FXNEWSTODAY - تراجع الين الياباني في السوق الآسيوية يوم الخميس مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، ليعمّق خسائره لليوم الرابع على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً أدنى مستوى له في أربعة أشهر، بسبب استمرار زخم التجارة المرتبطة بفوز "دونالد ترامب" في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
كما يضغط على العملة اليابانية تزايد الشكوك حول قيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل، بالإضافة إلى الصعود المستمر في العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.
نظرة سعرية
سعر صرف الين الياباني اليوم: ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.45% إلى 156.13¥، وهو الأعلى منذ 23 يوليو الماضي، بعد أن افتتحت تعاملات اليوم عند 155.46¥، وسجل أدنى مستوى عند 155.34¥.
أنهى الين الياباني تعاملات الأربعاء منخفضًا بحوالي 0.6% مقابل الدولار الأمريكي، في ثالث خسارة يومية على التوالي، نتيجة الصعود المستمر في العوائد طويلة الأجل في الولايات المتحدة.
تجارة ترامب
منذ فوز المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأسبوع الماضي، تشهد أسواق المال العالمية موجة من التغيرات الحادة والتحركات الواسعة فيما يعرف بـ "تجارة ترامب". تعكس هذه الظاهرة حالة التفاؤل الكبيرة لدى المؤسسات ومستثمري التجزئة بشأن السياسات الاقتصادية التي سيتبناها ترامب في الولايات المتحدة.
من المتوقع أن تؤدي السياسات الاقتصادية المتشددة التي قد تتبناها إدارة ترامب، مثل فرض تعريفات جمركية أعلى وتشديد سياسات الهجرة، إلى زيادة الضغوط التضخمية على المدى الطويل.
قد تساهم هذه التدابير في رفع تكاليف الواردات وتعزيز الأجور، مما يدفع التضخم إلى مستويات أعلى في الولايات المتحدة، مما قد يضطر مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة النظر في استراتيجيته الخاصة بتخفيف السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة، وهو ما يعزز التوقعات داخل الأسواق حول فترة أطول من أسعار الفائدة المرتفعة.
الفائدة اليابانية
فاجأ رئيس الوزراء الياباني الجديد "شيجيرو إيشيبا" الأسواق الشهر الماضي بقوله إن الاقتصاد غير مستعد لمزيد من رفع أسعار الفائدة، رغم أنه خفف من حدة رسالته لاحقًا بقوله إنه لن يتدخل في سياسة بنك اليابان.
أدت تلك التعليقات إلى تزايد الشكوك حول قيام البنك المركزي الياباني برفع أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر القادم، بانتظار المزيد من الأدلة حول مستويات النمو والتضخم والأجور في البلاد.
أظهر ملخص آراء بنك اليابان لاجتماع أكتوبر الماضي، والذي صدر هذا الأسبوع، انقسام صانعي السياسة النقدية اليابانية بشأن موعد رفع أسعار الفائدة، وأشاروا إلى أن تحركات الين في سوق الصرف ستظل مفتاحًا لتوقيت رفع أسعار الفائدة اليابانية مرة أخرى.
عائد السندات الأمريكية
ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الخميس بنحو 0.7%، ليوسع مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي، مسجلاً أعلى مستوى في أربعة أشهر ونصف عند 4.483%، مما يعزز فرص الاستثمار في الدولار الأمريكي.
تضع بيانات التضخم الهادئة الصادرة يوم الأربعاء في الولايات المتحدة مجلس الاحتياطي الفيدرالي على المسار الصحيح لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
عقب تلك البيانات، ووفقًا لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "CME"، ارتفع تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر من 60% إلى 83%، وارتفع تسعير احتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير من 40% إلى 17%.
ينتظر المستثمرون اليوم صدور بيانات أسعار المنتجين في الولايات المتحدة لشهر أكتوبر، بالإضافة إلى تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول"، وذلك لإعادة تسعير تلك الاحتمالات.
اتساع الفجوة الحالية في عوائد السندات طويلة الأجل بين اليابان والولايات المتحدة يقلل من جاذبية العائدات اليابانية كهدف استثماري للمشترين على المكشوف وتمويل الصفقات، مما يضغط سلبًا على سعر صرف الين الياباني.
توقعات حول أداء الين الياباني
قال كبير استراتيجيي الاستثمار في ساكسو "تشارو تشانانا": "من المرجح أن يتحول التركيز مرة أخرى إلى التضخم وسياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الجزء الأخير من هذا الأسبوع، ولكن ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تفكيك صفقات ترامب فلا يزال يتعين علينا أن نرى."
نتوقع في موقع "أف اكس نيوز تودي" أنه إذا جاءت بيانات أسعار المنتجين وتعليقات جيروم باول أكثر تشددًا مما هو متوقع، سيواصل الدولار الأمريكي تحقيق المزيد من المكاسب خاصة مقابل الين الياباني.