Investing.com - واصلت الليرة التركية تراجعاتها الملحوظة خلال هذه اللحظات من تعاملات يوم الاثنين، حيث يأتي ذلك بعد الكشف عن تقرير هام من المصرف الاستثماري الأمريكي مورغان ستانلي بشأن الوضع الاقتصادي في البلاد.
أصدر بنك مورجان ستانلي (NYSE:MS) تقريرًا يتوقع تأخيرًا في تعافي هوامش البنوك التركية، مشيرًا إلى الضغوط الاقتصادية الكلية واللوائح المتشددة.
تأتي هذه التحليلات بينما يتوقع البنك الاستثماري أن يركز البنك المركزي التركي (CBRT) على خفض التضخم من خلال اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، مما سيؤثر على أداء القطاع المصرفي في المدى القريب.
كان البنك المركزي التركي قد مدد فترة توقفه عن رفع أسعار الفائدة للشهر السابع على التوالي، وتبنى موقفاً أكثر تشدداً بشأن التضخم، مما دفع التوقعات بخفض الفائدة إلى العام المقبل.
قررت لجنة السياسة النقدية برئاسة المحافظ فاتح كاراهان الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي (سعر إعادة الشراء لأسبوع واحد) عند 50% يوم الخميس الماضي، بما يتماشى مع معظم التوقعات. وكان صانعو السياسة النقدية قد أبدوا تراجعاً في لهجتهم الشهر الماضي، مما دفع المحللين للاعتقاد بأن خفض الفائدة قد يكون وشيكاً، لكن بيان الخميس عكس هذا التوجه.
وفي غضون ذلك، تتراجع الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، حيث تسجل مستوى 34.30 ليرة للدولار الواحد، منخفضة بنسبة 0.8% خلال اليوم. فيما وصل اليورو إلى مستوى 37.16 ليرة لليورو الواحد.
من ناحية أخرى، سجل غرام الذهب في تركيا حوالي 3007 ليرة، مرتفعًا بنسبة 0.34% خلال اليوم.
تخفيضات متوقعة في أسعار الفائدة في 2025
يتوقع تقرير مورجان ستانلي، الذي قادته الاقتصاديّتان هاندي كوتشوك وندا إقبال أحمد، أن يبدأ البنك المركزي التركي سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة اعتبارًا من يناير 2025. يشير التقرير إلى تخفيض بمقدار 250 نقطة أساس في أسعار الفائدة بحلول مارس، مع توقع المزيد من التخفيضات خلال العام، ليصل السعر إلى 35% بحلول منتصف 2025.
كما يتوقع الاقتصاديون أن تؤدي إجراءات البنك المركزي للحد من التضخم إلى دعم الليرة التركية، مع توقع سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية (USD/TRY) ليصل إلى 45 بحلول نهاية 2025.
هوامش البنوك تتأثر بارتفاع تكاليف التمويل
رغم التوقعات بتحسن البيئة الاقتصادية الكلية في المستقبل، يحذر مورجان ستانلي من أن البنوك التركية ستواجه تحديات مستمرة على المدى القصير.
من المتوقع أن تؤثر تكاليف التمويل المرتفعة والقيود المفروضة على نمو الائتمان على الربحية حتى عام 2025. وأشار التقرير إلى أن التحسن في هوامش البنوك قد تأجل، حيث تم تخفيض توقعات صافي الدخل لعامي 2025-2026 بنحو 19%.
وهوامش البنوك المشار إليها هي الفرق بين تكاليف التمويل التي تتحملها البنوك والإيرادات التي تحققها من تقديم القروض والخدمات المالية الأخرى.
توقعات التضخم والعملة في تركيا
بالإضافة إلى تحليله للقطاع المصرفي، يتوقع مورجان ستانلي أن يظل التضخم خطرًا رئيسيًا. حيث يتوقع البنك أن يصل معدل التضخم في تركيا إلى 43.5% في عام 2024، مع التأكيد على أن الطلب المحلي القوي والتوترات الجيوسياسية قد تشكل تحديات لتحقيق خفض مستهدف للتضخم.
على الرغم من هذه المخاطر، يعرب التقرير عن تفاؤل حذر بتحسن تدريجي في أسعار الفائدة الحقيقية، مع توقع استقرار معدلات الفائدة المعدلة حسب التضخم عند حوالي 3% بحلول نهاية 2025.