Investing.com - عاد سعر الدولار للارتفاع مرة أخرى أمام الجنيه المصري بنهاية تعاملات، اليوم الأربعاء، وذلك بعدما شهد السعر تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم أمس الثلاثاء، حيث تتحرك العملة الأمريكية بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
تأتي هذه التقلبات السعرية في أسعار الصرف في مصر في ظل ارتفاع الطلب على الدولار، تزامناً مع اقتراب حصول مصر على الشريحة الرابعة من قرض صندوق النقد الدولي، الذي يتطلب مرونة في سعر الصرف.
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قد أشار نهاية الشهر الماضي إلى احتمال تحرك السعر في حدود 5% صعوداً أو هبوطاً حسب الطلب على الدولار، واصفاً ذلك بالوضع الطبيعي.
استمتع بقوة أدوات تحليل الأسهم مع InvestingPro الآن باللغة العربية على هاتفك! استغل العرض الخاص والخصم المميز لتحديد القيمة العادلة وتحليل تقارير الأرباح وفرص الشراء والبيع بكل سهولة على iOS وأندرويد. اضغط هنا لتستغل الخصومات المتاحة لفترة محدودة جدًا والتي تصل إلى 55%!
ضغوط السوق
بلغ إجمالي التعاملات في سوق الإنتربنك المصري حوالي مليار دولار خلال الأسبوع الأول من ديسمبر. وأفاد مصرفيون بأن حجم التعاملات اليومية ارتفع إلى ما بين 300 و400 مليون دولار في بعض الأيام، مقارنة بـ100 إلى 150 مليون دولار في الأسبوع السابق. ويرجع ذلك جزئياً إلى قيام المستثمرين الأجانب بتحويل أرباحهم من الاستثمار في أدوات الدين المحلية، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
على الجانب الآخر، شهدت البنوك زيادة في حركة بيع الدولار من العملاء الذين استغلوا الارتفاع الكبير في سعره لتحقيق مكاسب.
أوضح المحللون أن الانخفاض الأخير في قيمة الجنيه يعود إلى ارتفاع الطلب على العملة الأميركية نتيجة لعوامل موسمية. وأشار محمد أبو باشا، كبير الاقتصاديين في "إي إف جي القابضة"، إلى أن نهاية العام شهدت زيادة طلب المستثمرين الأجانب على الدولار لجني أرباحهم، بالتوازي مع ارتفاع طلبات الاستيراد. كما أضاف أن الانخفاض في إيرادات قناة السويس—المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في مصر—فاقم الأزمة، حيث انخفضت الإيرادات بأكثر من 6 مليارات دولار خلال ثمانية أشهر بسبب الأوضاع الإقليمية المتوترة.
رغم التراجع الحالي، استبعد أبو باشا انخفاضاً كبيراً في قيمة الجنيه خلال الفترة المقبلة، متوقعاً تحسناً طفيفاً في يناير مع بدء دورة جديدة لاستثمارات الأجانب في أدوات الدين، على أن يتبع ذلك خفض متوقع في أسعار الفائدة عام 2025.
تخارج استثمارات وأثر قطاع الأعمال
فيما تحدثت آية زهير، رئيسة البحوث في "زيلا كابيتال"، عن دور تجديد تعاقدات الشركات مع الشركاء الأجانب في زيادة الطلب على الدولار، إضافة إلى استعداد الشركات، خاصة في قطاع الأغذية والمشروبات، لشهر رمضان ببناء مخزوناتها.
وأكدت زهير أن مراجعة صندوق النقد الدولي تشكل عاملاً إضافياً يضغط على سعر الصرف. هذه المراجعة، وهي الرابعة ضمن برنامج قرض بقيمة 8 مليارات دولار، ستتيح للقاهرة الحصول على الشريحة الأكبر من القرض بقيمة 1.3 مليار دولار. وتركز بعثة الصندوق بشكل كبير على مرونة سعر الصرف، وهو التزام أكده البنك المركزي المصري الشهر الماضي.
الدولار اليوم أمام الجنيه المصري
سجل أعلى سعر رسمي للدولار اليوم في مصر لدى ميد بنك، حيث وصل إلى مستوى 50.67 جنيه للشراء و50.71 جنيه للبيع.
وفي بنوك أخرى مثل البنك الأهلي المصري، أكبر بنك حكومي في مصر، وصل سعر الدولار إلى 50.59 جنيهًا للشراء، وسعر البيع عند 50.69 جنيهًا.
أما أكبر بنك قطاع خاص في مصر، البنك التجاري الدولي (EGX:COMI) "CIB"، فقد سجل سعر الدولار 50.60 جنيهًا للشراء، وسعر البيع عند 50.70 جنيهًا.