بالنسيا، 27 أغسطس/آب (إفي): وافقت جمعية استعادة الذاكرة التاريخية في مدينة بيادوليد (شمال) اليوم على استخراج رفات مقبرتين جماعيتين بالمدينة لتحديد هوية ثمانية من عمال السكك الحديدية اعدموا خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939).
وسوف يقوم متطوعون من الجمعية السبت القادم بالتنسيق مع عالم الآثار خوليو أولمو، بعملية استخراج الرفات من المقبرتين اللاتي تم تحديد موقعهما في بلدة بيياميديانا، بمدينة بالنسيا، بحسب ما أكده رئيس الجمعية بابلو جارسيا كولميناريس، لوكالة (إفي) الإسبانية.
وتشير جميع الأدلة التاريخية إلى أن هناك ثمانية من عمال شركة السكك الحديدية "نورتي إن بنتا دي بانيوس بالنسيا" الذين اعدموا ودفنوا بشكل جماعي، وقد عثر على بقايا قمصان وأزرار تحمل شعار الشركة التي كانت موجودة آنذاك.
أما المقبرة الجماعية الثانية فلا يعرف بعد محتواها، نظرا إلى أن هذه المنطقة تم تحديد من 7 إلى 8 مقابر جماعية بها كلها ترجع إلى أوقات الحرب الأهلية التي راح ضاحيتها أكثر من مليون شخص بخلاف نزوح أكثر من مليونين آخرين.
جدير بالذكر أن ترجيح فرضية أن يكون معظم الضحايا المدفونين بالمقابر الجماعية بتلك المنطقة من عمال السكك الحديدية، يرجع لاتساع نشاط الشركة بالمنطقة، مما دفع الكثير من أهالي البلدة والبلدات المجاورة للعمل بها قبل اندلاع الحرب.
جدير بالذكر أن قاضي المحكمة الوطنية بالتسار جارثون، كان قد قرر اختصاص المحكمة الوطنية، أعلى جهة قضائية إسبانية، ببدء التحقيقات في وقائع الاختفاء التي لحقت بضحايا الحرب الأهلية الإسبانية (1936 - 1939) والحقبة الديكتاتورية في عصر فرانكو (1939 -1975) والتي تعتبر جرائم ضد الإنسانية.
جدير بالذكر أن منظمة العفو الدولية أصدرت بيانا العام الماضي فندت خلاله الحجج والذرائع التي قدمتها النيابة العامة الإسبانية لتعليق عمليات استخراج رفات الضحايا من المقابر الجماعية، من بينها إشارات إلى تعارض الإجراءات التي تسوقها النيابة، مع قانون الذاكرة التاريخية، فضلا عن رفض شرعية سقوط الجرائم بالتقادم، بموجب قانون العفو الصادر عام 1977. (إفي)