بقلم جيفري سميث
Investing.com – إذاً، ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
لقد كان رد فعل المستثمرين سيئاً على الأخبار الخطيرة التي ذكرت أنه قد تم إجراء اختبار كورونا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأن نتيجته كانت إيجابية. فلقد شهدت الأسواق عمليات بيع سريعة في مختلف فئات الأصول. حتى الآن، يبدو الأمر وكأنه حالة كلاسيكية لأسواق قامت بإضافة علاوة مخاطرة إلى كل شيء تقريباً، في ظل حالة من عدم اليقين. ولكن ما هي المخاطر التي يجب أن يتم تسعيرها بالضبط؟
في الوقت الحالي على الأقل، لا يوجد أي تعطيل لعمل الحكومة الأمريكية، مما يزيل أكبر وأهم عنصر من عناصر المخاطر السياسية. فلقد قال شون كونلي، طبيب البيت الأبيض أن ترامب والسيدة الأولى كانا "بخير" بعد الاختبار، وأضاف "أتوقع أن يواصل الرئيس أداء مهامه دون انقطاع أثناء فترة تعافيه."
ولكن في حال ساءت حالة ترامب، فإنه وبموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي، سيكون عليه أن يسلم السلطة التنفيذية إلى نائب الرئيس مايك بنس، على أن يستعيد زمام الأمور عندما يعود إلى صحته. ولقد حصل ذلك مع رئيسين من قبل، الأول كان رونالد ريغان والثاني جورج دبليو بوش، مرتين. وكان البيت الأبيض قد أعلن خلال الليلة الفائتة، إنه تم إجراء اختبار كورونا لنائب الرئيس بنس، لكن لم يتم الإعلان حتى الآن عن نتائج الاختبار.
ونظراً للتقدم الذي حدث في احتواء أعراض كورونا، لا سيما من خلال استخدام الستيرويد العام (ديكساميثازون)، ونظراً لأنهما سيتلقيان رعاية طبية من الدرجة الأولى، فمن غير المحتمل أن يكون ترامب وبنس عاجزين عن القيام بمهامهما، على الرغم من أن عمر ترامب ووزنه يرفعان من المخاطر التي تصاحب إصابته بالكورونا. ولكن، في حال أصبح كلاهما عاجزاً، فستنتقل السلطة التنفيذية إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، مما سيمثل خطوة واضحة جداً في المخاطر السياسية نظراً للتغيير الجذري في ترتيبات السلطة الذي سيصاحب ذلك، خصوصاً أننا أصبحنا قريبين جداً من انتخابات نوفمبر.
إلا أنه من غير الواضح فيما إذا كانت إصابة ترامب ستؤثر على الانتخابات. أكثر ما يمكن للمرء أن يقوله على وجه اليقين هو أن جدول حملته الانتخابية للأسبوع المقبل قد أصبح ملغياً، نظراً للحاجة إلى العزل الصحي لمدة أسبوع على الأقل. كما أنه من المقرر إجراء المناظرة الرئاسية الثانية بعد 5 أيام. لذلك فإما أن يقوم ترامب بالمشاركة بها عبر برنامج زووم لاجتماعات الفيديو من البيت الأبيض (وهنا، من سيتحكم في زر كتم الصوت؟) أو يذهب نائب الرئيس بنس إلى ولاية يوتا لمناقشة جو بايدن.
تشير استطلاعات الرأي حتى الآن إلى أن ترامب في طريقه لخسارة انتخابات نوفمبر. وما لم يتمكن من العودة بشكل مقنع إلى المشهد بعد الحجر الصحي بشكل أو بآخر، فإن علامات الاستفهام التي ستعلق على وضعه الصحي يمكن أن تضر بفرصه أكثر. والسؤال المطروح هنا هو ما إذا كانت الحالة الصحية السيئة ستجبر ترامب على الانسحاب، أو ما إذا كان يمكن أن يشكل ذلك ذريعة له للانسحاب والعودة إلى حياة مربحة للغاية من العمل على الهامش السياسي دون الاضطرار إلى تحمل عار هزيمة الانتخابات (وإن كان ذلك سيعني خسارة حصانته الحالية).
لقد قدم الحزب الجمهوري ترشيحه بالفعل وليس لديه آلية رسمية لسحبه لأسباب صحية أو أي أسباب أخرى. ولا توجد سابقة في تاريخ البلاد تم فيها تسمية مرشح بديل.
ولذلك، يقع على عاتق ترامب اختيار الانسحاب من المنافسة على البيت الأبيض إذا لزم الأمر. وبالنظر إلى قرب الانتخابات، سيكون بنس بالتأكيد هو الأكثر قرباً ليصبح المرشح الجديد. وقد لا يكون بنس قادراً على قيادة نفس الائتلاف الواسع من الناخبين كما يفعل ترامب، ولكن على نفس المنوال، فهو لا يواجه مقاومة من الخصوم السياسيين كتلك التي يواجهها ترامب. وبصرف النظر عن الكيفية التي ستسير بها الانتخابات الرئاسية، يبقى من الممكن أن يؤدي غياب اسم ترامب عن بطاقة الاقتراع إلى قلب بعض مقاعد مجلس الشيوخ المتنازع عليها الشهر المقبل، مما سيسمح للحزب الجمهوري بالمحافظة على أغلبيته في مجلس الشيوخ.
هنالك الكثير من الأسئلة، والقليل من الإجابات. كل ما يمكن قوله على وجه اليقين هو أنه بالنظر إلى الضغط غير العادي للمواعيد السياسية في الفترة القادمة، فإنه لن يتحتم علينا الانتظار طويلاً قبل الحصول على هذه الإجابات.