من لوك بيكر
القدس (رويترز) - عندما وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تلبية دعوة الكونجرس الأمريكي لإلقاء خطاب أمامه قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية بدا أن لهذا القرار بعض الآثار السلبية لكن مع اقتراب الموعد يبدو أن المشاكل المحتملة في تزايد.
والهدف الرئيسي للخطاب هو تحذير المشرعين الأمريكيين من مخاطر التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي والإبقاء على احتمال فرض المزيد من العقوبات على طهران على الطاولة وهو ما يحبط السياسة التي يتبعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ فترة طويلة وهي التفاوض مع الجمهورية الإسلامية.
وفي الوقت عينه كان من الصعب تجاهل الدفعة التي سيقدمها الخطاب لنتنياهو وحزبه قبل الانتخابات البرلمانية المزمعة في 17 مارس آذار المقبل خصوصا أنه سيلقيه في ساعة الذروة وسيتناول قضية حساسة.
ويسعى نتنياهو إلى الفوز بولاية رابعة في الانتخابات الوشيكة.
لكن مع تبقي بضعة أيام على الخطاب الذي يلقيه في الثالث من مارس آذار يبدو أن تحقيق أي من الهدفين سواء إجهاض الاتفاقية الإيرانية أو تعزيز موقفه في الانتخابات غير مؤكد بينما بدأت تظهر على السطح المخاوف من تأثيره على الأمد الطويل على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
وقال ايتان جيلبوا الاستاذ في جامعة بار ايلان والمتخصص في العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية "لهذا الوضع مخاطر تفوق حسناته بدرجات."
وأضاف "أنا فقط لا أستطيع أن أرى كيف يمكن لهذه الاستراتيجية أن تنجح. هذه الزيارة ستظهر عمق الصدع بين حكومته (نتنياهو) وبينه شخصيا وبين الولايات المتحدة."
وحتى إذا ألقى نتنياهو الخطاب الأقوى في حياته فإن قدرته على إخراج المفاوضات عن مسارها أو حشد أغلبية الثلثين المطلوبة في الكونجرس لفرض المزيد من العقوبات على إيران محدودة وهو ما اعترف به ضمنيا.
وقال نتنياهو في خطاب الأسبوع الماضي "هل باستطاعتي أن أضمن أن يمنع خطابي في الكونجرس توقيع اتفاقية خطرة مع ايران؟ بكل صدق لا أعرف.. لكنني أعرف أنه من واجبي المقدس كرئيس وزراء إسرائيل أن أطرح وجهة نظر إسرائيل."
وشكك مسؤولون أمريكيون يوم الأربعاء في حكم نتنياهو على الأمور واعتبروا أن استنكاره الصريح لجهود التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي أدخل الصراعات الحزبية الهدامة إلى العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل.
وعلى الجبهة الانتخابية يشير خبراء استطلاعات الرأي إلى وجود مؤشرات على ان قراره التوجه إلى الكونجرس والاصطفاف مع الجمهوريين المتشددين في وجه أوباما ربما سيضر بموقفه بين الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد على الرغم من استمرار وجود الاحتمال بأن يعزز موقعه.
وتظهر استطلاعات الرأي الحالية أن حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو يتساوى في الشعبية مع المعارضة المنتمية ليسار الوسط وتوقعت أن يفوز الجانبان بنحو 24 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.