واشنطن، 14 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): قام السفير الكولومبي لدى منظمة الدول الأمريكية اويس ألفونسو أويوس بتسليم أمين عام المنظمة خوسيه ميجل إنسولثا وثيقة حول تهديدات فنزويلا الأخيرة بشن "حرب" على بلاده.
وأشار بيان نشرته السلطات الكولومبية في العاصمة الأمريكية واشنطن الجمعة إلى أن الوثيقة التي تسلمها إنسولثا تعتبر "دليلا على تهديدات فنزويلا باستخدام القوة ضد الشعب الكولومبي وإجراءات أخرى حساسة".
جدير بالذكر أن الدبلوماسي الكولومبي سلم إنسولثا الوثيقة بعد يومين من قيام زميلته لدى الأمم المتحدة كلاوديا بلوم بتقديم وثيقة مماثلة أمام المنظمة الدولية.
وأفادت حكومة الرئيس الكولومبي ألبارو أوريبي أن "هدف بوجوتا هو إعلام منظمة الدول الأمريكية وأمينها العام بهذا الأمر الشائك".
وأضاف البيان أن "كولومبيا تنتظر من السلطات الفنزويلية التوصل إلى المسئولين عن الحوادث الأخيرة التي اغتيل فيها مواطنون كولومبيون لتعاقبهم. كما تنتظر منها التعاون في محاربة تجار المخدرات والإرهابيين، فضلا عن التوقف عن التهديدات المستمرة لبوجوتا".
وكان إنسولثا قد وجه نداء الثلاثاء الماضي لحكومتي كولومبيا وفنزويلا حتى يقيما حوارا لحل بواعث التوتر بينهما.
وأكد أمين عام المنظمة في بيان أن "المشكلات العامة لابد أن يتم حلها بصورة مشتركة كما يجب حل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية".
وذكّر أيضا بالضرورة الملحة في بذل مجهود للتعاون والتكامل عند الحدود المشتركة بين البلدين.
واعتبر إنسولثا أن مجهودات أي طرف ثالث لتسهيل الحوار بين البلدين المتنازعين يعتبر "سبيلا جيدا لدفع التقارب وبحث وجهات النظر المختلفة".
وفي هذا الصدد، قال إن الاجتماع الثنائي الذي اقترحت الحكومة البرازيلية عقده في إطار ملتقى دول منطقة الأمازون في مدينة ماناوس يوم 26 من الشهر الجاري "يعتبر مبادرة مهمة قد تساعد في حل الأزمة".
كان الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز قد عاد من جديد لنبرة الحدة في الحديث عن أزمة بلاده مع كولومبيا، مطلقا تصريحات نارية الأحد الماضي دعا فيها العسكريين والمدنيين الفنزويليين للاستعداد "للحرب" أمام اعتداء متوقع قد تشنه الولايات المتحدة من الأراضي الكولومبية ضد بلاده على حد قوله.
ويشار إلى أن العلاقات بين فنزويلا وكولومبيا تمر بأسوأ لحظاتها تاركة آثارها الخطيرة على المنطقة الحدودية.
ويبرز ضمن الأسباب الرئيسية لتوتر العلاقات بين البلدين، الاتفاق العسكري الذي تم توقيعه بين بوجوتا وواشنطن ليسمح باستخدام القوات العسكرية الأمريكية لسبع قواعد كولومبية، وهو ما يعتبره شافيز "تهديدا للأمن الإقليمي".
وفي هذا الصدد، أمر الرئيس الفنزويلي في أغسطس/آب الماضي بتجميد "العلاقات مع كولومبيا" رفضا للاتفاق العسكري بين بوجوتا وواشنطن، الأمر الذي تسبب في تعطيل التجارة بين البلدين.(إفي)