Investing.com – بقي الدولار الأمريكي متراجعاً أمام بقية العملات الرئيسية الأخرى في تداولات الظهيرة بالتوقيت الأوروبي اليوم الجمعة، على الرغم من البيانات الاقتصادية الأمريكية الطيبة، وتزايد إحتمالات رفع الفائدة مرة أخرى خلال العام الحالي، حيث إستمر التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في الضغط على معنويات المستثمرين.
وكان الدولار قد حقق المكاسب منذ مساء الأربعاء، بعد أن أشار بنك الإحتياطي الفيدرالي (الفيد) إلى أنه من المرجح أن يتم رفع أسعار الفائدة مرة أخرى خلال العام الحالي، وأنه سيبدأ بتخفيض ميزانيته العمومية الضخمة والتي تبلغ حالياً 4.5 تريليون دولار، خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر.
كما إستفاد الدولار من البيانات الطيبة التي صدرت أمس الخميس. حيث أظهر أحد التقارير أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد تراجع الأسبوع الماضي، لكنه بقي ضمن المستويات التي تعتبر صحية، مما يؤكد حالة التفاؤل بشان صحة سوق العمل الأمريكي.
ففي تقريرها الأسبوعي المعتاد ، ذكرت وزارة العمل الامريكية أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بمطالبات للحصول على إعانات البطالة الأولية للأسبوع المنتهي في 16 أيلول/سبتمبر قد تراجع بمقدار 23 ألف شخص إلى ما مجموعه 259 ألف شخص، من 282 ألف في الأسبوع الذي سبقه، وهو الرقم الذي تم تعديله من القراءة الأولية والبالغة 284 ألفاً. وكان المحللون يتوقعون إرتفاع مطالبات تعويض البطالة بمقدار 16 الف طلب إلى ما مجموعه 300 ألف طلب.
كما أظهر تقرير أخر أن النشاط التصنيعي في منطقة فيلادلفيا قد قفز بقوة خلال الشهر الحالي، معاكساً التوقعات.
فلقد قال البنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا في التقرير الذي صدر أمس الخميس كذلك أن مؤشر نشاط القطاع التصنيعي لشهر أيلول/سبتمبر قد إرتفع إلى قراءة قدرها 23.8 نقطة هذا الشهر من 18.9 نقطة الشهر الماضي. وكان المحللون يتوقعون تراجع المؤشر إلى 17.2 نقطة.
وتشير أي قراءة فوق مستوى الصفر إلى تحسن ظروف القطاع خلال الشهر ذو العلاقة، بينما تشير القرائات ما دون الصفر إلى تدهور أوضاعه.
كما أظهر التقرير أن مؤشر ظروف الأعمال قد إرتفع هو الأخر من قراءة 33.7 نقطة الشهر الماضي إلى قراءة 45.8 نقطة هذا الشهر، بينما إرتفع مؤشر النفقات الرأسمالية من قراءة 15.10 نقطة الشهر الماضي إلى 19.20 نقطة هذا الشهر.
كما أظهر التقرير أن مؤشر الأوامر الجديدة قد إرتفع من قراءة 20.4 الشهر الماضي إلى قراءة 29.5 هذا الشهر، ولكن على العكس من ذلك، تراجع مؤشر التوظيف من قراءة 10.1 نقطة الشهر الماضي إلى 6.6 نقطة هذا الشهر.
لكن معنويات الأسواق تراجعت بعد أن قال رئيس كوريا الشمالية (كيم جونغ أون) يوم الجمعة ان بيونغ يانغ ستنظر في "أعلى مستوى من التدابير المضادة المتشددة في التاريخ" ضد الولايات المتحدة ردا على تهديد الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بتدمير البلاد.
وبعد وقت قصير، قال وزير الخارجية الكوري الشمالي (ري يونغ) أن بلاده تستطيع اجراء اختبار قنبلة هيدروجينية على نطاق غير مسبوق في المحيط الهادىء.
وكان (ترامب) قد قال فى خطابه الاول امام الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الثلاثاء "ان الولايات المتحدة لديها قوة وصبر كبيرين ولكن اذا اضطرت للدفاع عن نفسها وعن حلفائها فلن يكون امامنا خيار سوى تدمير كوريا الشمالية تماماً".
هذا وتراجعت العملة الامريكية بشكل معتدل أمام عملات الملاذ الآمن مع إنخفاض الدولار/ين بنسبة 0.39% ليسجل 112.03، والدولار/فرنك بنسبة 0.24% ليتداول عند 0.9684.
وفي مكان أخر، إرتفع اليورو/دولار بنسبة 0.67% ليتداول عند 1.1985، وتراجع الباوند/دولار بنسبة 0.08% ليتداول عند 1.3570، ويبقى على مقربة من أعلى سعر له في 15 شهراً، والذي كان قد سجله يوم الإثنين عند 1.3620.
وكانت القراءة الأولية لمؤشر مدراء المشتريات الأوروبي، والتي صدرت صباح اليوم الجمعة، قد أظهرت أن نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو قد تحسن خلال أيلول/سبتمبر، مما عزز من حالة التفاؤل بشان إقتصاد المنطقة ككل.
فلقد قالت مؤسسة أبحاث السوق (ماركيت) أن مؤشر مدراء المشتريات المركب لمنطقة اليورو والذي يقيس أداء كل من القطاع الصناعي وقطاع الخدمات، قد إرتفع خلال الشهري الحالي، مسجلاً قراءة قدرها 56.7 نقطة من قراءة قدرها 55.7 نقطة الشهر الماضي. وكان المحللون يتوقعون تراجعاً إلى مستوى 55.5 نقطة.
كما أظهرت البيانات أن مؤشر مدراء المشتريات للقطاع الصناعي لمنطقة اليورو قد إرتفع بشكل غير متوقع، مسجلاً قراءة قدرها 58.2 نقطة مقابل 57.4 نقطة الشهر الماضي. وكان المحللون يتوقعون تراجع المؤشر إلى مستوى 57.1 نقطة.
وقالت (ماركيت) كذلك أن مؤشر مدراء المشتريات لقطاع الخدمات قد إرتفع بشكل غير متوقع خلال الشهر الحالي، مسجلاً قراءة قدرها 55.6 نقطة من 54.7 نقطة الشهر الماضي. وكان المحللون يتوقعون بقاء المؤشر عند قراءة الشهر الماضي.
وكقاعدة عامة لجميع مؤشرات مدراء المشتريات بغض النظر عن الدولة والقطاع، فإن أي قراءة فوق مستوى 50.0 نقطة تشير إلى توسع نشاط القطاع (أو القطاعات) خلال الشهر ذو العلاقة، فيما تشير أي قراءة دون هذا المستوى إلى إنكماش نشاط القطاع أو القطاعات المحددة في المؤشر.
وذكر تقرير (ماركيت) تعليقاً على هذه الأرقام: "لقد أنهى إقتصاد منطقة اليورو الربع الثالث من العام بشكل قوي، مع وصول نمو الأعمال إلى أعلى مستوياته منذ آيار/مايو، ليسجل أحد أفضل المستويات التي شهدناها خلال الست سنوات الأخيرة".
وأشار (كريس ويليامسون) كبير الاقتصاديين في (أي إتش إس ماركيت) إلى أن بيانات المسح تنسجم مع تحقيق نمو إقتصادي بنسبة 0.7٪ في الربع الثالث، مع ارتفاع قوة الدفع بإتجاه الوصول إلى نهاية إيجابية لهذا العام.
كما يترقب المستثمرون والمتداولون خطابين منفصلين على أجندة اليوم الجمعة، الأول لرئيس البنك المركزي الأوروبي (ماريو دراجي) والثاني لرئيسة الوزراء البريطانية (ثيريزا ماي). وكانت تقارير إخبارية قد قالت في وقت سابق هذا الأسبوع أن بيريطانيا مستعدة لدفع 20 بليون يورو مقابل مرحلة إنتقالية بينها وبين الإتحاد الأوروبي تدوم سنتين، في إطار إستمرار إجراءات الخروج من الإتحاد (البريكزيت).
كما تراجع الدولار الأمريكي أمام عملات القارة الأوقيانوسية التي تحمل ذات إسمه بنسب طفيفة، حيث إرتفع كل من الأسترالي/دولار بنسبة 0.10% ليسجل 0.7947، والنيوزيلندي/دولار بنسبة 0.31% ليتداول عند 0.7315.
وفي الوقت نفسه، تراجع الدولار/كندي بنسبة 0.23% ليتداول عند 1.2288.
وفي ظل هذه الحركات، تراجع مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.29% ليشير إلى قراءة قدرها 91.70 بحلول الساعة 5:15 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي، ليبتعد عن أعلى مستوياته في أسبوع والذي كان قد سجله يوم أمس الخميس عند 92.42.