Investing.com - أطلقت البنوك الكبرى والمؤسسات المالية إنذارًا مبكرًا بشأن تداعيات سلبية ستشهدها سوق الأسهم العالمية خلال الأيام المقبلة إذا اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وفي المقابل من التداعيات السلبية على سوق الأسهم من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط والطاقة ما قد ينسحب على معدلات التضخم وهو الأمر الذي قد يدفع الفيدرالي والبنوك المركزية لاتخاذ إجراءات أكثر عنفًا لاحتواء هذه الأثار.
ومنذ قليل أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الرئيس فلاديمير بوتين إن هناك فرصًا للتوصل إلى اتفاق مع الغرب بشأن أوكرانيا، لكنه أكد على أن رد الاتحاد الأوروبي والناتو على المطالب الروسية لم يكن مرضيًا.
وأحدث ما جاء أن الحكومة الروسية لم تستجيب على طلب الاجتماع بأوكرانيا، وحذرت الولايات المتحدة من هجوم وشيك من الجانب الروسي.
سوق الأسهم
ويرى مايكل ويلسون، كبير استراتيجي الأسهم الأمريكية لدى مورجان ستانلي (NYSE:MS)، أن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا قد يدفع الاقتصادات في حالة ركود، مما يشكل مخاطر كبرى إضافية على أسواق الأسهم.
وأضاف ويلسون أن ارتفاع أسعار الطاقة من شأنه تدمير الطلب من وجهة نظر البنك، وقد يدفع العديد من الاقتصادات إلى ركود تام، وأشار إلى أن أسهم الطاقة هي الأكثر عرضة لخطر البيع.
وقال ويلسون أن تركيز المستثمرين سوف يتحول قريبًا جدًا من التضخم إلى النمو الاقتصادي، وأن الاقتصاد المتباطئ بشكل حاد قد يعني أن الاحتياطي الفيدرالي لن يرفع أسعار الفائدة عد مرات كما تتوقع الأسواق حاليًا.
ومنذ قليل خفض استراتيجيو جولدمان ساكس (NYSE:GS) يستهدفهم لمؤشر إس أند بي 500 لنهاية العام إلى 4900 نقطة من 5100 نقطة في السابق.
وقال ديفيد روش خبير الأسواق العالمية: "إذ نفذ فلاديمير بوتين هجومًا على أوكرانيا فإن الولايات المتحدة وحلفائها سيطبقون على الأرجح عقوبات قاسية على روسيا، وستتغير أسواق الأسهم الأوروبية وتوقعات الاقتصاد العالمي بشكل جذري".
وتوقع روش ارتفاع أسعار النفط عند 120 دولارًا إذا غزت روسيا أوكرانيا.. حيث قال عدم اليقين بشأن الخطوة المقبلة لروسيا لديه القدرة على إحداث اضطراب كبير في الأسواق العالمية.
عاجل: قرار قد ينهي الحرب العالمية الثالثة
سوق النفط
وقال بيتر هوبر رئيس الأبحاث الاقتصادية العالمية لدى "دويتشه بنك (DE:DBKGn) إيه جي"، إن الصدمة النفطية تغذي أزمة التضخم واسعة النطاق، لذلك هناك فرصة لحدوث تباطؤ كبير في النمو العالمي.
وقالت بلومبيرج إيكونومكس إن احتمالية ارتفاع سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل بحلول نهاية الشهر الجاري من حوالي 70 دولارًا للبرميل في نهاية 2021 سوف يرفع التضخم بحوالي نصف نقطة مئوية في الولايات المتحدة وأوروبا في النصف الثاني من العام.
و حذر جيه بي مورجان تشيس"من أن زيادة سعر النفط إلى 150 دولارًا للبرميل، سوف يوقف النمو العالمي تقريبًا، ويدفع التضخم إلى حوالي 7%، وهو مستوى أكثر من ثلاثة أضعاف المستهدف من قبل معظم صانعي السياسة النقدية.
وتوقع جيه بي مورجان تشيس من أن سعر النفط قد يقفز إلى 120 دولارًا للبرميل، في حالة خروج الصادرات الروسية عن مسارها بفعل التوترات مع أوكرانيا.
وقالت ناتاشا كانيفا، رئيسة استراتيجية السلع العالمية لدى جيه بي مورجان، إن أي اضطرابات في تدفقات النفط من روسيا قد ترسل أسعار النفط بسهولة نحو 120 دولارًا. وحذر المصرف الأمريكي من أنه في حالة تراجع صادرات النفط الروسية بنحو النصف فإن سعر الخام قد يقفز عند 150 دولارًا.
عاجل: ارتفاع جنوني ..لن يتوقف إلا
رؤية جولدمان ساكس
طرح بنك جولدمان ساكس توقعاته الجديدة لنهاية العام لمؤشر إس أند بي 500، حيث انخفض ذلك إلى 4900 من 5100، تزامنا وارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية إضافة إلى التوترات الجيوسياسية.
قال فريق بقيادة كبير المحللين الإستراتيجيين الأمريكيين ديفيد كوستين: "الخلفية الكلية لهذا العام أكثر تحديًا بكثير مما كانت عليه في عام 2021، ومع ذلك ، ما زلنا نتوقع أن أسعار الأسهم سترتفع جنبًا إلى جنب مع الأرباح وتصل إلى أعلى مستوى جديد على الإطلاق في عام 2022".
ومع ذلك ، هناك محاذير هنا ، حيث اعترف الفريق بأن "عدم اليقين يسود فيما يتعلق بمسار التضخم وسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي وكذلك تداعيات الأزمة بين روسيا وأوكرانيا".
الأسواق الآن
وسجلت المؤشرات الأمريكية في تعاملات ما قبل التداول اليوم الإثنين هبوطاً جماعيا بعد تراجعات يوم الجمعة الماضي التي ضربت كافة أسواق الأسهم العالمية.
ونزل مؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا بأكثر من 1% خلال تعاملات ما قبل التداول بينما تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 في حدود 0.8% وتراجع داو جونز في حدود 0.7%.
وفي أوروبا هبط مؤشر فوتسي 100 بأكثر من 2%، بينما تراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بحوالي 3.5% وانخفض مؤشر داكس الألماني بنحو 3.3%.
وتراجعت مؤشرات فوتسي (LON:LSEG) ام أي بي 3.2% ونزل مؤشر ايبيكس 35 بأكثر من 3% وتراجع مؤشر ستوكس 600 في حدود 2.7%.
عاجل: ارتفاع مفاجئ .. هل يستمر؟
وفي المقابل خرج الذهب منصرًا بارتفاعات تتجاوز الـ15.5 دولار حيث ارتفع بحوالي 1% ليرتفع سعر الأوقية إلى ما يقرب من 1860 دولار في التسليم الفوري.
وارتفع مؤشر الدولار الرئيسي بقوة ليعزز تواجده أعلى مستويات الـ 96 نقطة مقابل تراجع جماعي لسلة العملات الرئيسية وعلى رأسها اليورو والين والاسترليني والدولار الأسترالي.
وفي المقابل تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بينما لا يزال يتداول قرب أعلى مستوياته منذ مطلع 2019 عند مستويات 1.926%.
وقلص النفط مكاسبه ليتحول إلى التراجع، حيث نزل خام نايمكس الأمريكي إلى التراجع في حدود 0.3% نزولا إلى مستويات قرب الـ93 دولار للبرميل.
بينما تراجع خام برنت القياسي في حدود 0.4% نزولا إلى مستويات قرب الـ94 دولار للبرميل، إلا أن النفط لا يزال قرب أعلى مستوياته في لأكثر من 7 سنوات.