشار دي كليمنتي إلى أن "أليانس بيرنستين" تداولت السندات التركية بشكل انتقائي هذا العام، مضيفًا أن التضخم سيستمر في التراجع حتى نهاية العام، ولكن البنك المركزي لن يحقق هدفه المتمثل في خفض التضخم إلى 38%. ويعتقد معظم الاقتصاديين أن التضخم سيكون أقرب إلى 42%.
بالنسبة لتوقعات التضخم، يرى دي كليمنتي أن النسبة قد تتراوح بين 45% و49% مع إمكانية خفض أسعار الفائدة في الربع الأول من 2025، وإن كان من الممكن تأجيل هذا إلى الربع الثاني.
- اقرأ ايضًا: الذهـب يحوم قرب أعلى مستوى في أسبوع قبل بيانات التوظيف الأمريكية
- اقرأ أيضًا: ترقب شديد لأهم بيانات توظيف على الإطلاق.. قد تؤدي لخفض الفائدة بـ 50 نقطة!
تراجع كير متوقع لليرة
من ناحية العملة، يتوقع دي كليمنتي تراجعًا أكبر في قيمة الليرة خلال الأشهر الستة المقبلة، مما قد يوفر فرصة للاستثمار في أصول البلاد بحلول الربع الثاني من العام المقبل. ورغم دخول استثمارات أجنبية بقيمة 12 مليار دولار للسندات التركية هذا العام، إلا أن التقلبات الحادة تشير إلى تردد المستثمرين تجاه الاستثمارات طويلة الأجل.
واختتم دي كليمنتي بالقول إن الفريق الاقتصادي في تركيا حقق تقدمًا كبيرًا نحو أهداف التضخم، لكن التحديات الأكبر لا تزال قادمة.
يأتي ذلك بالتزامن مع تراجع الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، حيث تسجل مستوى 34.04 ليرة للدولار الواحد، متراجعة بنسبة 0.2% خلال اليوم. فيما وصل اليورو إلى مستوى 37.76 ليرة لليورو الواحد، مرتفعًا أمام العملة التركية بحوالي 0.1%.
من ناحية أخرى، سجل غرام الذهب في تركيا حوالي 2752 ليرة، مرتفعًا بنسبة 0.16% خلال اليوم.