بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تتحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم الجمعة بالارتفاع، مع الحفاظ على النغمة الإيجابية التي سيطرت مؤخراً، وقبل إصدار تقرير الوظائف الشهري المؤثر.
فعند الساعة 7:05 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (12:05 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر {{8873|داو جونز}} بـ 110 نقاط أو ما يعادل 0.4٪، وتقدمت العقود الآجلة لمؤشر {{8839|إس إن بي 500}} بـ 11 نقاط أو ما يعادل 0.3٪. أما العقود الآجلة لمؤشر {{8874|نازداك 100}} فلقد ارتفعت بنسبة 0.4٪، أو 46 نقطة.
ومع قرب افتتاح الجلسة، تبدو المؤشرات الرئيسية في طريقها لتسجيل أسبوع إيجابي آخر، حيث وجدت الأسهم الدعم في التقدم السريع نحو نشر اللقاحات على مستوى العالم، وكذلك من خلال التحسن الواضح في فرص الحصول على حزمة التحفيز التي طال انتظارها.
وذكر بانك أوف أمريكا (NYSE:BAC)، نقلاً عن بيانات مؤسسة أبحاث تمويل المحافظ الاستثمارية الناشئةEPFR ، إنه قد تم ضخ 115 بليون دولار من الأموال إلى صناديق الاستثمار بالأسهم في الأسابيع الأربعة الماضية، وهو رقم قياسي تاريخي. ومن بين هذه الأموال، جاء 9.7 بليون دولار خلال فترة الـ 7 أيام المنتهية في 2 ديسمبر.
ويتصدر الأجندة الاقتصادية لليوم، بدون منازع، تقرير وزارة العمل الأمريكية، أو تقرير {{ecl-227||الوظائف}} الشهري، والذي سيصدر في موعده المعتاد اليوم الجمعة عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي. ومن المتوقع أن يظهر التقرير إضافة 469 ألف وظيفة، مقارنة بـ 638 ألفاً في اكتوبر، وانخفاضاً آخر في معدل {{ecl-300||البطالة}} إلى 4.3٪، من 4.5٪ في الشهر السابق.
وكانت أحدث البيانات المرتبطة بسوق العمل قد صدرت يوم أمس الخميس، وأظهرت أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد تراجع بشكل أكبر بكثير من المتوقع، وأنخفض لأول مرة في أخر 3 أسابيع، ليثير هذا التراجع التفاؤل بما يمكن أن يخبرنا به التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية.
ففي تقريره الأسبوعي المعتاد، ذكر مكتب إحصاءات العمل الامريكي أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على {{ecl-294||مطالبات البطالة الأولية}} للأسبوع الماضي، قد أنخفض إلى 712 ألف شخص، وهو ما جاء أفضل بكثير من التوقعات التي كانت تترقب تراجع المطالبات بشكل أقل حدة، إلى 775 ألفاً، من رقم الأسبوع الماضي والبالغ 787 ألفاً، والذي تم تعديله في تقرير اليوم، من القراءة الأولية البالغة 778 ألاف مطالبة.
كما ذكر التقرير كذلك أن {{ecl-522||المطالبات المستمرة}}، والتي يتم احتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد سقطت بأكثر من المتوقع كذلك إلى 5.520 مليون مطالبة، من 6.09 مليون الأسبوع الماضي.
وعلى جبهة التحفيز، بدأ الاقتراح الذي تقدمت به مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء مجلس النواب الأمريكيين من الحزبين يوم الثلاثاء، بقيمة 908 بليون دولار، في الحصول على الزخم ببطء، باعتباره نقطة انطلاق للجمهوريين والديمقراطيين لإقرار حزمة كاملة من إجراءات التحفيز. وأمام الطرفين أسبوع واحد قبل، للتوصل إلى أتفاق مالي بخصوص الإنفاق الفيدرالي، حتى يتم تجنب إغلاق الحكومة عند انتهاء قانون الإنفاق الحالي في 11 ديسمبر. وكان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قد قال إن الحزمة قد أصبحت "في متناول اليد".
أما على جبهة الوباء، فلقد سجلت أرقام الوفيات اليومية المرتبطة بفايروس كورونا في البلاد، رقماً قياسياً ليوم الثاني على التوالي، عندما بلغت 2,879 وفاة يوم أمس الخميس. وكانت الأغلبية الساحقة من الوفيات في فئة المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً. وفي حديث مع قناة CNN قال الرئيس المنتخب جو بايدن أنه سيطلب من الأمريكيين ارتداء الكمامات خلال الأيام الـ 100 الأولى من رئاسته، وأضاف أنه سيطلب من الدكتور أنتوني فاوتشي الاستمرار في الخدمة تحت قيادته.
وكان فاوتشي قد وجه سهم انتقاده باتجاه المنظمين الصحيين في المملكة المتحدة بسبب ما وصفه بالرغبة المبالغ بها في ترخيص لقاح فايزر الذي أعطته السلطات البريطانية الضوء الأخضر في وقت سابق من هذا الأسبوع. ومن المقرر أن يبدأ التطعيم في البلاد الأسبوع المقبل.
وكان سهم فايزرلا (NYSE:PFE) قد تراجع في تداولات ما بعد الإغلاق ليلة أمس الخميس، بعد أن قالت الشركة إنها ستنتج فقط 50 مليون جرعة من لقاح BNT162b2، وهو اللقاح المخصص للحماية من فايروس كورونا، والذي انتجته الشركة الأمريكية بالتعاون مع شريكتها الألمانية بيو إن تيك، بسبب مشاكل في سلسلة التوريد. وكان العدد المستهدف للشركة سابقاً هو 100 مليون جرعة. ومع ذلك، أبقت الشركة على هدفها بإنتاج 1.3 بليون جرعة في عام 2021.
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الاستشارية في هيئة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA الأسبوع القادم للنظر في موافقات اللقاحات. وتنتظر شركة موديرنا (NASDAQ:MRNA) حصولها على الموافقات، وهي التي كانت قد أعلنت في بداية الأسبوع أنها قدمت طلباً رسمياً للحصول على موافقة طارئة للقاحها mRNA-1273، في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، بعد أن أظهرت النتائج الكاملة للدراسة التي قامت بها الشركة فعالية مثيرة للأعجاب، مع عدم وجود مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة. وكانت موديرنا قد أعلنت يوم أمس أنها تتوقع توزيع 125 مليون جرعة من لقاحها حول العالم، خلال الربع الأول من 2021.
وفي أسواق الطاقة، وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في 8 أشهر، بعد أن صمدت الاتفاقية التي تحكم إنتاج أكبر مصدري النفط في العالم، ولم تنهار رغم المخاوف التي ظهرت قبل وخلال الاجتماع الافتراضي الذي امتد لـ 4 أيام. وكانت كتلة أوبك+، والتي تضم جميع أعضاء منظمة أوبك الذين تتزعمهم المملكة العربية السعودية، ودول منتجة أخرى من خارج المنظمة، تقودهم روسيا، قد اتفقت على رفع الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً، اعتباراً من أول أيام العام الجديد، بعد ارتفاع الأسعار وتحسن توقعات الطلب لعام 2021 بفضل القفزات التي حققتها أبحاث لقاح فايروس كورونا.
وقبل الاجتماع، كانت التوقعات تشير بشكل كبير إلى تمديد العمل بالقيود المفروضة حالياً، دون تغيير، حتى نهاية الربع الأول من العام القادم. إلا أنه هذا الحل الوسط كان أفضل لأسعار النفط من الاتفاق السابق داخل المجموعة، والذي كان يقضي بزيادة الإنتاج بنحو 1.9 مليون برميل يومياً بدءً من أول أيام عام 2021.
كما اتفقت أوبك+ على الاجتماع مرة واحدة في الشهر لمراجعة هذا التعديل، مع الاتفاق كذلك على أن الزيادات الشهرية التي قد يتم إقرارها في هذه الاجتماعات لن تتجاوز حاجز النصف مليون برميل يومياً.
وعند كتابة هذا التقرير، تقدمت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 1.2٪ لتتداول عند 46.18 دولار للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}} والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 1.2٪ كذلك، لتتداول عند 49.27 دولار للبرميل. وبذلك يقترب كل منهما من تسجيل المكاسب الأسبوعية الخامسة على التوالي.
وفي أسواق المعادن الثمينة، تقدمت عقود {{8830|الذهب}} الآجلة بنسبة 0.2٪ لتتداول حول مستوى 1,845 دولار للأونصة. أما في أسواق العملات، فلقد ارتفع {{1|اليورو}} امام الدولار بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.2156، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوى له في 31 شهراً في وقت سابق من الجلسة.