الجزائر، 24 مارس/آذار (إفي): اختتم كريستوفر روس، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لإقليم الصحراء الغربية، في الجزائر جولته في المنطقة، مؤكدا وجود صعوبة في تقريب مواقف الأطراف المعنية بالصراع الدائر حول الصحراء، مما دفعه لتوجيه نداء من أجل "التعاون الكامل" من جانب كافة الأطراف.
وكان روث قد وصل إلى العاصمة الجزائرية الاثنين، قادما من نواكشوط، حيث لمس بنفسه وصول قضية الصحراء الغربية في الوقت الراهن إلى "طريق مسدود".
واستقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الدبلوماسي الأمريكي الثلاثاء، في ختام جولته بالمنطقة، الذي اكد أن الهدف من ورائها هو التوصل الى اتفاق "مقبول من الطرفين".
وقال المبعوث الأممي في تصريحات صحفية إن "الهدف من هذه الزيارة هو التوصل الى حل سياسي مقبول قد يؤدي الى إجراء استفتاء وفقا لما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة".
وقد كان هذا الرأي بمثابة تأكيد على الانطباع الذي كونه خلال اللقاء الذي عقده برئيس جمهورية الصحراء محمد عبد العزيز في مخيم تندوف للاجئين الصحراويين.
وأوضح "من الواضح أن المواقف ما زالت متباعدة للغاية، ولذا فإن الهدف من هذه الجولة هو طلب المساعدة" لبحث سبل التوصل الى حل للأزمة الحالية.
بيد انه أعرب عن تفاؤله وأمله في التوصل الى حل للمشكلة، بفضل توافر "النوايا الحسنة" من جانب كافة الأطراف المعنية.
وأضاف كريستوفر روث أن مجلس الامن يدعو الجزائر وجميع دول المنطقة إلى التعاون بشكل تام مع الامم المتحدة وفيما بينهم، لوضع حد للمفاوضات المتجمدة حول قضية الصحراء الغربية.
ومن جانبها، ذكرت مصادر دبلوماسية جزائرية ان الحكومة شددت للدبلوماسي الأمريكي على تأييدها لتطبيق قرارات الامم المتحدة، التي تدعو لإجراء استفتاء حول تقرير مصير الصحراء الغربية، حيث تعتبر المنظمة الدولية نزاع الصحراء الغربية مشكلة تتعلق بانهاء الاستعمار.
من ناحيته أكد محمد خداد منسق جبهة البوليساريو مع بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، أن المغرب تتحمل "وحدها وبشكل كامل" مسئولية توقف عملية السلام المتعلقة بالصحراء الغربية حاليا.
وصرح خداد لـ(إفي) بان "المغرب هي من تتراجع عن تعهداتها، وتتحدى الشرعية الدولية. المغرب هي من يضع عراقيل أمام جهود الامم المتحدة وامام روث. على مجلس الامن ان يفرض على المغرب احترام قرارات الأمم المتحدة، لان الأمر يتعلق بقضية حرب أو سلام".
ويرى خداد ان مجلس الامن لديه الصلاحيات والوسائل اللازمة للضغط على المغرب، وهذا ما فعله في نزاعات أخرى بالعالم، ومن ثم فإن مواطنيه لا يدركون "لماذا ستكون الصحراء الغربية استثناء".
وأضاف ان استمرار المحادثات مع السلطات المغربية سيتوقف على مضمون التقرير الذي سيقدمه روس في أبريل/نيسان المقبل لمجلس الامن.
إلا ان رئيس جمهورية الصحراء محمد عبد العزيز ذهب لابعد من ذلك، حيث طالب في منتدى دولي للنساء المتضامنات مع الصحراء الغربية، عقد مؤخرا بمخيمات تندوف، كلا من الأمم المتحدة ومجلس الامن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي بفرض عقوبات اقتصادية على المغرب.
يشار الى أن النزاع حول الصحراء الغربية يعود إلى عام 1975 عندما انسحبت القوات الإسبانية من الإقليم، وبعدها قامت المغرب بضم أراضيه على الرغم من معارضة جبهة البوليساريو التي تطالب بحق تقرير المصير عن طريق إجراء استفتاء شعبي، فيما تتمسك الرباط بخطة للحكم الذاتي تحت سيادتها. (إفي)