Investing.com - بعد أسبوع حافل بالتقلبات والأحداث الهامة هل يتأهب الثيران لجولة جديدة من الارتفاعات بعد المستويات القياسية التي سجلتها بعضا من المؤشرات الأمريكية.
بينما يقف الذهب يترقب تريليونات بايدن التي يبدو أنها ستفقد إلى الأسواق خلال الأسبوع الجاري، فهل يناله منها نصيب أم تتجه صوب وجهات أخرى.
عاجل: بايدن وقع حزمة الـ 1.9 تريليون دولار، وداو جونز عند رقم قياسي، والآن "فرصة ذهبية" للسوق الأمريكي
بايدن
ووقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على مشروع قانون لحزمة تحفيز اقتصادية بقيمة 1.9 تريليون دولار، لتصبح قانوناً سارياً بهدف مساعدة الأمريكيين المتضررين من جائحة فيروس كورونا مما يعتبر اجراءً جذرياً من قبل إدارته التي طرحت واحدة من أكبر حزم التحفيز الاقتصادي في تاريخ الولايات المتحدة. ومن المقرر أن تتضمن الجولة الأولى من تلك الخطة ارسال شيكات بقيمة 1,400 دولار امريكي للأفراد والتي قد يبدأ تسليمها بنهاية الأسبوع الحالي. وضمن المزايا الأخرى التي تضمنها قانون"حزمة الإنقاذ الأمريكية" السماح بتوزيع جولة ثالثة من أموال التحفيز لمرة واحدة تصل قيمتها إلى 1,400 دولار، وتمديد دعم البطالة للعاطلين عن العمل.
هذا إلى جانب تعديل قانون الضرائب لصالح الأسر التي لديها أطفال. كما أن بعض الإعانات الأخرى، بما في ذلك التعويضات الفيدرالية للبطالة أثناء الجائحة، سيتم تمديدها حتى 6 سبتمبر بقيمة 300 دولار أسبوعياً مقابل 400 دولار في السابق. وحتى منتصف فبراير، كان هناك أكثر من 19 مليون شخصاً يتلقون تلك الإعانات.
عاجل: بتكوين وإيثريوم قمم تاريخية جديدة، ما المستويات القادمة؟
انتقادات
وتعرضت حزمة التحفيز لانتقادات شديدة من الجمهوريين، وخاصة فيما يتعلق بأن نسبة 9% فقط ستذهب مباشرة إلى جهود الإغاثة من الجائحة. ورداً على ذلك، جادل الديمقراطيون بأن مشروع القانون يلقي نظرة أكثر شمولية على الاقتصاد بأكمله وكيفية تأثره بتداعيات الجائحة. إلا أنه على الرغم من ذلك، حصلت الخطة على رضا الناخبين بنسبة وصلت إلى حوالي 60% تقريباً. وأثنى عليها صندوق النقد الدولي الذي يرى أنها تساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة تتراوح ما بين 5-6% على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
كما انه وفقاً لجيري رايس، المتحدث باسم صندوق النقد الدولي، قد يؤدي الانتعاش الاقتصادي إلى "آثار إيجابية على بقية الاقتصاد العالمي. موضحاً أنه "من المتوقع أن تستفيد معظم الدول من زيادة الطلب الأمريكي مما سيساهم في النمو والتعافي العالميين".
هل يطفئ ارتفاع الدولار شعلة أسعار النفط، أين تتجه الأسعار؟
خطة
وألقى الرئيس بايدن خطابا في ذكرى مرور عام على جائحة كورونا التي عطلت مسيرة نمو الاقتصاد الأمريكي معلناً أنه وجه جميع الولايات بإتاحة لقاحات فيروس كورونا لكل البالغين في وقت أقصاه 1 مايو المقبل. مشيراً إلى إمكانية الاحتفال بعيد الاستقلال في 4 يوليو ضمن تجمعات صغيرة.
وقال بايدن أن الهدف الذي وضعه في الأيام الاولى من توليه الرئاسة بتوفير 100 مليون جرعة لقاح خلال أول 100 يوم من توليه زمام الرئاسة، تم الوصول اليه الأن في غضون 60 يوماً.
بعد حزمة التحفيز: ثيران الأسهم تتحامى برئيس الفيدرالي، والذهب بلا منقذ
التضخم
ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بقوة في فبراير بالتزامن مع ارتفاع أسعار البنزين. إلا أن معدل التضخم الأساسي ظل ضعيفاً نظراً لضعف الطلب على السفر الجوي والإقامة الفندقية. إذ ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.4% الشهر الماضي بعد ارتفاعه بنسبة 0.3% في يناير على خلفية تزايد أسعار البنزين بنسبة 6.4%، والذي يمثل أكثر من نصف الزيادة التي شهدها مؤشر أسعار المستهلكين.
أما على أساس سنوي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين إلى أعلى مستوياته المسجلة في عام واحد بنسبة 1.7% بعد ارتفاعه بنسبة 1.4% في يناير.
وبالنظر إلى معدل التضخم الأساسي الذي يستثني الأسعار المتقلبة للمواد الغذائية والطاقة، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1% فقط بعد أن ظل ثابتاً دون تغيير يذكر على مدار شهرين متتاليين، وسجل نمواً بنسبة 1.3% على أساس سنوي. أما بالنسبة للنظرة المستقبلية، فإن ما يطلق عليه "تأثير سنة الأساس" يلعب دوراً هاماً، مما يعني أن معدل التضخم الرئيسي سيرتفع نتيجة التراجعات الحادة التي شهدها في بداية الجائحة، وهو الأمر الذي سيؤثر الآن على احتساب المعدلات السنوية.
عاجل: المستثمرون سحبوا 1.8 مليار دولار من سوق "الذهب"، ويبدو أن المعدن الثمين بلا منقذ
الفيدرالي
ويتتبع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي لاحتساب المستوى المستهدف للتضخم، والذي يقع حالياً عند مستوى 1.5%.
وفي الآونة الأخيرة، أشار البنك المركزي الأمريكي إلى أنه سيسمح بارتفاع معدلات التضخم خلال مسيرة التعافي الاقتصادي. إلا أن المخاوف المستقبلية تتمثل في أن البنك المركزي سيضطر للتدخل في وقت أقرب مما كان متوقعاً. كما أن السياسة النقدية التوسعية التي عكستها حزمة التحفيز الاقتصادية التي طرحها الرئيس جو بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار تعتبر من أبرز المخاوف لزيادة التضخم.
هذا، إلى جانب برنامج الاحتياطي الفيدرالي لمشتريات السندات الشهرية وارتفاع عائدات سندات الخزانة، والتي تعتبر كلها مؤشرات مقلقة للسوق. إلا أنه ما يزال هناك الكثير من المؤشرات الدالة على الركود في ظل حصول حوالي 19 مليون أمريكي على الأقل على إعانات البطالة.
وسعى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لتهدئة الأسواق من تلك المخاوف التضخمية. مؤكداً أن صانعي السياسة ليس لديهم نية لخفض برامج التحفيز أو رفع معدلات الفائدة حتى يتعافى الاقتصاد وتحسن سوق العمل بصفة خاصة. وسوف يسمح البنك المركزي للتضخم بأن يأخذ مجراه، مع الاقرار بأن ارتفاع التضخم الذي قد نشهده هذا العام يعتبر متوقعاً ولا يتعدى كونه "مؤقتاً" نتيجة التراجعات الحادة التي شهدها في عام 2020.
عاجل: أكبر مدير أصول في العالم يشكك بمكانة الذهب، فإلى أين يتجه؟
الأسواق
ساهمت قراءات معدلات التضخم في الولايات المتحدة في التخفيف من حدة مخاوف ارتفاع الأسعار في وقت سابق. مما أدى إلى تراجع الدولار هامشياً ليسجل بذلك أول انخفاض أسبوعي له بعد ارتفاعه بنسبة 1.81% في الأسبوعين السابقين.
ومن جهة أخرى تراجعت أسعار الذهب، معدن الملاذ الآمن، إلى ما دون حاجز الـ 1,700 دولار على الرغم من تعافيه لاحقاً.
بينما واصلت أسعار سندات الخزانة لأجل 10 سنوات تراجعها مما أدى إلى تخطي عائداتها أكثر من 1.60%.
وفي وول ستريت، أنهى مؤشر ستاندرد أند بورز 500 تداولات الأسبوع مرتفعاً بنسبة 0.48% بعد أن وصل إلى مستويات قياسية جديدة. وسجلت أسهم تسلا (NASDAQ:TSLA) نمواً فاق 4.7% بينما ارتفعت أسهم شركات أبل (NASDAQ:AAPL) وأمازون (NASDAQ:AMZN) بأكثر من 1.5%، مما أدى إلى ارتفاع مؤشر ناسداك بنهاية الأسبوع.
الذهب يتفوق على بتكوين والدولار، من نصدق ملك النفط أم ملك السندات؟