- Investing.com خلال العشر سنوات الماضية، شهدت الاقتصادات النامية بأفريقيا نمو الائتمان بنسبة 10%، بنسبة منخفضة تتراوح ما بين 10% إلى 18%، في الوقت نفسه ارتفع إجمالي عدد سكان المنطقة بحوالي الثلث، حيث وصل عددهم إلى مليار نسمة، بحسب ما جاء في موقع "بروكينجز".
وتشير هذه الأرقام إلى عدم نمو الائتمان بالسرعة الكافية، لتأسيس بنية تحتية وخلق الفرص الكافية لدعم الزيادة الكبيرة للسكان من الشباب، حيث إن أغلب سكان القارة، خاصة الذين يعيشون في مدن ترتفع فيها أسعار السلع الأساسية من نفط وطعام، لا يستطيعون بناء الأصول أو امتلاكها.
في الوقت الحالي، لا تمتلك أفريقيا الأسواق الخاصة بالائتمان، والتي تساعد الطبقات القريبة من الفقر على بناء رأس مال، بينما استطاع ملايين الأشخاص في الاقتصادات المتقدمة من بناء ثروة عقارية على مر العقود، من خلال التمويل العقاري.
في أوغندا، التي يصل عدد سكانها 41 مليون نسمة، يوجد حوالي 5 آلاف رهن عقاري، وفي تنزاليا البالغ عدد سكانها 55 مليون نسمة، يوجد 3500 رهن عقاري، وتعني هذه الأرقام أن هناك خلل واضح بالسوق، حيث إن الأشخاص الذين لا يمتلكون أراضي، مباني لا يستفيدون من تضخم أسعار الأصول، الذي يحقق ثروة غير مكتسبة لأولئك الذين يمتلكون رأس المال، ويؤدي هذا الخلل إلى حدوث فجوة بالمجتمعات.
ومن الواضح، أن الائتمان في أفريقيا يختلف إلى حد كبير عن مناطق أخرى بالعالم، حيث تبلغ نسبة الائتمان إلى الناتج المحلي الإجمالي 18% فقط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أما في جنوب آسيا فتبلغ 37%، وفي أمريكا اللاتينية 47%.
في الوقت الحاضر، أدرك محافظو البنوك المركزية وصانعو السياسات عبر أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أن أسواق الائتمان الأكبر والأفضل أداء، من الضروري أن تصبح أولوية بالنسبة لاستراتيجيات إصلاح الأسواق المالية.
أصبح الائتمان في عالم الإدماج المالي يثير مخاوف متعلقة بمخاطر زيادة المديونية، وتبدو هذه المخاوف واقعية في بعض الدول مثل كينيا، حيث انتشرت تطبيقات مختلفة للائتمان عبر الإنترنت، واستخدام الائتمان في أنشطة غير منتجة عبر الإنترنت.
وعلى الرغم من ذلك، لا يجب أن تمثل عقبة أمام الحقيقة الواضحة بأن قارة أفريقيا تحتاج إلى مزيد من الائتمان، كي تواكب التنمية الاقتصادية النمو السكاني، حيث إن وجود أسواق الائتمان في أفريقيا، سيقدم الكثير من المزايا، فمن خلاله يمكن توفير رأس مال بشروط ميسرة، كما ستقل المخاطر، وستتمكن البنوك والمقرضين من اكتشاف أسواق جديدة.