من ستيفن فاريل وسليمان الخالدي
مجدل شمس (هضبة الجولان) (رويترز) - تجمع مئات الدروز العرب، بعضهم يحمل الأعلام السورية، خارج بوابات مركز اقتراع في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل يوم الثلاثاء في محاولة لمنع سكان بلدتهم من الإدلاء بأصواتهم في انتخابات بلدية.
وفتح أفراد الشرطة الإسرائيلية الذين يرتدون الخوذات ويحملون قاذفات قنابل الغاز المسيل للدموع ممرا للناخبين خارج مركز الاقتراع في بلدة مجدل شمس. ومع استمرار المحتجين في منع الناس من الدخول أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد. ولم يصب أو يعتقل أحد.
والبلدة هي أكبر تجمع للدروز في المنطقة الجبلية التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
وردد المحتجون هتافات تقول "سوريين بحُكم الدم، أسقطنا قرار الضم" وحملوا لافتات كتب عليها "الجولان سورية مش ناقصها هوية" و"لا للانتخابات نعم للسلم الأهلي".
وداخل المبنى جلس مسؤولو الانتخابات في الغرف الخالية من الناس تقريبا وسط صناديق الاقتراع الزرقاء التي تحمل شارة إسرائيل.
وتمكن بعض الناخبين من المرور وسط الاحتجاج.
وقال رجل لدى خروجه من مركز الاقتراع وهو يحمل طفلا "من حقي أن أدلي بصوتي. أنا حر في اختيار الشخص المناسب". ورفض أن يذكر اسمه وهو يلقي نظرة على الحشد.
والدروز أقلية عربية مستقلة تعتنق أحد مذاهب الإسلام. ويقيم نحو 22 ألف درزي في الجولان المحتل.
وعرضت عليهم إسرائيل، التي تسعى لدمجهم في المجتمع بدرجة أكبر، الحصول على الجنسية لكن أغلبهم رفض. فهم في الأغلب يعتبرون أنفسهم سوريين حتى بعد أكثر من نصف قرن من العيش تحت الحكم الإسرائيلي.
وبعد اجتماع بوسط البلدة عشية الانتخابات ومسيرة ارتفعت فيها الرايات الدرزية الملونة، أصدر شيوخ الدروز قرارا بتحريم الترشح والتصويت مهددين بنبذ كل من يشارك.
وقال الشيخ خميس خنجر "كان البارحة فيه اجتماع عام، واتُخذ قرار إنه ممنوع التصويت، ممنوع هؤلاء المرشحين يطلعوا على رئاسة المجلس لأنهم ما بيمثلونا، مُقاطعين يعني كيف أنت بدك تروح لعنده... بحاجاتك، بعدين شو بيضمن لك إنهم هم بيمثلوا مصلحة البلد؟ شو؟ لأنهم هم مُقاطعين من قِبل الناس" موضحا أن الناخبين يرتكبون إثما دينيا ومجتمعيا.
ويتمتع العديد من الدروز برخاء اقتصادي على الجانب الآخر من الحدود مع سوريا التي تمزقها الحرب.
وتساءلت سحر سعيد أحمد وهي تراقب الاحتجاج الذي نظم عشية الانتخابات في ميدان بالبلدة يضم تمثالا لزعيم درزي قاتل القوات الفرنسية في عهد الاحتلال قائلة إنك عندما تكون في دولة تعطيك كل حقوقك لماذا لا تشارك في الانتخابات.
فيما قالت المحتجة نادية أبو صالح "يعني أني رفضي لأنه أنتخب بالأصل لأن أني مش إسرائيلية، أني سورية بالحقيقة يعني، بأصلي سورية. فمن ها المنطلق ما بد إني أنتخب يعني بالأصل".
وخارج مركز الاقتراع حث شيوخ الدروز الشبان على عدم مواجهة الشرطة. ومما يثير القلق أن مسألة التصويت في الانتخابات تقسم الدروز في المنطقة.
وقال مؤنس عبد الله إن إسرائيل تحاول منذ أكثر من 50 عاما زرع الفرقة باتباع أسلوب فرق تسد وهي سعيدة بالخلافات التي تظهر.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)