وصلنا لنهاية الأسبوع الذي كان مشحوناً بالتفاؤل و الآمال وسط قمة الاتحاد الأوروبي و قراراتها، و اليوم لا تزال الأسواق تخطو اتجاها مدعومة بالقرارات التي اتخذها قادة الاتحاد الأوروبي و الآمال التي شهدناها من الولايات المتحدة، حيث تخلو الأجندة الأوروبية من أية بيانات تصدر منها لتجعل حالة التذبذب سيدة الموقف في آخر الأسبوع.
تبقى إمبراطورية التفاؤل مسيطرة على الأسواق اليوم عُقب الخطة التي أفصح عنها قادة الاتحاد الأوروبي أمس و التي أظهرت جدية و قدرة قادة الاتحاد على تخطي الأزمة و احتواءها، إضافة إلى منع انتشارها للدول الأوروبية الأخرى و خاصة المتعثرة اقتصادياً و التي تُعد أكبر اقتصاديات المنطقة مثل ايطاليا و اسبانيا، التي تشكل الهاجس الأكبر الذي يخيف القادة.
قام القادة باقتراح توسيع نطاق صندوق الاستقرار المالي الأوروبي لما يقارب تريليون يورو، لضمان دعم هذه الدول المتعثرة بشكل يحميها من السقوط في نفس الفخ الذي سقطت فيه اليونان، حيث عند وقوع إحدى هذه الاقتصاديات يصعب بعد ذلك السيطرة على الأزمة أو احتواءها من الانتشار لمزيد من الدول.
لن ينفك المستثمرين اليوم عن البقاء متفائلين بعد هذه القرارات التي عبرت بشكل أو بآخر عن مطالب المستثمرين بإيجاد خطة تزيل المخاوف حول مستقبل القارة الأوروبية على الرغم من شمل الخطة تحميل القطاع الخاص جزء كبير من تعديل وضع اليونان المالي و تخفيض قيمة ديونها، حيث أعربت الخطة عن خفض قيمة السندات اليونانية ما نسبته 50%.
لن تزول سحابة التفاؤل هذه من سماء الأسواق الأوروبية و العالمية وسط شح البيانات الاقتصادية الصادرة عن القارة الأوروبية، بل عدمها سوى المؤشرات القادة التي ستصدر عن الاقتصاد السويسري، الأمر الذي يجعل الأسواق المالية عُرضة لأي عامل قد يؤثر عليها بشكل كبير، حيث بقيت التفاصيل أيضاً شاغرة إلى شهر تشرين الثاني الذي سيتم الإفصاح فيه عن التفاصيل الدقيقة للخطة
إلا أن الأجندة الأمريكية ليست فارغة، فبعد أن أضافت أمس موجة من التفاؤل للأسواق الأمريكية و العالمية بعد أن أظهرت تسارع عجلة نموها مثل ما كان متوقع خلال الربع الثالث مدعومة بمستويات الاستهلاك الشخصي، في حين أن تحسن الاقتصاد الأمريكي و نموه بشكل جيد لا يعكس سوى تحسن مسرة التعافي عالمياً مع احتلال الاقتصاد الأمريكي المركز الأول في الاقتصاديات العالمية، و تحسنه يؤثر بشكل قوي و مباشر على مسيرة التعافي.
شهدنا كيفية تأثير هذه البيانات الاقتصادية الممتازة عن الولايات المتحدة على الأسواق الأوروبية، فبعد صدور بيانات الثقة لمنطقة اليورو و التي أظهرت تراجعاً على الرغم من كونه أقل من التوقعات إلا أنع يُعد سيئاً نوعاً ما، و أن البيانات الأمريكي قد أزالت أثر هذه البيانات و انضمت لتُضيف مزيداً من التفاؤل لموجة التفاؤل التي كونتها القمة الأوروبية، حيث شهدنا اليورو يحقق مستويات قياسية أمس مدعوماً بالعوامل التي ذكرناها.
و اليوم، نحن على موعد مع بيانات الدخل الشخصي و الإنفاق الشخصي من الولايات المتحدة خلال شهر أيلول، حيث من المتوقع أن يُظهر الدخل الشخصي ارتفاعاً بنسبة 0.3% على عكس ما سجله في الشهر الذي قبله، في حين قد يسجل الإنفاق الشخصي ارتفاعاً أيضاً يصل إلى 0.6% مدعومين بالتحسن الطفيف الذي شهدته معظم قطاعات الاقتصاد في الآونة الأخيرة، و إذا تم ذلك ستُضيف مزيداً من التفاؤل للأسواق.
و لا بُد للإشارة هُنا، أنه ستشهد الأسواق موجة من إغلاق المراكز المالية اليوم بسبب أنه آخر يوم في الأسبوع و الذي يُفضل فيه المستثمرين إغلاق مراكزهم تحسباً لأية أضرار غير متوقعة قد تحصل لهم، الأمر الذي سوف يزيد من حدة التذبذب للأسواق العالمية إضافة إلى التذبذب التي ستضيفه القارة الأوروبية وسط شح بياناتها.