ليما، 21 يوليو/تموز (إفي): قدم جيمس آنايا، مسئول شئون الشعوب الأصلية بالامم المتحدة تقريرا بشأن مقتل 34 شخصا خلال اشتباكات بين الشرطة والشعوب الأصلية في بيرو وقعت في الخامس من شهر يونيو/حزيران الماضي وطلب التحقيق في تلك الأحداث.
وأكد التقرير الذي يتألف من 15 صفحة ويشمل 50 ملاحظة أنه لا توجد أية قرائن تعضد زيادة عدد القتلى عن العدد المعلن وهو 34 شخصا أو وجود مقابر جماعية، مثلما أشارت مجموعة من الجمعيات الاهلية المعنية بشئون السكان الاصليين.
من جانب اخر وجه أنايا انتقادات للحكومة معربا عن "قلقه البالغ" من الاتهامات المستمرة التي توجهها حكومة بيرو لقادة جماعات الشعوب الاصلية مما يعرض "الحوار بين الجانبين الى الخطر".
وذكر أنايا انه الى الآن ما زال هناك "غموض" بشأن الاحداث التي وقعت بمدينة باجوا وتعارضت الاقوال بشأنها بشكل يجعلها تفتقر الى التسلسل المنطقي.
وبالمثل انتقد انايا النيابة ووزارة الداخلية في بيرو لاقتصار تحقيقاتها على الجرائم والمخالفات المحتمل قيام المواطنين من الشعوب الاصلية بها دون الالتفات الى المخالفات التي ارتكبها رجال الشرطة ومواطنون آخرون.
وأشار انايا الى الاقوال التي تعلقت بلجوء الشرطة الى "استخدام القوة بشكل مفرط"، فضلا عن موجات تعقب "سكان الشعوب الأصلية" عقب الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين، بما في ذلك اقتحام مساكنهم دون الحصول على امر قضائي.
كان أنايا قد زار البلاد في الفترة ما بين 17 الى 19 من شهر يونيو/حزيران الماضي بدعوة من الحكومة البيروانية، ونفى خلالها في مؤتمر صحفي وقوع "إبادة جماعية عرقية" بحق سكان الشعوب الاصلية، وهو ما تعارض مع المعلومات التي روجت بشأن الاشتباكات على الصعيد الدولي في ذاك الوقت.
في سياق متصل اشاد التقرير بقيام السلطات البيروانية بحذف بعض البنود التشريعية المخالفة والمثيرة للجدل والتي كانت سببا اساسيا لاندلاع الاحتجاجات، فيما انتقد استمرار الملاحقة القانونية لبعض زعماء السكان الاصليين، وبينهم الزعيم الامازوني ألبرتو بيثانجو، الذي طلب حق اللجوء السياسي الى نيكاراجوا، فيما اختفى اثنان اخران.
ويشير التقرير الى ضرورة التحقيق في القضية من خلال لجنة مستقلة بمشاركة السكان الاصليين وممثلين دوليين آخرين.
يذكر أن احداث باجوا والمنطقة المحيطة بها اندلعت مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، وأسفرت عن مقتل 24 من رجال الشرطة، و10 مدنيين آخرين، وكانت ترجع الى مطالبة السكان الاصليين بحقوقهم من الثروات الطبيعية في المنطقة الامازونية وهو ما أدى الى تفاقم الخلاف الى حد اعتبر الاكثر ضراوة خلال السنوات الاخيرة.(إفي)