يبدأ اسبوع اقتصادي جدجيد في الولايات المتحدة الامريكية اذ يتطلع المستثمكرون الى ارقام و تقارير قطاع الخدمات و المنازل الامريكي اذ من المتوقع ان تشهد الاسواق العالمية تخبط اذ لم تسنح الفرصة للمستثمرين بالتداول يوم الجمعة الماضي بعد صدور تقرير البطالة الامريكي و ذلك بسب اغلاق الاسواق لعطلة عيد الفصح حيث اشار التقرير الى استطاعة الاقتصاد الامريكي لإضافة 162 الف وظيفة خلال الشهر المنصرم.
ولكن لم يطرأ تغيير على معدلات البطالة الامريكية و بقيت عند اعلى مستويات لها منذ 26 عام عند 9.7 بالمئة اذ معدلات البطالة المرتفعة بالاضافة الى اوضاع التشديد الائتماني ستستمر بالضغط على الانشطة الاقتصادية المختلفة و لكن التحسن الكبير الذي شهه تقرير العمالة الامريكي اشار الى ان قطاع العمالة الامريكي يسير الى الاستقرار بالمحاذاة مع القطاعات الاقتصادية المختلفة و هذا سيدعم التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة الامريكية.
الانشطة الاقتصادية في الولايا المتحدة كانت تخضع تحت الضغوطات الكبيرة بسبب ارتفاع معدلات البطالة و لكن مع ذلك استطاع الاقتصاد الامريكي النمو خلال الربعين الاخيرين من العام 2009 ولكن جاءت معدلات النمو بسبب ارتفاع الاستثمارات في الولايات المتحدة بالاضافة الى ارتفاع الانشطة في قطاع الصناعة الامريكي مع بقاء معدلات الانفاق الشخصي عند مستويات متدنية بسبب ارتفاع معدلات البطالة في الاقتصاد الامريكي عند اعلى مستويات لها منذ العام 1983.
ولكن القطاعات الاقتصادية المختلفة في الاقتصاد من ضمنها الصناعة و المنازل استمرت بإظهار تقرير تفيد بأن الانشطة الاقتصادية تحاول الاستقرار خلال الفترة الماضية و لكن لا يزال قطاع المنازل يعاني بعض الشئ من تبعات الازمة المالية العالمية بالمقارنة مع القطاعات الاخرى التي استطاعت الاستقرار و النمو و لكن مع ذلك لا يمكننا ان نتجاهل التطور و التحسن في القطاع الذي ابتدأ الازمة المالية العالمية في نهاية العام 2007.
سيصدر عن الاقتصاد الامريكي تقرير مبيعات المنازل قيد الانتظار لشهر شباط حيث من المتوقع ان تشهد المبيعات تراجع بنسبة 1.0 بالمئة بالمقارنة مع القيمة السابقة و البالغة 7.6 بالمئة خلال الشهر الذي سبقه و بالتالي تشير التوقعات الى ان معدل الانكماش يتحسن في القطاع و بالتالي سيحتاج القطاع للمزيد من الوقت للتعافي كليا من الازمة المالية العالمية و التي تعد الاسوأ منذ 70 عام.
قدمت الحكومة الامريكية الدعم الكبير للقطاع و الذي خدمت الانشطة الاقتصادية المختلفة في قطاع المنازل بالاضافة الى تمديد برنامج ائتمان الضرائب للراغبين في شراء المنازل للمرة الاولى ولكن معدلات البطالة المرتفعة بالاضافة الى معدلات التشديد الائتماني و ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري لا تزال تضغط على الانشطة الاقتصادية المختلفة في القطاع و تحد من نموه.
ولكن من المتوقع ان تشهد الانشطة الاقتصادية في قطاع المنازل تحسن و نمو كبير خلال الفترة القادمة و بالاخص مع بداية النصف الثاني من العام الحالي وذلك بفعل استقرار الاوضاع في مختلف القطاعات الاقتصادية مع استمرار معدلات التحسن كما هي عليه الان و بالتالي توفير قاعدة نمو صلبة لقطاع المنازل الامريكية للإرتداد و النمو من التراجع الذي يشهده حاليا و بالتالي من المتوقع ان تشهد الانشطة الاقتصاديةنموا كبيرا مع بداية العام المقبل.
و بالحديث عن قطاع الخدمات و التي استمر بالنمو خلال الفترة السابقة, فقد استطاع القطاع الذي يعد من اهم القطاعات الاقتصادية في الولايات المتحدة الامريكية كون الاقتصاد الامريكي اقتصاد خدماتي بالدرجة الاولى و بدأنا بملاحظة نمو و تحسن في الاوضاع خلال الفترة السابقة في القطاع و كن لا تزال تلك المعدلات من النمو و التحسةن محدودة بسبب ارتفاع معدلات البطالة و اوضاع التشديد الائتماني التي تثقل كاهل الانشطة الاقتصادية المختلفة في القطاع.
و سيصدر عن معهد التزويد الصناعي تقرير الانشطة الغير صناعية (الخدمات) لشهر اذار و الذي من المتوقع ان يظهر استمرار النمو في الانشطة الاقتصادية في القطاع وصولا الى 54.0 من اصل 53.0 و التي توضح بأن القطاع لا يزال ينمو وسط اجواء الضعف الاقتصادية في الولايات المتحدة الامريكية.
و سيحتاج قطاع الخدمات للمزيد من الوقت للتعافي كليا من الازمة المالية العالمية اذ لا تزال معظم الشركات التي تعنى بالخدمات ترزح تحت ضغط هائل مع استمرار التحسن في الاقتصاد الامريكي من اسوأ ازمة مالية منذ الكساد العظيم الذي لا يزال بعيدا جدا من مستويات النمو على المدى الطويل و التي من المتوقع ان يصلها خلال العام المقبل مع استمرار التحسن في الاوضاع في الولايات المتحدة و العالم ككل.