Investing.com - تعمقت الأزمة المتعلقة بالملياردير الهندي جوتام أداني، مع تجاوز إجمالي الخسائر في قيمة إمبراطوريته المالية المدينة مائة مليار دولار، بعدما ألغت فجأة عملية بيع لأسهمها. ولكن الأزمة لم تتوقف هنا، إذ تم إيقاف التداول على أسهم عدة شركات تابعة لمجموعة "أداني" الهندية، اليوم الجمعة، لليوم الثاني على التوالي، بعد تراجعات قوية خلال الأيام القليلة الماضية.
جاء تبخر أكثر من ثلث قيمة المجموعة التابعة للملياردير في أعقاب اتهامات بعمليات احتيال في المحاسبة نشرتها شركة "هندنبرج ريسرتش" الأمريكية في 24 يناير.
وتجاوزت خسائر القيمة السوقية لشركات الملياردير الهندي، غواتام أداني، أكثر من 125 مليار دولار بعد أسبوع من الاتهامات، حيث نصح تقرير "هندنبرج" المستثمرين ببيع أسهم المجموعة على المكشوف ما تسبب بخسائر فادحة وإلغاء المجموعة الهندية لخططها في اكتتاب إضافي لأسهم "أداني".
اقرأ أيضًا
واردات الذهب التركية تصعد لمستويات تاريخية.. 733% ارتفاع في عام واحد!
عاجل: الذهب يعجز عن العودة للقمة.. عمليات بيع مكثفة والخسائر لم تتوقف
خسائر السهم تتفاقم
تراجعت أسهم مجموعة "أداني"، بـ 10% صباح اليوم الجمعة، وهو الحد الأقصى للتراجع اليوم، ما نتج عنه إيقاف السهم عن التداول لليوم الثاني على التوالي. وحتى بعد إرجاع السهم للتداول مرة أخرى تراجع بـ 5% إضافية، وهو ما استدعى إيقاف التداول عليه.
وانخفضت أسهم أداني بنسبة 30٪ إلى 1017 روبية (12 دولارًا)، اليوم الجمعة، قبل أن تتعافى لتتداول على انخفاض بنحو 15٪.
وانخفض سعر سهم الشركة بنحو 66٪ منذ أن أصدرت "هندنبرج" تقريرها الأسبوع الماضي، عندما بلغ 3436 روبية (41 دولارًا). وانخفض سهم ست شركات أخرى مدرجة في أداني بنسبة 5٪ إلى 10٪ يوم الجمعة.
وهبطت قيمة الشركة الرئيسة بأكثر من 25% أمس، في نسبة تضاف إلى تراجع الأربعاء الذي بلغ 30% تقريبا.
كما تم تعليق التداول في أسهم وحدات أخرى تابعة لأداني مدرجة في البورصة بعدما تراجعت بنسبة 10%، بما في ذلك "أداني توتال (EPA:TTEF) غاز" التي تملك "توتال إنرجي" الفرنسية حصة فيها تبلغ نسبتها 37.4 في المائة. وأدى الذعر الذي أثاره تدهور المجموعة إلى توقف مصارف كبرى، بينها "كريدي سويس" و"سيتي جروب (NYSE:C)" عن قبول سندات أداني كضمان للقروض المقدمة للعملاء، بحسب "بلومبيرج".
وأثار ذلك المخاوف حيال الكيفية التي سيكون بإمكان أداني من خلالها جمع تمويل جديد، بينما يتم تداول سندات الدولار الصادرة عن أداني بمستويات مثيرة للقلق في ظل مؤشرات متزايدة إلى إمكان انتقال العدوى في الأسواق الهندية.
الضربات تتوالى
قال مصدر مطلع لرويترز إن هيئة تنظيم السوق في الهند تجري مراجعة وتدقيقا فيما يتعلق بتراجع أسهم شركات الملياردير جوتام أداني، في الوقت الذي تتضخم فيه خسائره.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن مجلس الأوراق المالية والبورصات الهندي يبحث أيضا في عدد من المزاعم التي تحدثت عنها شركة هندنبرج لأبحاث الاستثمار.
قال أمباريش باليجا، وهو محلل أسواق مستقل في مومباي: "حدث انتعاش طفيف أمس بعد مضي بيع الأسهم قدما، وبعد أن كان هذا غير محتمل فيما يبدو في مرحلة ما، لكن معنويات السوق الضعيفة أصبحت الآن جلية مرة أخرى بعد تقرير هندنبرج الصاعق".
وأضاف باليجا: "مع تراجع الأسهم على الرغم من دفاع أداني، يتضح بعض الضرر على معنويات المستثمرين بجلاء. وسيستغرق الأمر بعض الوقت لتحقيق الاستقرار".
إلغاء عمليات بيع بـ 2.5 مليار دولار
ألغت "أداني" في وقت متأخر الأربعاء عملية بيع أسهم بقيمة 2.5 مليار دولار كان من المفترض أن تساعد على خفض مستويات الديون التي تشكل مصدر قلق وإعادة الثقة وتوسيع قاعدة أصحاب الأسهم لديها.
فشل الأمر في جذب المستثمرين الأصغر ولم تبع إلا بفضل مشترين من مؤسسات كبرى وأهم أثرياء الهند، فضلا عن 400 مليون دولار من الشركة العالمية القابضة.
وأفاد مجلس إدارة "أداني" في بيان أن المضي قدما في الأمر "لن يكون صحيحا من الناحية الأخلاقية"، وأنها سترد كل الدفعات التي تمت.
وشدد أداني نفسه في بيان مصور على أن "أسس شركتنا قوية جدا، وكشف ميزانيتنا صحي وأصولنا قوية، وأنه فور استقرار السوق، سنراجع استراتيجية سوق رأس المال التابعة لنا"، مشددا على أن سجل المجموعة في تسديد ديونها "لا غبار عليه".
خسارة لقب أغنى رجل في آسيا
وأدت خسائر الأسهم يوم الأربعاء إلى هبوط أداني إلى المركز الواحد والعشرون في قائمة بلومبرغ لأغنى الأشخاص في العالم بصافي ثروة يقدر بنحو 61.3 مليار دولار، ليأتي في مرتبة لاحقة لمنافسه موكيش أمباني رئيس مجلس إدارة شركة ريلاينس إندستريز الذي حل في المركز الثاني عشر بصافي ثروة قُدر بنحو 80.3 مليار دولار.
وكان ترتيب أداني الثالث خلف إيلون ماسك قبل التقرير اللاذع من شركة هندنبرج لأبحاث الاستثمار.
خلفية عن الاتهامات
بحسب "هندنبرج ريسرتش"، فإن أداني زاد أسعار أسهم وحداته بشكل زائف من خلال ضخ أموال عبر ملاذات ضريبية ما وراء البحار. وقالت "إن هذا التلاعب الصارخ بالأسهم وخطة الاحتيال في الحسابات يعدان أكبر عملية غش في تاريخ الشركات".
بدورها، عدت مجموعة أداني أنها كانت ضحية هجوم "شرير" على سمعتها وأصدرت بيانا في 413 صفحة الأحد قالت "إنه يثبت أن اتهامات (هندنبرج) ليست إلا كذبة".
وردت "هندنبرج" التي تجمع المال عبر الرهان على هبوط الأسهم، بأن "أداني" لم تجب عن معظم الأسئلة المطروحة في تقريرها. ويرى محللون أن هذا الاضطراب أضر بصورة الهند في وقت تسعى فيه إلى جذب المستثمرين الأجانب بعيدا عن الصين. وقال سريناث سريداران المعلق المستقل على الأسواق إن الأزمة تشكل اختبارا رئيسيا للهيئات المالية الناظمة في الهند.
---
ابق مطلعًا على السوق..واجعل أخبار الاقتصاد قريبة منك دائمًا
تقدم إنفستنج خدمة اقتصادية شاملة من بيانات حية وأخبار متدفقة وتنبيهات فورية ومحافظ خاصة وأدوات لمتابعة استثمارك على موقعنا أو تطبيقنا.
يمكنك متابعتنا على جميع وسائل التواصل الاجتماعي:
اليوتيوب: https://www.youtube.com/@investingcomsa
الفيس بوك: https://www.facebook.com/investingcomSA