- Investing.com قال الدكتور نعمت أبو الصوف، المحلل الاقتصادي، إنه على الرغم من ارتفاع مبيعات المركبات الكهربائية، إلا أنه سيكون من الصعب إزاحة قطاع البتروكيماويات من معادلة الطلب، وحقيقي هناك توافق كبير على أن صناعة البتروكيماويات ستشكل حصة متزايدة من نمو الطلب على النفط الخام خلال السنوات المقبلة، فالبدائل غير متوافرة في المستقبل القريب.
وأضاف أبو الصوف، أن صناعة البتروكيماويات لها بصمة في كل مكان، بالرغم من أنها لا تلقي الاهتمام الكبير في وسائل الإعلام، فهي تستخدم في قطاع الأسمدة، الملابس، الأصباغ، البلاستيك، التعبئة، ومنتجات التنظيف، الأدوية، الإطارات، مستحضرات التجميل، فهي تدخل في كافة احتياجات الحياة الحديثة.
وأشار إلى أن إنتاج ملايين المنتجات الاستهلاكية والصناعية من مواد البتروكيماويات، يحتاج إلى كميات كبيرة من المواد الخام أي من "النفط والغاز"، موضحًا أن زيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية جاء نتيجة انتقال مئات الملايين من الناس في الأسواق الناشئة إلى الطبقة المتوسطة.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أصدرت تقرير حديث، وضع صناعات البتروكيماويات كإحدى القوى المحركة لنمو الطلب على النفط خلال العقود المقبلة، وأكد على أن تنوع وتعقيد قطاع الطاقة العالمي يعنيان أن الصناعات البتروكيماوية تحظى باهتمام أقل من القطاعات الأخرى، بالرغم من أهميتها المتزايدة.
وأوضح التقرير، أن قطاع البتروكيماويات من الممكن أن يُشكل أكثر من ثلث نمو الطلب على النفط حتى عام 2030، وما يقرب من النصف حتى عام 2050، متقدمًا على قطاعات الشحن الجوي والبحري والبري.
تعد سيارات الركاب حاليًا مصدر رئيسي للطلب على النفط، ولكن هذا الدور سوف تقل أهميته بدعم من الاقتصاد في استهلاك الوقود، بدائل الوقود، ارتفاع وسائل النقل العامة، كهربة قطاع النقل، بينما البتروكيماويات أكثر تشابكا في قطاع النقل في الحياة الحديثة، والبدائل أقل تطورا بكثير، حيث إن زيادة الطلب على المواد البتروكيماوية يعني أن شركات النفط المتكاملة وشركات النفط الوطنية بحاجة إلى استثمارات هائلة في منشآت إنتاج جديدة.
فبحسب تقرير "جلوبال داتا"، سوف تسيطر الولايات المتحدة والصين على قطاع البتروكيماويات خلال العقد المقبل، ويتوقع أن يشهد كل منهما استثمار حوالي 52 مليار دولار في منشآت جديدة للبتروكيماويات بين عامي 2017 و2026، وهذا من شأنه زيادة الطلب على النفط الخام، حتى مع عدم نمو الاستهلاك في قطاع النقل، وسوف يحدث هذا النمو حتى مع تراجع الاستهلاك في قطاع النقل، فبدءًا من عام 2017 استأثر قطاع البتروكيماويات بـ 12% من الطلب العالمي على النفط، بينما شكلت سيارات الركاب 27%.
وبالرغم من ذلك، فمن المتوقع أن يتقارب القطاعين مع الوقت، حيث تستأثر سيارات الركاب 22% وتستأثر البتروكيماويات 16% بحلول عام 2050، فمع تباطؤ نمو الطلب على البنزين، وتوقعات النمو الكبير للمنتجات الكيماوية وهوامش الأرباح المغرية، فإن شركات النفط تدعم ارتباطها مع أسواق البتروكيماويات، بحسب ما قالت وكالة الطاقة الدولية.