Investing.com - يفصلنا شهر وأيام معدودة عن بداية الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، ويهلع المستثمرون الآن حول السباق الرئاسي، وما قد يعنيه لأسواق متقلبة خلال الأسابيع المقبلة.
بيد أن التقلب غير ناجم عن الخوف من الناتج، فهي نتائج محدودة، إما الاستعداد لفوز الديموقراطيين، أو مدة رئاسية ثانية للرئيس دونالد ترامب.
ولكن هناك خوف يلوح في الأسواق حول التالي: نتائج الانتخابات الأمريكية لن تحسم في 3 نوفمبر، وعلاوة على هذا، إذا حسمت الانتخابات وفاز بايدن، لن يكون انتقال السلطة سلسًا.
قال براد مكميلان، كبير مكتب كومونويلث فايننشال نتورك يوم الأربعاء: "هناك خوف حقيقي في السوق، ومن جوانب عدة."
كتب: "الخوف الحقيقي هو انتخابات متنازع عليها، تؤدي لاضطراب، واندلاع أعمال عنف. لو وصلنا لتلك النقطة، ستختبر الأسواق ضربة قوية."
وفي تصريحات من آرت هوجان، رئيس استراتيجية الأسواق في ناشونال سيكورتيز، لماركيت ووتش، عن إجابة لأسئلة تقلبات الأسواق: "هناك سؤال وحيد الآن." "كيف تؤثر الانتخابات على السوق والاقتصاد."
يوم الأربعاء الماضي، ضاعف ترامب من مخاوف وول ستريت، بعد اقتراحه بأنه ربما يرفض تسليم السلطة لبايدن سلميًا إذا خسر في الانتخابات. "سنرى ما سيحدث،" هذا ما قاله ترامب للمراسلين عندما سألوع يوم الأربعاء عمّا إذا كان سيقبل الانتقال السلمي للسلطة.
ويزعم ترامب، مرات ومرات إلى أن وضع تويتر إشارات تضليل على بعض تغريداته، بأن الاقتراع بالبريد، ربما يقلل من مصداقية النتائج النهائية. وأصبح التصويت بالبريد الآن مسألة جوهرية في ظل السعي المستمر لوقف انتشار فيروس كورونا.
"الرئيس رقم 45، يحث الولايات -على ما يبدو- للابتعاد عن فكرة التصويت بالبريد، والتحرك للتصويت بشخوصهم لصناديق الاقتراع." ويصرح ترامب: "التصويت بالبريد خارج نطاق السيطرة."
يقول بريان ليفيت، من إنفيسكو: "يسألني المستثمرون عمّا إذا كان يتعين عليهم الخروج من السوق قبل الانتخابات."
ولكنه ليفيت يرجو من المستثمرين تجنب الرغبة الحامية في التقاط أرباحهم قبل الانتخابات. رغم الخوف من التقلبات الرهيبة في نبض السوق. وتلك الرغبة على وجه التحديد ربما تخرج عن نطاق السيطرة باعتبار شهر سبتمبر أسوأ شهور العام لسوق الأسهم، وأكتوبر، ثاني أسوأ شهر.
هناك خوف آخر غير الانتخابات
يعجز الديموقراطيون والجمهوريون عن تقديم تسويات لتمرير حزمة تحفيز جديدة، لمواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا، وسط عدم وضوح من جانب الفيدرالي حيال ما يمكن فعله لتهدئة مخاوف الأسواق. وفوق هذا وذاك، تظل الأسواق في رعب من أنها تمتعت بقوة أكبر مما كان ينبغي أن تتمتع عقب أسوأ ركود اقتصادي، ووباء عالمي، بما يدفع الجميع للبيع المحموم، خلال التوتر الحالي.
خرج الدببة من السوق، ومنذ المغادرة قاد الثيران إس آند بي 500 لارتفاع نسبته 45%. لكن الآن، يكافح المؤشر العام كيلا يقع في منطقة تصحيح، وعادة نعرف الوقوع في منطقة تصحيح من سقوط يتجاوز 10% من آخر ذروة سعرية.
دخل ناسداك في منطقة تصحيح بداية الشهر الجاري، مع صعوده 55% من منخفضات مارس السعرية، وتقدم داو جونز بنسبة 44%.
ومع اقتراب نوفمبر، والخوف من التقلب المتولد من الانتخابات، يطالب المتداولون التفاعليون من عملائهم زيادة أموال الرهان بالروافع على الأوراق المالية.
ومع ارتفاع نشاط التداول بعقود الخيارات، يزيد التقلب الدال على أن السوق بانتظاره حالة عنيفة قبل نوفمبر 2020.
فرصة حاسمة
يقول استراتيجي عقود المشتقات، تشارلي مكإليجوت إن المتداولين يرون انتخابات 2020 كفرصة لا تتاح إلا مرة واحدة لكل جيل، وهي الضربة المبهرة، أو القاضية بالنسبة لسوق المشتقات.
ويعني هذا أن من لديهم شهية مخاطرة قوية، سيدخل السوق، ويبيع ما اشتراه بعد الانتخابات (ديسمبر ويناير)، وربما يكون بيع لربح غير مسبوق، أو خسارة مذهلة، فهذه مقامرة بحتة.
ويضيف بأن التداول مع اقتراب الانتخابات الرئاسية يصف مكإليجوت: "حال مرت العاصفة من السوق، وتحول الركام إلى نجوم لامعة، يستفيد كثر، ولكن لو تحول الركام إلى هباء منثور مع بداية الفوضى، لن يستفيد أحد." ولا يعرف أحد ما سيحدث.
إذن، ما هي السيناريوهات المحتملة، وفق ماركيت ووتش عن دي جي بيترسون، رئيس لونج فيو جلوبال أدفيسورز:
-
تأخر نتائج الانتخابات لأكثر من 48 ساعة (أو 72 ساعة على الأكثر).
-
زعم ترامب أن نتائج التصويت، أو النتائج النهائية المعلنة مزورة.
-
تحول اليسار واليمين إلى المكاتب الانتخابية، وتدخل الشرطة لفض الاشتباك.
-
جماعات اليمين واليسار تحول ساحات واشنطن لحرب شوارع
-
ترامب يطلب من الجيش التدخل لحماية البيت الأبيض
-
استخدام القوة العسكرية سيظهر أنه لحماية ترامب، وأن الجيش أصبح منخرطًا في العملية السياسية.
يرى بيترسون أن ما ذكر بالأعلى هو "عوامل المخاطرة المبدئية،" وربما نعود لتكرار مشهد 2000.
لم تحسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2000 إلا بحلول منتصف ديسمبر، مع بداية معركة إعادة عد الأصوات في فلوريدا، والتي كان عملية مضنية.
وبعد عشرين عام من هذه الانتخابات ربما تكون الولايات المتحدة بصدد سيناريو مشابه، حول وضع الكونجرس، والبيت الأبيض.
ويرى هوجان بأنه لا داعي لمغادرة السوق، ولكن وضع استراتيجية مناسبة ومتوازنة، يبيع فيها المستثمر أكبر الرابحين، كأكبر أسهم التكنولوجيا، ويعيد التمركز في قطاعات متضررة مثل المصارف، أو القطاعات الدورية.
ويرى هوجان أيضًا بأن الانتخابات نفسها محرك على مدى قصير لمتوسط، ولكن يظل الوباء والعلاجات من أكبر المشكلات التي تتصدى للأسواق ومن محركاتها الرئيسية.