من ستيفاني نبيهاي
جنيف (رويترز) - قال مسؤولو إغاثة إن الأمم المتحدة تمكنت مجددا من الوصول إلى شركة مطاحن البحر الأحمر قرب ميناء الحديدة اليمني يوم الثلاثاء، مما يتيح إمكانية زيادة المساعدات الغذائية للملايين الذين يواجهون خطر الجوع بعد سنوات من الحرب المدمرة.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن تحقيق هذه الانفراجة خلال مؤتمر في جنيف لحشد المساعدات الإنسانية بهدف تجنب حدوث مجاعة في اليمن.
لكن يبدو أن المحادثات الرامية لتأمين انسحاب قوات جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران من مدينة الحديدة التي تسيطر عليها، وكذلك قوات التحالف بقيادة السعودية، قد توقفت مجددا رغم جهود الأمم المتحدة لتمهيد السبيل نحو مفاوضات أوسع نطاقا لإنهاء الصراع.
وقال دبلوماسيون غربيون إن تفقد مخازن الحبوب في الميناء تم بالفعل لكن لا يزال يتعين على الطرفين المتحاربين الاتفاق على الطريق الذي يمكن استخدامه لنقل الإمدادات من هذا الموقع إلى المحتاجين.
وقال جوتيريش إنه تم حتى الآن التعهد بمبلغ 2.6 مليار دولار لصالح اليمن من إجمالي 4.2 مليار دولار مطلوبة هذا العام في هذا البلد الذي يحتاج فيه 24 مليون نسمة، أو 80 في المئة من عدد السكان، هذه المساعدات.
ويوجد في مخازن برنامج الأغذية العالمي داخل شركة مطاحن البحر الأحمر ما يزيد على 51 ألف طن من القمح الذي لم يتسن الوصول إليه منذ ستة أشهر بسبب وقوع الشركة داخل منطقة صراع، مما جعل تلك الحبوب في خطر التعفن.
وقال ستيفن أندرسون مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في اليمن لرويترز إن فريقا تابعا للبرنامج زار مقر شركة المطاحن حيث قيم وضع الحبوب المتبقية هناك وما تلف منها.
وأضاف لرويترز خلال المؤتمر المنعقد في جنيف "توجد حبوب تكفي لعدد 3.7 مليون شخص لمدة شهر واحد. ومع الوضع في الاعتبار أن اليمن يشهد الآن أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم، فإن الناس هناك في أمس الحاجة لهذه المساعدات".
وقال إن برنامج الأغذية العالمي يصل حاليا إلى نحو عشرة ملايين يمني شهريا بمساعدات غذائية ويأمل في أن يصل إلى 12 مليونا هذا العام، لكن الأمر معقد لوجود مناطق تقع بها معارك.
وأضاف أندرسون "نركز على وجه الخصوص على 104 مناطق تتلاقى فيها مخاطر الجوع وسوء التغذية ومشكلات الصحة والمياه". وتابع قائلا إنه في 45 منطقة توجد "جيوب بها أشخاص يواجهون كارثة الجوع الشديد".
وقال جيرت كابيليري المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في منطقة الشرق الأوسط إن من بين نحو مليوني طفل يمني يعانون من سوء التغذية، يواجه 360 ألفا خطر "سوء التغذية الحاد" وهو من النوع الذي يهدد حياتهم.
وتعهدت السعودية والإمارات، اللتان تقودان حملة عسكرية ضد جماعة الحوثي التي تقاتل قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بمساعدات جديدة بقيمة 500 مليون دولار خلال مؤتمر جنيف.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)