التطلعات المستقبلية بالنسبة للاقتصاد الأمريكي لا تزال مشوّشة بعض الشيء، ولكن بعض الأمل ينتاب المستثمرين بأن الاقتصاد الأمريكي سيواصل سيره نحو التعافي ضمن وتيرة أسرع من باقي الاقتصاديات الكبرى في العالم، وذلك في خضم الاضطراب الاقتصادي الذي يواجه العالم خاصة الأوروبية والأسوية .
بيانات متباينة عديدة صدرت مؤخراً عن الاقتصاد الأكبر في العالم لتعمل على تشوّش الصورة لدى المستثمرين بخصوص تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة المالية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، حيث أن هذه البيانات لم تتمكن من المحافظة على أداء إيجابي ثابت حتى الآن حتى تؤكد هذه المسألة، وبالنسبة لبيانات الأسبوع الجاري فإنها ستكون على النحو التالي :
الثلاثاء - الثالث عشر من آب / أغسطس 2012
بالنسبة للبيانات الصادرة هذا اليوم، فالبداية ستكون مع تقرير أسعار المنتجين عن شهر تموز / يوليو والذي من المتوقع أن يرتفع بشكل طفيف مقارنة بالارتفاع السابق، في حين أن مقياس التضخم أسعار المنتجين باستثناء الغذاء والطاقة قد تكون ثبتت عند الارتفاع السابق الذي بلغ 0.2% وذلك خلال الشهر نفسه، أما على الصعيد السنوي فمن المحتمل أن تكون الأسعار قد ارتفعت بنسبة 2.3% مقابل 2.6%.
وبالحديث عن هذا الموضوع يجب الإشارة بأن الاقتصاد الأمريكي يشهد ثباتاً نسبياً في معدلات التضخم، بل وقد يواجه الاقتصاد خطر الانكماش التضخمي، فهذا ما أشار له الفدرالي الأمريكي مراراً وتكراراً، حيث أن الضعف الاقتصادي أمر واضح على أنشطة الاقتصاد الأمريكي أو حتى الاقتصاد العالمي بشكل عام .
وسيصدر في نفس الوقت أيضاً تقرير مبيعات التجزئة التي من المحتمل أن ترتفع خلال تموز / يوليو وبأفضل من الانخفاض السابق، وهنا يجب الإشارة بأن ذلك لا يعني أن الاقتصاد تقدم بشكل ملحوظ، فإن الأنشطة تواصل تقدمها ولكن ضمن وتيرة بسيطة وتدريجية .
الأربعاء - الرابع عشر من آب / أغسطس 2012
سيصدر في تمام الساعة 08:30 في توقيت نيويورك تقرير أسعار المستهلكين الأمريكي الذي من المتوقع أن يرتفع بأفضل من القراءة الصفرية السابقة، واضعين بعين الاعتبار أن التقرير قد يؤكد ما سيأتي به تقرير أسعار المنتجين الذي سيصدر يوم الثلاثاء، مؤكدين على أن الولايات المتحدة لم تواجه حتى الآن مخاطر التضخم الواضح .
وستنتقل البيانات بنفس الوقت إلى قطاع الصناعة حيث سيصدر مؤشر نيويورك الصناعي الذي من المتوقع أن يظهر تباطؤاً بالأنشطة خلال شهر آب / أغسطس الجاري إلى 7.2 مقارنة بالتوسع السابق الذي بلغ 7.39 ، منوّهين بأن قطاع الصناعة الأمريكية واجه تعثراً خلال الفترة الماضية إثر ضعف مستويات الطلب عالمياً خاصة من الجانب الآسيوي .
الخميس - الخامس عشر من آب / أغسطس 2012
وبما يخص قطاع المنازل الأمريكي الذي سيصدر بياناته يوم الخميس، فسيأتي تقرير تصاريح البناء ومؤشر المنازل المبدوء إنشائها عن شهر تموز / يوليو، حيث من المتوقع أن يظهر التقريران تبايناً في أدائهما وذلك وسط ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري وتشديد الأوضاع الائتماني مما يحد من ارتفاع مستوى إنفاق المستهلكين الأمريكيين على المنازل .
وأخيراً نشير بأن يوم الخميس الجاري سيكون مسرحاً لصدور مؤشر فيلادلفيا الصناعي الذي قد يظهر أيضاً تقلص الانكماش في الأنشطة الصناعية خلال شهر آب / أغسطس الحالي، بينما من المتوقع أن تظهر المؤشرات القائدة ارتفاعاً ضئيلاً في القراءة الفعلية، وذلك مع تأثر الاقتصاد الأمريكي بالأحداث الخارجية .
ستبقى العيون متجهة على البيانات الصادرة في الساحة الأمريكية ولكن سيكون التركيز موجّه أيضاً على أوروبا وتطورات الأزمة التي أثقلت كاهل الاقتصاديات الرئيسية حول العالم بما يخص مستويات الثقة، خاصة بما يخص اسبانيا وقطاعها المصرفي، بالإضافة إلى مزادات بيع السندات الايطالية التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في العائد عليها ..