بغداد، 8 ديسمبر/كانون أول (إفي): بينما كان مجلس رئاسة الجمهورية العراقية يعقد اليوم الثلاثاء اجتماعا مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبعثة الأمم المتحدة لتحديد موعد نهائي لاجراء الانتخابات التشريعية، شهدت بغداد خمسة انفجارات أسفرت عن مقتل 101 شخصا وإصابة 183 أخرون ليضيف هذا البلد المنكوب يوما داميا أخر لسجلات أيامه التي حفلت بمئات الآلاف من القتلى والجرحى منذ تعرضع للغزو عام 2003.
وكانت بغداد على موعد اليوم مع أربع انفجارات بسيارت ملغمة انفجرت على التعاقب في مناطق متعددة منها اسفرت عن مقتل 86 شخصا في حصيلة جديدة ما زالت مرشحة للزيادة بسبب إصابة اكثر من 160 شخصا بينهم اصابات خطيرة.
كانت المصادر الأمنية قد أفادت ان الانفجار الاول وقع بالقرب من وزارة الداخلية في الباب الشرقي وسط بغداد، بينما حدث الانفجار الثاني عند وزارة العمل والشئون الاجتماعية والجامعة المستنصرية في شارع فلسطين شرقي بغداد.
في حين انفجرت السيارة الثالثة عند معهد الفنون الجميلة ومقر محكمة الكرخ السابق مقابل متنزه الزوراء في حي المنصور غربي بغداد، كما انفجرت سيارة رابعة (لم يكن قد أعلن عنها في البداية) بقرب وزارة المالية في سوق الشورجة (وهو المكان الجديد للوزارة بعد استهداف مقرها القديم بانفجار في اغسطس/آب الماضي).
وارتفعت اعمدة الدخان بأماكن الانفجارات، واحترقت سيارات مدنية كما لحقت اضرار كبيرة في عدد من المباني القريبة خصوصا معهد الفنون الجميلة.
وفي حادث آخر انفجرت سيارة ملغمة يقودها انتحاري في منطقة الدورة جنوبي بغداد مما أدى لمقتل 15 شخصا بينهما ثلاثة من عناصر الشرطة، بينما أصيب 23 بينهم عدد من طلبة المعهد التقني الذي وقع بقربه الانفجار اثناء مرور دورية للشرطة العراقية.
وبالرغم من الحديث عن نجاح العمليات الأمنية التي تقودها القوات العراقية بالتعاون مع قوات التحالف الدولي في دحر الإرهابيين، والبدء في عمليات إضفاء الديمقراطية على المجتمع العراقي بإجراء عدد من الانتخابات التشريعية والبلدية، وانسحاب القوات الدولية خارج المدن تمهيدا لانسحابها النهائي من البلاد.. بالرغم من كل هذا لم تكف التفجيرات عن حصد أرواح المئات من الأبرياء.
جدير بالذكر أن شاحنتين ملغمتين يقودهما انتحاريان انفجرتا يوم الأحد 25 أكتوبر/تشرين أول الماضي أمام مباني مجلس محافظة بغداد ووزارة العدل في منطقة الصالحية وسط بغداد، مما أدى إلى مقتل 155 شخصا وإصابة 500 آخرين بجروح، فضلا عن تدمير المبنيين واحتراق عشرات السيارات المدنية.
كما لقي أكثر من 90 شخصا حتفهم وأصيب نحو ألف آخرين في 19 أغسطس/آب الماضي عندما تم استهداف وزارتي الخارجية والمالية بشاحنتين مفخختين، أو ما سمي بتفجيرات الأربعاء الدامي. كما تسبب الحادث في اندلاع أزمة سياسية بين العراق وسوريا، بعد أن اتهمت بغداد دمشق بالسماح بتسلل الإرهابيين إلى أراضيها عبر الحدود.
ويأتي هذا في الوقت الذي حدد فيه مجلس الرئاسة السادس من مارس/آذار المقبل موعدا للانتخابات البرمانية المقبلة. (إفي)