تراجع مؤشرات الاسهم الأوروبية ببداية التداولات الصباحية اليوم متأثرة بتراجع اداء قطاع الخدمات الأوروبي بأسوأ من التوقعات علما أنه صاحب المساهمة الاكبر في الناتج المحلي الإجمالي بمنطقة اليورو , اما عن القطاع الصناعي فقد نما بوتيرة أفضل من التوقعات مدعومة بالارتفاع الملحوظ في الصادرات بعد أن تراجع اليورو متأثرا بتداعيات أزمة الديون السيادية بالمنطقة.
تراجعت القراءة الأولية لمؤشر مدراء المشتريات للخدمات في ألمانيا خلال حزيران لتسجل 54.6 مقارنة بالقراءة السابقة بمقدار 54.8 في حين جاءت القراءة الفعلية أسوا من التوقعات المقدرة بقيمة 54.7 , اما عن قطاع الصناعة فقد نما بمقدار 58.1 مقارنة بالتوقعات المقدرة بقيمة 58.0 في حين كانت القراءة السابقة أفضل بقيمة 58.4.
يواصل القطاع الصناعي و الخدمي نموه في ألمانيا منذ كانون الثاني الماضي فوق مستويات 50 الذي يعد الحد الفاصل للنمو و الانكماش, و لكن يلاحظ في الشهريين الماضيين تراجع في أداء القطاعين متأثرة بأزمة الديون السيادية التي شلت اداء جميع القطاعات الاقتصادية في المنطقة خاصة بعد المخاوف من انتشارها لبلدان أخرى.
سجلت القراءة الأولية لمؤشر مدراء المشتريات للخدمات في حزيران قيمة 55.4 من 54.2 للقراءة السابقة و جاء بأدنى من التوقعات لقيمة 58.0. بالنسبة للقطاع الصناعي فقد جاء المؤشر افضل من التوقعات مسجلا قيمة 55.6 بينما التوقعات بقيمة 55.3 فيما كانت القراءة السابقة بقيمة 55.8.
الأزمة المالية دفعت اليورو للانخفاض بنسبة 14% منذ بداية العام الحالي أمام الدولار الأمريكي , الأمر الذي دعم الطلب الخارجي على المنتجات ( الصادرات) بشكل ملحوظ و هذا ما كان له الأثر الواضح على دعم أداء قطاع الصناعة التي منعت مستويات النمو بمنطقة اليورو خلال الربع الأول من التراجع مسجلة 0.2%.
ارتفاع معدل البطالة بمنطقة اليورو خلال الشهر الماضي إلى 10.1% الأعلى منذ 12 عاما قلص من الانفاق الاستهلاكي لدى الأفراد, أضف لذلك فأن أداء القطاعات الاقتصادية قد تأثر أيضا بتراجع مستويات الثقة بعد كل ما سببته أزمة الديون العامة من فوضى عارمة في الأقتصاديات.
يتداول اليورو مقابل الدولار الأمريكي حاليا حول مستويات 1.2290 و سجل الأعلى عند 1.2295 و الادنى عند مستويات 1.2242 , من الناحية التقنية لامس زوج اليورو مقابل الدولار مستوى 1.2240 -تصحيح فيبوناتشي 38.2%- ليسير بحسب السيناريو الهابط , ننتظر الآن بعض الارتفاع يستهدف مستويات 1.2330 –تصحيح 23.6% فيبوناتشي الذي تحول إلى مقاومة الآن- هذا الارتفاع بتأثير إيجابية مؤشرات العزم، وعند وصول هذا المستوى فإن علينا مراقبة تصرف السعر بشكل دقيق، حيث إن الانعطاف هبوطاً يكمل بشكل مثالي نموذج الرأس والكتفين المقترح ليتجه السعر نحو مزيد من الهبوط، في إن اختراقه يعيد وتيرة الاتجاه الصاعد المكسور سابقاً.
عزيزي القارئ , بأستمرار المعطيات الراهنة من ارتفاع معدلات البطالة و انخفاض الثقة في ضوء أزمة الديون العامة في المنطقة يتوقع أن تواصل القطاعات الاقتصادية تراجعها خلال الأشهر القادمة مما سيكون له الأثر السلبي الواضح على مستويات النمو التي كافحت المنطقة كثيرا لتحقيقها في زخم الأزمة الائتمانية الماضية الأسوا منذ الكساد العظيم.