بقلم ياسين إبراهيم
Investing.com – قلصت الأسهم الأمريكية من خسائرها بعد أن تحدثت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي مرة أخرى عن احتمالات الموافقة على حزمة تحفيز جديدة. وجاء هذا التحسن في الأداء بقيادة أسهم شركات الطيران، بعد أن تطرقت بيلوسي في كلامها إلى المزيد من المساعدات للقطاع، وسط إستمرار تقدم المحادثات في الكونجرس، ولكن قابل ذلك تراجع في أسهم التكنولوجيا ليمنع السوق من التوجه نحو تحقيق المكاسب.
ونقلت وكالات الأنباء عن بيلوسي قولها إن إصابة ترامب "تُغير ديناميكيات" الخطاب حول حزمة التحفيز الجديدة، وأصرت على أن الجانبين سيجدان "أرضية مشتركة". وذكرت بلومبرج أن بيلوسي قد أعلنت في بيان أن الكونغرس سيقدم المزيد من المساعدة لشركات الطيران إما من خلال حزمة تحفيز واسعة النطاق، أو من خلال "تشريع مستقل يجمع الحزبين".
ومع دخول الجلسة إلى ساعات بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي، إنخفض مؤشر داو جونز بـ 25 نقطة فقط، أو ما يعادل 0.09٪، بعد أن وصلت خسارة المؤشر إلى 400 نقطة في وقت سابق من الجلسة. أما مؤشر إس إن بي 500 فلقد تراجع بنسبة 0.61٪، وسقط مؤشر نازداك 100 بنسبة 1.91٪.
وفي ظل ذلك، قفزت اسهم شركات الطيران، فتقدمت كل من خطوط دلتا الجوية (NYSE:DAL) وخطوط يونايتد الجوية (NASDAQ:UAL) وخطوط أميريكان الجوية (NASDAQ:AAL) بأكثر من 2٪.
وحثت بيلوسي شركات الطيران على تأجيل إلغاء عشرات الآلاف من الوظائف، وهو ما كانت هذه الشركات قد أقرته بعد أن عانى القطاع من تراجع مخيف في الطلب على السفر بسبب وباء كورونا.
وهدأت إحتمالات التوصل إلى إتفاق على جبهة التحفيز من التوتر الذي ضرب الأسواق بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب أنه هو وزوجته السيدة الأولى ميلانيا قد ثبتت إصابتهما بفايروس كورونا وأنهما سيعزلان نفسيهما.
وقال محللو شركة (ستيفل) في تقرير حول الموضوع: "نتيجة الاختبار الإيجابية للرئيس هي أيضاَ تذكير للسوق بأن الفايروس ما زال بعيداً عن أن يتم احتواءه، وأنه لا يزال يمثل أكبر خطر على الاقتصاد والتوقعات والسياسة بل والانتخابات نفسها."
وبالإضافة إلى مخاوف إصابة الرئيس وإنتشار كورونا، أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأمريكي قد أضاف 661 ألف وظيفة في القطاعات غير الزراعية في سبتمبر، في رقم أضعف من توقعات المحللين التي كانت تترقب إضافة 850 ألف وظيفة. وهذا يشير إلى إستمرار التعافي التدريجي (والبطيء) لسوق العمل في الإقتصاد الأكبر في العالم، بعد الأضرار الشديدة التي لحقت به جراء وباء كورونا.
وكان الرقم أقل بكثير من التوقعات لصافي مكاسب قدرها 850 ألف. ومع ذلك، فإن الجانب الإيجابي كان أنه قد تم تنقيح رقم شهر أغسطس برفعه بـ 118 ألف وظيفة ليصبح 1.47 مليون وظيفة.
كما انخفضت نسبة البطالة بشكل أكبر من المتوقع، ووصلت إلى 7.9٪، في هبوط واضح ومشجع من 8.4٪ في الشهر السابق. وكان المحللون يتوقعون تراجع نسبة البطالة إلى 8.2٪.
وفي تعليق لشركة جيفريز على هذه البيانات، كتب محللو الشركة في تقريرهم: "من الواضح أن نمو الرواتب يتباطأ، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه. في بداية الانتعاش، كان هناك 18 مليون شخص تم تسريحهم بشكل مؤقت والعديد من هذه الوظائف عادت بسرعة مع إعادة فتح الاقتصاد. أما اليوم، فلم يتبق سوى 4.6 مليون، في حين إرتفعت أرقام العمال الذين فقدوا وظائفهم بشكل دائم إلى 3.7 مليون. يشير هذا إلى أن الاقتصاد قد بدأ ينفذ من "الثمار المتدلية" السهلة المنال، وأنه سيكون من الصعب الحفاظ على النمو الذي شهدناه مؤخراً."
وعلى الجانب السلبي، منعت أسهم التكنولوجيا السوق من الإنتقال إلى المكاسب، حيث سقطت أسهم عمالقة التكنولوجيا الخمسة آبل (NASDAQ:AAPL)، ومايكروسوفت (NASDAQ:MSFT)، وأمازون (NASDAQ:AMZN)، وفيسبوك (NASDAQ:FB)، وجوجل (NASDAQ:GOOGL) بنسب تجاوزت الـ 2٪.
كما سقط سهم تسلا (NASDAQ:TSLA) بـ 6٪ على الرغم من أن الشركة كانت قد أعلنت عن تسليم 139,300 سيارة في الربع الثالث، وهو ما تفوق على توقعات المحللين بتسليم نحو 137 ألف.
أما بيليتون (NASDAQ:PTON) فلقد إرتفع سهمها بنسبة 1٪ بعد الإعلان عن تضاعف عدد مشتركيها خلال الربع الثاني إلى أكثر من مليون مشترك.