ليسبوس (اليونان) (رويترز) - علا صوت ياسمين ابنة الاعوام الستة بالنحيب على الشاطيء. فقد ألقى الرجال الذين نقلوا أسرتها عبر مضيق بحري بين بوضروم في تركيا وهذه الجزيرة السياحية اليونانية بالفستان الذي أهدته لها جدتها في مياه البحر.
ألقى أحدهم بالكيس الذي يحتوي على الفستان في المياه بينما كانت أسرتها تعبر البحر في زورق صغير مواصلة هربها من بيتها في دير الزور بسوريا أملا في حياة جديدة آمنة في أوروبا.
تتجه الأسرة إلى ألمانيا وهذا في حد ذاته كان من أسباب انهمار دموع ياسمين. فجدتها لاجئة في ألمانيا منذ شهرين وقد أحضرت البنت الصغيرة الفستان معها لتظهر للجدة أنها حافظت عليه.
وبعد برهة يروي إيهاب (30 عاما) والد ياسمين معاناته وهو يجلس على عبارة أرسلتها السلطات اليونانية لنقل اللاجئين إلى أثينا لمواصلة رحلتهم.
كان ذلك الكيس الذي ابتلعه البحر يحتوي أيضا على صور حفل زواجه.
يقول إيهاب إنه يشعر وكأن كل ذكرياته السعيدة قد ضاعت.
وهذه الأسرة واحدة ضمن عشرات الآلاف الذين يعبرون من تركيا والشرق الأوسط إلى أوروبا متجهين شمالا عبر اليونان والبلقان إلى المجر وما وراءها.
وكثير من هؤلاء العابرين يدفعون مبالغ للمهربين لتغطية أجزاء من الرحلة لا سيما العبور المحفوف بالمخاطر من تركيا إلى اليونان.
ويقول مالك (24 عاما) من منطقة كردية في سوريا إنه اضطر إلى بيع قرطي ابنة أخيه مقابل 150 يورو لاستكمال مبلغ 2250 يورو دفعته أسرته المكونة من خمسة أفراد للفرد الواحد للمهربين من أجل العبور إلى ليبسوس.
ويقول اللاجئون إنهم يدفعون بالدولار للعبور من بوضروم في زوارق مطاطية في حين أن مقابل العبور في أحد اليخوت يسدد باليورو.
ويقول هيثم اللاجيء الهارب من القتال في دمشق إن الوصول إلى زورق المهربين تطلب رحلة ليلية بالسيارة لمدة خمس ساعات والسير لمدة ساعتين عبر غابة مظلمة مع رجال مسلحين.
ويضيف "لم يكن مسموحا لنا باستخدام أي ضوء."
والعبور من تركيا والرحلة إلى اثينا ليسا سوى البداية لياسمين والأسر الأخرى.
وتنتظر هذه الأسر رحلة مرهقة في اتجاه الشمال عبر اليونان ومقدونيا وصربيا ثم المجر والنمسا إلى ألمانيا وغيرها من الدول الصناعية.
يقول أحد المراقبين لفراس شوا السوري الذي وصل حديثا إلى شاطيء ليبسوس إن رحلة السير ستكون طويلة.
ويرد فراس "أنا مستعد للسير حتى نهاية العالم لأحقق حياة أفضل وتعليما جيدا لأولادي."