من دان وليامز وستيفن فاريل
القدس (رويترز) - يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع يوم الاثنين وهم يشعرون بأنهم مروا بتلك الأحداث من قبل بعد أن حاولوا مرتين وفشلوا خلال السنة الأخيرة في كسر الجمود السياسي الذي أصاب البلاد.
* لماذا تتكرر الانتخابات؟
في أواخر 2018 كانت كل الشواهد تشير إلى أن بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني في إسرائيل بلغ ذروة النفوذ.
فقد كان نتنياهو، أبرز الشخصيات السياسية من أبناء جيله، على وشك أن يصبح صاحب أطول فترة في شغل منصب رئيس وزراء إسرائيل.
لكنه كان يتمتع بأغلبية حرجة تتمثل في مقعد واحد بالبرلمان ولجأ إلى الدعوة لانتخابات مبكرة في التاسع من أبريل نيسان 2019.
كان السبب المباشر الذي ساقه في الدعوة للانتخابات هو ضعف الائتلاف الحاكم بعد استقالة وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان.
وكان ليبرمان الأكثر تشددا حتى من نتنياهو نفسه قد استقال متهما رئيس الوزراء بالتساهل مع المتشددين الفلسطينيين في غزة.
غير أن كثيرين من الإسرائيليين يرون إنها كانت حيلة من نتنياهو لكسب تفويض شعبي جديد يدرأ به خطر المدعين الذين كانوا في المراحل الأخيرة من صياغة قائمة اتهامات بحقه من بينها الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وتقول تلك النظرية إن بوسع نتنياهو فور إعادة انتخابه أن يقول إن توجيه الاتهام له ليس في الصالح العام. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات ويتهم خصومه باضطهاده.
* كيف ساءت الأمور؟
إذا كانت تلك هي خطته فقد أتت بنتائج عكسية. فلم يسبق قط أن فاز حزب إسرائيلي بمفرده بأغلبية مطلقة في البرلمان. وفشل نتنياهو في الفوز بعدد كاف من المقاعد.
كافح نتيناهو لأسابيع محاولا تشكيل حكومة. ثم أطلق شرارة الانتخابات الجديدة بدلا من إتاحة الفرصة لغريمه الرئيسي قائد القوات المسلحة السابق بيني جانتس لكي يحاول تشكيل الحكومة.
* ما الذي حدث في الانتخابات رقم 2؟
فشل نتنياهو مرة أخرى في تحقيق النتيجة المرجوة. وانتهت الانتخابات بتعادل حزب ليكود وحزب أزرق أبيض بزعامة جانتس.
وأتاح ذلك لليبرمان الفرصة لكي يكون صاحب القول الفصل في ترجيح أي من الطرفين. غير أن ليبرمان استند إلى خلافات في السياسات مع الرجلين وتجنب بذلك ترجيح كفة أي منهما.
وبعد شهور من الأخذ والرد فشل فيها نتنياهو وجانتس في الفوز بتأييد كاف كانت النتيجة انتخابات جديدة تشهدها إسرائيل غدا الاثنين الأمر الذي أثار استياء الناخبين الإسرائيليين المرهقين.
هل الأمر مختلف هذه المرة؟
نعم ثمة اختلافات. فمنذ الانتخابات السابقة وجه الادعاء اتهامات جنائية رسمية إلى نتنياهو. وأصبحت مقاضاته الآن واقعا ملموسا لا مجرد احتمال. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في 17 مارس آذار الجاري بعد أسبوعين فحسب من الانتخابات.
كذلك خاض الناخبون الانتخابات في المرتين السابقتين وهم لا يعلمون تفاصيل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
ونشرت الخطة في يناير كانون الثاني واتضح أنها تمنح إسرائيل اعترافا أمريكيا بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وثارت ثائرة الفلسطينيين وقالوا إنها تمنح إسرائيل الأرض التي يريدون إقامة دولتهم المستقبلية عليها. وتعهد نتنياهو بضم المستوطنات بعد الانتخابات.
* هل بوسع نتنياهو الفوز هذه المرة؟
نعم. لكنه سيحتاج لكسب تأييد أحزاب أخرى إذا كان له أن يشكل حكومة ائتلافية تتمتع بما لا يقل عن 61 مقعدا في البرلمان الذي يبلغ عدد مقاعده 120 مقعدا.
وستدفع جلسات المحاكمة الخصوم للمطالبة باستقالة نتنياهو حتى قبل صدور الحكم. ومن المرجح ألا يصدر الحكم قبل أشهر كما أن عملية الاستئناف قد تستغرق سنوات.
* هل يمكن أن يخسر نتنياهو ويفوز جانتس؟
أظهرت استطلاعات الرأي أن حزبي ليكود وأزرق أبيض متعادلان وإن كان حزب نتنياهو قد حقق تقدما طفيفا في المراحل الأخيرة من حملة الدعاية الانتخابية.
ونتنياهو وجه مألوف. غير أن جانتس لديه مشاكل هو الآخر. ودون زيادة غير متوقعة في أصوات الناخبين من تيار الوسط سيتعين عليه الاستعانة ببعض اليمينيين والنواب الذين يمثلون الأقلية العربية في إسرائيل وهذان الطرفان على طرفي نقيض في الساحة السياسي الإسرائيلي.
* هل من الممكن إجراء انتخابات للمرة الرابعة؟
نعم، إذا أدت انتخابات يوم الاثنين لإطالة أمد الجمود السياسي. غير أن بعض ساسة إسرائيل يرون أن ذلك غير مقبول. فبخلاف عدم الاستقرار السياسي سيعني ذلك استمرار حالة الشلل على المستوى المالي في إسرائيل في ظل حكومة تصريف أعمال.
وربما يؤدي ذلك إلى انشقاق بعض شركاء حزب ليكود السابقين وانضمامهم إلى ائتلاف بقيادة جانتس.
* ما مدى إمكانية تشكيل حكومة "وحدة وطنية"؟
يود كثيرون من الإسرائيليين أن يتحد نتنياهو وجانتس ويضعان نهاية لخلافاتهما. غير أن جانتس يقول إنه لن يتحالف مع نتنياهو الآن بعد توجيه الاتهام رسميا له.
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)