من سوزان كورنويل وريتشارد كوان وباتريشيا زنجرل
واشنطن (رويترز) - شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما عبر تويتر استهدف السفيرة الأمريكية السابقة لدى أوكرانيا بينما كانت تدلي بشهادتها يوم الجمعة في التحقيق بشأن مساءلته في الكونجرس، في تحرك قال الديمقراطيون إنه يصل إلى حد ترهيب الشاهدة.
وكانت ماري يوفانوفيتش، تشرح في اليوم الثاني من الجلسات العلنية التي يبثها التلفزيون في تحقيق المساءلة، كيف كانت تحارب الفساد في أوكرانيا وكيف أعادتها إدارة ترامب إلى واشنطن بشكل مفاجئ في وقت سابق هذا العام.
ويقول الديمقراطيون إن فصلها من منصبها كان يهدف لإفساح الطريق أمام حلفاء ترامب لكي يقنعوا أوكرانيا بفتح تحقيقات فساد بشأن المرشح الديمقراطي جو بايدن وابنه هنتر عضو مجلس إدارة شركة بوريسما الأوكرانية للطاقة.
وفي الوقت الذي كانت يوفانوفيتش تدلي فيه بشهادتها، وجه ترامب هجومه عبر تويتر في تحرك وصفه الديمقراطيون بأنه "ترهيب للشاهدة".
وقال ترامب "كل مكان ذهبت إليه ماري يوفانوفتيش انقلب حاله. بدأت مسيرتها في الصومال. كيف كان الحال هناك؟"
وفي واحدة من أكثر اللحظات المشحونة خلال جلسات التحقيق العلنية التي بدأت يوم الأربعاء، سأل آدم شيف، الديمقراطي الذي يرأس الجلسة بلجنة المخابرات في مجلس النواب، يوفانوفيتش عن رد فعلها على التغريدة، فقالت "إنها مخيفة للغاية".
وقالت "لا أعلم ما الذي كان الرئيس يحاول فعله لكن أعتقد أن الأثر المقصود هو الترهيب".
ورد شيف "أريدك أن تعلمي أيتها السفيرة أن البعض منا هنا يتعامل مع ترهيب الشهود بمنتهى الجدية".
وبعد ذلك، قال النائب الديمقراطي إريك سوالويل عضو اللجنة للصحفيين إنه يمكن دراسة اعتبار هجوم ترامب سببا منفصلا لمساءلته بتهمة عرقلة العدالة.
وأضاف "هذا دليل على مزيد من العرقلة. الترهيب والتلاعب بإفادة الشاهدة. لكن في حقيقة الأمر هذا يرجع للشعور بالذنب وإدراكه لما اقترفه... الأبرياء لا يقومون بذلك".
غير أن النائب الجمهوري جيم جوردان رفض التلميح إلى أن تغريدات ترامب تنطوي على ترهيب للشاهدة.
وقال "الشاهدة في طور الإدلاء بشهادتها. لم تكن لتعلم شيئا عن هذا الاقتباس لو لم يقرأ السيد شيف التغريدة".
والجلسة أمام لجنة المخابرات بمجلس النواب جزء من تحقيق مساءلة يقوده الديمقراطيون ويهدد رئاسة ترامب حتى وهو يسعى لإعادة انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني 2020.
وفُصلت يوفانوفيتش من منصبها في مايو أيار بعد أن تعرضت لهجوم من رودي جولياني محامي ترامب الشخصي في وقت كان يعمل فيه على إقناع أوكرانيا بفتح تحقيقين يصبان في مصلحة الرئيس الجمهوري سياسيا.
كان جولياني يحاول الضغط من أجل بدء تحقيقات أوكرانية في نظرية مؤامرة تم دحضها لكن تبناها عدد من حلفاء ترامب وتفيد بأن أوكرانيا هي التي تدخلت في الانتخابات الأمريكية عام 2016 وليس روسيا.
وقالت يوفانوفيتش خلال الجلسة "لا أفهم دوافع السيد جولياني وراء مهاجمتي، ولا أستطيع أن أبدي رأيا بشأن إن كان يصدق المزاعم التي نشرها عني".
ويركز التحقيق على مكالمة هاتفية بتاريخ 25 يوليو تموز طلب فيها ترامب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فتح التحقيقات.
ويحقق الديمقراطيون فيما إذا كان ترامب أساء استغلال سلطات منصبه بحجب مساعدات أمنية لأوكرانيا بقيمة 391 مليون دولار للضغط عليها لإجراء التحقيقات. وقُدمت الأموال لكييف في وقت لاحق. كان الكونجرس قد أقر المبلغ لمساعدة أوكرانيا على محاربة الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في الجزء الشرقي من البلاد.
وينفي ترامب ارتكاب أي مخالفة.
وقالت يوفانوفيتش إن عزلها من منصبها قوض السلك الدبلوماسي.
وقالت "لم تكن لدي أي أجندة سوى تحقيق أهدافنا المعلنة للسياسة الخارجية. ما زلت أجد من الصعب تصديق أن مصالح أجنبية وشخصية استطاعت تقويض المصالح الأمريكية بهذه الطريقة".
وقال شيف إن يوفانوفيتش عُزلت من منصبها لأنها "اعتبُرت عقبة في طريق أجندة الرئيس الشخصية والسياسية. ولهذا السبب تم تشويهها ونبذها".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)